من جبال الثلج..تدحرجت الكلمات.. الشاعر (محمدپاكژ )

مشاهدات





ثائرة اكرم العكيدي 


الأدب الكردي مليء بالروائع من الأشعار والأخبار، ومن الروائع أن يُخَلد شاعر بقصيدة قالها، وأبدع فيها، وربما يخلد ذكره ببيت واحد أتى فيه بمعنى لطيف أو تشبيه لم يسبق 

 أن نتاج الأديب هو إبداع إنساني ثروة فكرية ككل الأشياء الثمينة النادرة .ولاشك إن لكل زمان رجاله في الأدب والفن والإبداع ومن خلال اطلاعي عن كتب ومتابعتي كشاعرة  وناشطة إعلامية في المواقع التواصل الاجتماعي انتابني الفضول في البحث والتنقيب عن شخصيات مميزة أدبية وثقافية ممن لها الدور الفاعل في إحلال صنع ونشر السلام والمحبة و التآخي بين كافة طوائف مجتمعنا من خلال الكلمة الحرة السامية والهادفة والتي تعبر عن مكنون ذاتي رصين متماسك ، عندما يكتب الأديب والكاتب القصيدة والرواية والمقالة في كل أشكالها الأدبية وهي تحاكي واقع حياتي معاصر بكل تفاصيل وملابسات الأحداث ولا سيما الأحداث التي مر فيها البلد من أزمات ونكبات ومآسي وتناقضات خاصة في أزمنة الحرب والخراب والدمار والتشرد والهجرة  ومواقف مؤلمة وموجعة حيث أن نتاج الأديب هو إبداع إنساني بحت وتعتبر لونا من الألوان الثقافية والإنسانية الأخلاقية سواء كانت قصيدة أو مقالاً أو نقدا أو رواية وهي تعبر عن الحاجة الملحة للإنسان ولمتطلبات حياته باعتبار أن الأدب ضرورة قصوى له كغذاء فكري وروحي وهذا وما وجدناه والتمسناه في شخصية الشاعر والاديب (محمد باكژ ) شاعر البرد والدفء الغيم والشمس الذي أبدع في كتابة القصيدة والمقالة بشكل مهني متقن وبناء وجميل وإنساني حتى عشقت قصائده كجمال روحي ساحر ، ناهيك عن تواضعه بعدما كان لنا لقاء وحوار ممتع اطلعنا على سيرته الذاتية.

محمد بكر وسمان الملقب ب(پاكژ) اي (النزيه )التقيته في السنتر الثقافي في سراي وهو سنتر مطل على اقدم شارع في السليمانية الا وهو شارع مولوي .ولد شاعرنا سنة ١٩٧١ في قرية ( حاجيتان )التابعه لمحافظة السليمانية وهو خريج اعدادية مدير متحف فلكلور السليمانية ،بدأ في كتابة الشعر، سنة ١٩٨٦ وهو عضو اتحاد كتاب كردستان فرع السليمانية وعضو نقابة صحفيين كردستان ،لديه كتابات صحفية وقد نشرت له عددة مقالات في ابرز الصحف الكردستانية اصبح رئيس مجلتين اهليتين اجتماعيتين (كريڤ وألند)وتعددت لديه الالوان الشعرية فكتب الشعر التراجيدي والهزلي بالاضافة للشعر الغزلي  يطلق اشعاره بأنفاس حارة للمرأه والرجل العاشق والليل والمطر والجبل والسهر يكتب للوطن الغالي بالولاء والحب.

إنه وشاعر وفيلسوف ممن سبقوا دوماً إلى صدارة المشهد وممن تنهال عليهم الأوصاف والنعوت والجزالة ومتانة السبك ،والغوص وراء الأفكار والمعاني ،يقرأ قراءة الفاحص المتأمل الناقد ،وهو ممن يقال عنهم يمتلكون جينات شعرية ينفردون بها عن سواهم. جعل من قلمه حصيف يمتلك أدوات من الكلمات القائمة بين الصوت والمخيلة بين النطق والإيحاء وكأنه ساحر.

جذبنتني تلك الكلمات التي نطق بها قلمه

لأنكِ لم تُحطمي 

اسطورة الشك

قررت..

ان اتزوج الوحدة 

لانكِ ...

لم تسامريني ليلة

قررت..

ان لا أحلمَ بكِ .

شاركت قصيدته في كل حدث ،وكانت له بصمات رائدة.

ومعاً نطوف في واحته الشعرية الخضيرة ..ونتفيأ ظلالها..


