بقلم ابراهيم المحجوب
بعد ان اصبح الشعب في وادِ ومجلس النواب يهيمون في وادي آخر وقد ادركوا ان الورقة الاخيرة التي يجب الاستفادة منها هي ورقة ماتسمى الموازنة الاتحادية. كونها وحسب تحليلي الخاص هي ام الصفقات التجارية والسياسية.. فالتأييد له ثمن والرفض ربما ثمنه اكثر وربما بعدها سيتفق الجميع على اضافة فقرة اخرى مفادها تكريم اعضاء مجلس النواب بمبلغ مادي بسيط يصل المليون دولار لكل نائب لجهودهم الاستثنائيّة باقرار الموازنه...
((ومسكينة يم عليوي بعت السمك لابن فرهود))
فالشعب المسكين اصبح يتكلم كثيرا ويبني آماله على موازنة مجرد ارقام في صفحات لاتغير من واقع الشارع العراقي او وضعه الاقتصادي شيء او تضيف شيء جديد له....
ارقام رنانه نسمعها سنويا دون فائدة فلا تسمن او تغني من جوع... فالفقير يتلقى راتب رعايته دون المئة دولار وتكون فرحته لحظة الاستلام فقط لتبدأ همومه بعدها والمتقاعد الذي لم يبخل على الدولة بحياته فقدم خدمة اكثر من عشرين سنه يقبض راتبه دون اي زيادة مهما بلغت ارقام الموازنه... والدولار السيد الاخضر اصبحت بيوت العراقيين غير ملائمة لدخوله الا من القلة القليلة الذين نهبوا البلاد والعباد بطرق فنية لايعرفها حتى ابليس نفسه. واصبح سعر الصرف الاخير ثابت ورسمي وموضوع اعادة تثبيت سعر الصرف الى ماكان سابقاً هو موضوع دعاية انتخابية لا اكثر... واصبحت المواد الغذائية عبأ يتحمله المواطن العراقي البسيط الذي تعود على تنظيم حياته براتبه البسيط هذا للعيش هو واسرته شاكيا همه الى الله وهو ينتظر فرج السماء لافرج موازنة مجلس النواب...
ان اعضاء مجلس النواب الموجودين حاليا يعرفون جيدا ان الوضع الإقتصادي للمواطن اصبح صعب جدا وخاصة بعد ان استغل بعض ذوي النفوس الضعيفة من التجار هذه الفرصة وقاموا بتصعيد اسعار موادهم الغذائية بحجة إرتفاع سعر الصرف للدولار وبعد غياب الرقابة عليهم فأصبحت بين ليلة وضحاها ارتفاع في الاسعار التي وصلت الى الضعف احيانا وخاصة في المواد الغذائية الاساسية..
فماذا ينتظر هذا الشعب المغلوب على امره من مجلس النواب وموازنته فالامور في الشارع اصبحت احيانا خارج السيطرة والمسميات كثيرة وخاصة عندما نسمع انتشار المخدرات بصورة علنية يقابلها البطالة والفقر المتقن مع وجود فارق معيشي كبير بين مواطن يقبض شهريا من الدولة مبلغ راتب تقاعدي لايتجاوز ثلاثمائة دولار وموظف بعنوان آخر يستلم عشرة الاف دولار فاين العدالة ياحكومتنا الرشيدة ونحن وعوائلنا أمانة في رقابكم وكل راع مسؤول عن رعيته وانتم الراعي ونحن الرعية...
واين وعودكم للشعب بتحسين البطاقه التموينيّة ولم يبقى منها الا منها الى ورقة البطاقه نفسها ومادة الطحين التي تصل المواطن بين شهر وآخر واي تحسن تتكلمون فيه عن الخدمات والطاقة الكهربائيه اصبحت ضيف يأتي البيوت كل عشرة ساعات ليستمر ساعتان فقط ومازالت الوعود الكاذبه موجوده لدى المسؤولين..
واما الخدمات الاخرى فقد نسيناها لاننا نعرف انها اصبحت من ضمن المستحيلات... ومن اين نبدأ ومتى ننتهي فلا التعليم يليق بابناؤنا وما مدارسنا الا مجرد اسم لايوجد فيها أثر للتعليم المتطور عالمياً... واما مستشفياتنا فهي مجرد خانات قديمة يقصدها الناس الفقراء لضيق اليد وعدم القدرة بالذهاب الى المستشفيات الاهلية..
والشوارع بين المحافظات هي أسوأ واجهة حضارية للبلد فماذا بقي من فقرات موازنتكم ياسادة اعضاء مجلس النواب الا ونحن نقرأ الاقتراض مبلغ كذا مليار من الفلانية والاقتراض كذا مبلغ آخر وكذا وكذا فالى متى تضحكون على الاذقان ونحن نبيع يوميا اربعة ملايين برميل نفط بسعر فوق الستين دولار وفي العام الماضي كان يباع بثلاثين دولار فاين الفروقات؟؟؟؟ ومازال راتب المتقاعد والموظف يترنح وربما نزلت قيمته الشرائية بعد صعود الدولار.. فاي موازنة ننتظر منكم وانتم في وادً ونحن في واد آخر.... واذا كانت هذه الموازنة هي ورقتكم الاخيرة فاطبخوها على نار هادئة واكتبوا ماتريدون لانفسكم فيها ثم اعلنوها لشعبكم الذي انهكه الجوع والفقر...
((وقفوهم فانهم مسئولون))
0 تعليقات