قراءة في رواية ساعة عدل لمحمد فتحي عبد العال..

مشاهدات



رشا عبادة / كاتبة وصحفية


ساعة واحدة في نصف ساعة..

هكذا اختار الكاتب عنوان راويته"ساعة عدل" ساعة واحدة تستطيع التهامها كقارىء في نصف ساعة، لم يكف فيها الكاتب عن استعراض ساعات الظلم والقهر والإستغلال والمؤامرة، عناوين عريضة لتفاصيل مجتمعية كبيرة.

قراءة لن تشعرك بالملل بقدر ما تشعر معها بالجوع لمزيد من الأحداث، من الأبعاد النفسية والمجتمعية للشخصيات.

 مجتمع الغربة والنماذج الإدارية الفاشلة التي تعتمد على استغلال الآخر ومجاراة العيوب إرضاءًا للسطلة وتحقيقًا للمصلحة الخاصة.

 شخوص الرواية جميلة والفكرة وقيمتها واضحة ومترابطة مع العنوان ساعة عدل. امتلاك الكاتب لقوة جذب وجمل قصيرة بديعة جعلتني أقرأها دفعة واحدة.

 ثقافة المؤلف تتضح لك من السطر الأول، المعلوماتية  المتعمدة رغم قوة المعلومات نفسها إلا أنها في بعض المواضع كانت نقطة ضعف وفخ أدبي انتقص من جمال السرد  وفصل القارىء عن  التعايش مع جو الراوية.

الحوار النفسي داخل فتحي وشخصيات الصيدلية بالمستشفى كان يحتمل استفاضة أكثر. 

المبدأ المكيافيلي واستخدامه كان جميلًا فضلا، وإن كان كاشف لهدف الراوية وتصورأحداثها وردة أفعال شخوصها.

دور المرأة جاء على استحياء بالرواية، بائسًا ومهمشًا، 

التطرق لمناقشة التدين الظاهري في شخصية مرشدي او حتى الحاج اسماعيل كانت لفتة قوية كذلك اللمحات الساخرة الطبيعية لنماذج مثل الدكتور ذكرى لكن التصريح والوضوح والشرح الذي يسبق بعض الفقرات، أفسد عنصر المفاجأة.


 النهاية جاءت سريعة ومختصرة كأنما دكتور محمد كان على موعد هام!

  الأحداث والاشخاص كانت بحاجة لمزيد من الزاويا بعيدًا عن جو الصيدلية واختزال عادات الصحراء في حدث واحد للاحتفال، كذلك الحال في الشخصيات التي ظهرت جميعها سيئة، كان يمكن وضعها في مواقف أخرى  مختلفة تظهر ضعفها الإنساني ومبرراتها، حتى شعورها بالذنب، دون حصرها في نموذج الصورة السلبية، مقابل شخصية واحدة"البطل" الطيب ، المتصوف، الثائر في وجه الظلم والفساد.


إرسال تعليق

0 تعليقات