هل العراق هو المحافظة 32 لإيران؟

مشاهدات



منقذ داغر


يبدو ان زيارة بلاسخارت يوم امس لايران ولقاءها بمستشار السيد الخامنئي أثارت ردود افعال متباينة. ومعظم ردود الافعال دارت حول السبب الذي دعا بلاسخارت لزيارة طهران ومناقشة قضية الانتخابات العراقية هناك؟ والحقيقة ان هذه الزيارة تمثل كارثة سياسية ودبلوماسية ،وفشل واحراج اممي ينبغي الوقوف عنده طويلاً واتخاذ موقف شعبي وليس فقط سياسي منه.

هناك عدد من التفسيرات التي يمكن ان تعطى لهذه الزيارة،التي وان كان بعضها مفهوماً لكنه بالتأكيد ليس مقبولا.

فاذا كانت بلاسخارت تريد اطلاع ايران على آخر مستجدات الوضع السياسي والانتخابي في العراق لضمان قبول ايران للاشراف الدولي على انتخابات تشرين اول القادم، فيجب تصحيح المعلومات الجغرافية للسيدة (الاممية)، إذ ان العراق دولة مستقلة ذات سيادة وقد انضم للامم المتحدة في نفس السنة التي انضمت فيها ايران لهذه المنظمة. وهو بالتأكيد ليس المحافظة32 لايران. وبالتالي لا يوجد اي مسوغ قانوني او سياسي لاطلاع ايران على شأن داخلي عراقي (كالانتخابات ) بخاصة وانها تعلم ان لدى ايران في العراق من الوسائل للحصول على المعلومة ما لا يتوفر حتى للامم المتحدة. واذا كان لابد من ذلك فلماذا لم تقابل سفير ايران في العراق؟!

أما اذا كانت تريد ان تضبط المجاميع الولائية كي لا يؤثروا في الانتخابات او يفسدوها ، وهذا ممكن جداً، فان ذلك يستبطن سذاجة دبلوماسية ،وسياسية من قبل الممثلة الاممية.ففضلا عن ان هذه الزيارة توحي باعتراف اممي بسيادة ايران على العراق وشؤونه،فأقول لها كان غيرك اشطر!

معلوم ان ايران تتصرف وفق مصالحها وليس ماتريده بلاسخارت!! فايران الثورة (التي قابلتها بلاسخارت) تستمد شرعيتها من ادامة السلاح وبسط النفوذ على المنطقة. ورغم اني اعلم ان ايران الدولة ممكن ان ترغب بعراق مستقر وقوي فان ايران الثورة تريد عراقاً تابعاً وضعيف. لذا فان من السذاجة التفكير ان ايران ستستجيب لبلاسخارت لانها زارت طهران والتقت بمستشار المرشد الاعلى!!

لقد مثلت الزيارة احراجاً كبيراً للامم المتحدة وحكومتي العراق وايران وحتى المجاميع المسلحة التابعة لايران. فالحكومة العراقية يجب ان تحتج على مناقشة شؤونها الداخلية في ايران. كما أن بلاسخارت التقت مستشار المرشد الاعلى فهل هذا من الاعراف الدبلوماسية لاي حكومة؟! اما المجاميع المسلحة فهذا اعتراف آخر(وهو اممي هذه المرة) ان مفتاحهم الرئيس في طهران وليس بغداد!

واذا كان لا بد من هذه الزيارة فكان يمكن (على الاقل ) توفير بعض هذا الاحراج وزيارة ايران سراً! لكن يبدو خذا الاحراج متعمداً ليس فقط للشعب العراقي وحكومته بل حتى للمرجعية العليا في العراق والتي سبق والتقت بلاسخارت! وكأنها تقول هذا لا يكفي!!

أفهم ان السياسة فن الممكن والواقع ،وان بلاسخارت تريد تعمل ضمن الممكن والواقع الذي يؤشر نفوذ كبير لايران في العراق.وسأكون ساذجاً اذا لم اعررف بالنفوذ الايراني في العراق.لكن العمل ضمن الممكن شيء وتثبيت هذا الواقع أممياً شيء آخر. فبلاسخارت تمثل الامم المتحدة ولا تمثل نفسها. بالتالي فعليها مراعاة الاعراف الدبلوماسية والسياسية. واذا لم تراعي ذلك فيجب ان توقفها الحكومة العراقية او الرأي العام عند حدها. ولو كنت وزيراً للخارجية لطالبت الامين العام باستبدالها فوراً.

بقي سؤال يلح عليّ،لو كانت هذه الزيارة لدولة اقليمية غير ايران،ماچان انگلبت الدنيا عدنه

إرسال تعليق

0 تعليقات