بلى كنت قاسياً مع الحلبوسي

مشاهدات



عبد الجبار الجبوري


بلغني من أحد الأصدقاء،عتباً شفيفاً،عن منشوري،عن السيد محمد الحلبوسي،رئيس مجلس النواب ،بلى كنت قاسياً معه ،ومصدر قسوتي،هي محبتي للموصل وحزني لمعاناة أهلها،ممن عانوا الأمرين من بطش داعش ووحشيته،حتى عند لحظات ألتحرير وهو يقنص ويقتل العوائل الهاربة من جخيمه،بدم بارد ومازالت جثثهم تحت أنقاض القديم،وفي طرقاتها،وقبل يومين إنتشلت عناصر الدفاع المدني أكثر من مئة جثة لمجهولي الهوية في منطقة الميدان،بلى كنت قاسياَ مع الحلبوسي،وقبله كنت قاسياً مع الكاظمي رئيس الوزراء ،عندما زار الموصل لساعات،وفرض حظر تجوال في عموم الموصل،ولم نفتهم منه شيء سوى،أنه تعرض لعملية إغتيال ،وأطلق وعوده في الموصل القديمة،وزار بعضا من اماكن الموصل ،وناحية برطله وقره قوش ،دون أن تتحقق أياً من الوعود الوردية،فلا تعمرّت الموصل القديمة، ولا تعوّض اهلها،ولا سجلوا ضحاياها شهداء  ،ولا عاد النازحون مسلمون ومسيحيون وإيزيديون الى ديارهم ،هكذا كانت زيارة السيد الحلبوسي الخاطفة بعده ،حيث إفتتح مستشفى  كرفاني وعاد بنفس اليوم،لا ياسادة ،ماهكذا تورد الإبل ياسعد،الموصل تحتاج أن يبقى فيها المسؤول لإسبوع على الأقل، ليطلع بأم عينيه،على معاناة أهلها ، بعد التحرير،الذي مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات،دون أن تعمر طابوقة واحدة في الموصل القديمة،ودون أن يعود نازح فيها،وعوائل الشهداء مازالوا بلا حقوق،(والخفسه) شاهد صارخ،  حيث ترفض الوزارات جعلهم شهداء ،ومازالت الجسور مدمّرة، ومازال المطار معطلاً ومدمراَ،رغم أهميته القصوى لأهل الموصل،ومازالت مقرات الدوائر الحكومية تتخذ بيوت المواطنين إيجاراً لها في الأيسر،فكيف لانزعل، وكيف على نقسوا على المسؤول،كلكم راعٍ ياسادة،نحن رعاياكم المفجوعون بكم،فكيف لانقسوا عليكم ،وبيدكم تغيير حالنا نحو الأفضل،وقد واجهنا من اجل العالم كله،أعتى جلادي الارض وأبطشهم وأوحشهم،ورفضنا فكرهم الظلامي المتخلف،وهزمناهم،نيابة عن العالم كله،وقدمنا عشرة آلاف شهيد ،ذبحهم كالخرفان(حاشاهم)، ورماهم في  حفرة عميقة إسمها الخفسة،يالعارهم وهم ينحرون ١٧٠٠ مواطن موصلي بيوم واحد، لا لذنب سوى رفضهم مبايعته،وجلهّم منتسبون سابقا ،للجيش والشرطة والاجهزة الامنية ومرشحون للمجالس النيابية،هذا هو مصدر زعلنا وعتبنا وقسوتنا المقدسة ،تجاه شهدائنا وأهلنا، الذين أنت صوتت على مدينتهم، بأنها منكوبة،ليس لدي موقف شخصي ضد الحلبوسي ولا غيره،الذي أجد فيه طاقة شبابية جيدة ومتحركه،تعمل بصدق لخدمة اهله،ونجاح في الاخبار دليل كفاءته وصعوده للبرلمان بأغلبية،وكنا وما زلنا ننتظر منه ،الوقفة الحقيقية لإعادة إعمار الموصل،بتأثيره وعلاقته ومنصبه،،لانريد زيارات للتسويق الإعلامي ورفع العتب  ،وإنما نريد وقفة حقيقية جادة لأي مسؤول، يرفع الحيف والظلم عن نينوى، التي مازالت ترزح تحت الإهمال والتهميش والإقصاء، ومهزلة التصريح الامني الملغى ورقياً وإعلامياً فقط من قبل مستشار الأمن الوطني،والذي أذل المواطن الموصلي، ولنا وقفة أخرى بعد زيارته المنتظرة للموصل...

إرسال تعليق

0 تعليقات