د. ابراهيم العلاف
وانا أقرأ عن ان البروفيسور الدكتور زاهي حواس الاثاري المصري الكبير يقول ان الممثل محمد رمضان هو افضل من يجسد دور الملك العظيم (أحمس) في الفيلم الضخم المزمع انتاجه في مصر قلت مع نفسي ان لابد ان اكتب لكم عن أحمس هذا البطل القومي الكبير الذي طرد الهكسوس المتخلفين من مصر ، وابعدهم عنها .
ومنذ كنت اتلقى العلم في قسم التاريخ بكلية التربية – جامعة بغداد 1964 على يد شيخي واستاذي الدكتور فيصل الوائلي مدير الاثار العام والذي كان يدرسنا التاريخ القديم للشرق الادنى وانا معجب ببطولات القائد والزعيم المصري الكبير ( أحمس) وكلمة احمس تعني بالهيروغيفيه ابن ابيه الرجل الرجل .
ومن الطريف ان اقول ان الهكسوس دخلوا مصر من الدلتا ، كغزاة واجانب وفعلوا ما فعلوا من تدمير وتخريب ولكنهم في نهاية الامر قنعوا بقبول الضرائب وترك مدن مصر تحكم نفسها بنفسها ، وكان المصريون ينظرون اليهم كأجانب واغراب ويسعون الى التخلص منهم وكلما كان المصريون يشعرون بقوتهم انقضوا على الهكسوس بهجمات منظمة وكانت مدينة (طيبة) تقود المقاومة الباسلة حتى انهم تحدوا الهكسوس واعلنوا انفسهم حكاما لمصر وقامت الحروب بينهم وبين الهكسوس .
وهنا لابد ان نشير الى دور المرأة المصرية في المقاومة لهذا نجدها متجسدة بالكثير من التماثيل وكانت أم أحمس وزوجته على رأس المقاومة وقد استطاع الملك احمس دفع الهكسوس الى الدلتا وهرب الهكسوس الى مواقعهم الاولى في سوريا وبلاد الشام .
احمس كان مؤسس الاسرة 18 في التاريخ المصري القديم ومعها ابتدأ تاريخ الدولة الحديثة في مصر سنة 1570 وحتى 1304 قبل الميلاد وهنا يأتي عهد الامبراطورية .
رحم الله استاذي الدكتور فيصل الوائلي كان يقول لنا قبل خمسين سنة ان حكم الهكسوس زعزع التفكير المصري وجعلهم يشعرون ولاول مرة ان بلدهم محاط بحصون منيعة وان لابد من الاهتمام بمناعة الحدود والحصون وبدأوا يشعرون بالخوف عليها من ان يتسلل منها احد من الغزاة
واحمس هو مؤسس الاسرة 18 وهو ابن الفرعون سقنن رع وهو من قاد معركة الحرية والاستقلال والتخلص من الغزاة وكان المصريون يشبهون الهكسوس بالطاعون وهو من خلص المصريين من الطاعون ويعد عصره من ازهى عصور التاريخ المصري وفي عهده اصبحت مصر قوة كبيرة امتد نفوذها الى فلسطين والسودان وهو يلاحق الثوار قام بعض الامراء بحركة انقلابية ضده لكنه عاد وقضى على المتآمرين وتوجه الى العمران وبدأ باعادة تعمير المدن والمعابد التي خربها الهكسوس ودمروها .عمر طيبة وعمر ابيدوس وكانت العبادة التي سادت هي عبادة الاله القمر وحكم احمس (24) سنة من 1570 الى 1546 قبل الميلاد وعندما توفي خلفه ولده امنحوتب الاول وكان صغيرا في السن فتولت امه رعايته ومساعدته في ادارة الحكم ولم يكن يختلف عن والده في الشجاعة والرغبة في العمران واثاره كثيرة في الكرنك .
احمس – بحق – كان بطلا وطنيا مخلصا لشعبه يستحق التكريم والتقدير وكان ذكيا وكان شابا طموحا اعاد لمصر قوتها وهيبتها وفي عهده توحدت مصر وعادت الامور الى ماكانت عليه ايام المملكة الوسطى .
0 تعليقات