ظل..

طالما ألاقي

ظلك في دربي 

تعرفينني قبل 

أعن تري هويتي 

لاتسأليني ..!

وانا اظل ..صامتاً

تعرفين اين اذهب 

ومن اين اتيت 

عجباً ..لظلكِ

تعرفين ايضاً

عن ماذا ابحث..


محمد پاكژ ذلك الشاعر  البسيط المتواضع حتي في  كلماته لا يعرف التملق ولا الرياء، تعود ان يحمل بين سطوره حب الطبيعه و الوطن بسيطاً خلوقاً مرحا انسان  بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سخّر حبر قلمه وصدى حروفه في سبيل قضايا عديدة منها المراه والطفولة والوطن .هناك بعض من اشعاره ترجمة للعربية.


انا لدية وطن 

اربع فصوله 

له حزن 

هذا الوطن الجميل ..لي

مثل غزال مجروح

هذا الوطن الجميل ..لي

مثل ام ترتدي

ثوبا اسود

متى ينتهي هذا الحزن 

والالم والحسرة

ادعوا الله ان ينتهي

حزن وطني 

وحزن الاوطان الاخرى 

هذا الجرح ينتهي بالالمه

مع تفتح براعم الربيع.


وكما اعتمد الشاعر  على الربط بين فترة الطفولة، فكتب عن الام ..


في كياني امرأة

 كالماء ..

ليس ماءً

يغزو ثلاثة ارباع جسدي

ليس ماءً

لكن تحمل في رحمها

روح تصنع من الماء

في كياني امرأة

كالمطر ينظف 

اوساخ رجولتي

بيد واحدة 

تبعد عني الحرب 

بيد واحدة 

تكسبني الخبز

في كياني امرأة 

كالماء..

وبين صوت الحبيبة وبين هطول المطر، وعصافير الربيع، والأشجار.


(فتاة الامطار )

أمطري..

يافتاة امطار ..

أمطري..

وأملئي روحي بالعشق

كثوبي اللأى بالثقوب 

أنت إبنة امطار الجبال

او ملاك السهول..

انتِ اميرة رومانية

او دمعة كلمة في قصيدة ..

أمطري..

وأجعلي موسم عشقنا..

مليئاً بالندى..

أمطري..

ومزقي طبول ..

حبنا الصامت..


الدراما الشعرية التي صورها (محمد پاكژ) من خلال قصائده عن الحبيبة التي لم يبوح بها جعلها ضمير مستتر وراح يصفها في اسطورة مطر مرة وفي اسطورة ربيع تارة اخرى   وعيد الحب تحيلنا الدلالة النصية الى عمق العاطفة عند الكاتب الذي يبحر بنا على عالم الجماليات ويجعلنا بتناغم معه بسبب صوره النثرية معتمد على قدرته وخياله الواسع ويعد الخيال من ركائز الشعر الحديث وقد يكون من اهم ميزه ومع انه لم يهدد هوية المكان والزمان في منتجه كما في نصه السابق والسبب يعود الى ايمانه بعشق وطنه السليمانية بلد الجمال والحب والسلام بلد الثلج والجبل والسهول الخضراء كما قال الفنان العالمي  شارلي شابلن حين طرح سؤال هل للحب وطن فرد على نفسه اذا كان للحب وطن فهو العالم الكبير اي ان الحب لا يتسع له غير العالم كله ومع كل هذا الجمال هناك عناصر بالقصيدة يمكن اكتشافها من خلال الاشتباك مع النص لفك رموزه وفهم الرسالة منه فالنثر المختزل كلام مركز يمكن تحليله واستخراج الكثير من عوالمه. للشاعر عددة دواوين ونصوص شعرية نذكر منها (شهيد الوطن)(امبراطورية القبلة)(همسات محمد باكژ)(الفصل الخامس للحب)(الملائكة)(امرأة في تعريف الماء)

محمد باكژ بهذه الدواوين هو لايتغزل بالحبيبة فقط وانما يتغزل بالجبل والوادي،والمطر والليل فالشعراء الذين لا يتغزلون لا يمنحهم الشعر حق الدخول إلى مملكته الرحيبة.

مسيرته حافلة بالعطاء ودماثة الأخلاق، والكلمات هنُا بسيطة، والمفردات لا تستطيع ان تفي الشامخين حقهم.

فمن أعماق قلبي ابعث لنفسك الكريمة المبدعة أعظم السلام واعذب الكلام، واسأل الله لك دوام التألق والإبداع..

إرسال تعليق

0 تعليقات