خاضت الولايات المتحدة الأمريكية السباق الرئاسي في 3 ديسمبر 2020 ، وقد صوت مايقارب 150مليون ناخب امريكي من اصل 230 مليون يحق لنه الانتخاب، موزعة اصواتهم بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح جو بايدن ، وكلاهما مشغولين في حساب الساعات الاخيرة لإعلان الفائز ، وأثبتت المؤشرات الإعلامية وسياق التغطية ، تراجع مهنية وحيادية عدد من وسائل الأعلام الامريكية، ومراكز استطلاعات الرأي ، وشركات العلاقات العامة ، حيث استخدموا استطلاعات الراي والمؤشرات الرقمية لصالح بايدن بأرقام تفوق قبل الانتخابات لهيكلة الراي العام بشكل خالف الواقع الانتخابي والأرقام التي وردت ، لاسيما ان التنافس شديد والأرقام متقاربة جدا في غالبية الولايات المتأرجحة ، الحاسمة للنتائج الانتخابية بين الطرفين ، وتتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي من خلال عدة مراحل ضمن نظام انتخابي يعد من أعقد النظم الانتخابية في العالم ، حيث يتم بشكل مركب انتخاب الغرفتين في كونغرس وتجديد النصفي لمجلس الشيوخ ومجلس النواب فضلا عن انتخاب حكام الولايات ، وبالتالي هي ليست انتخابات بسيطة بل معقدة
تعليق
اخترقت الانتخابات الامريكية 2020 المعايير التقليدية للانتخابات السابقة، وقدمت نموذجا مختلفا في التعاطي مع الإجراءات الخاصة بالانتخابات ، وقد رصدنا عدد من التحولات الانتخابية التي لم تكن ظاهرة في الانتخابات السابقة ، لاسيما موضوعة التوازنات والقيم والمحددات ، ولعل ابرز ما رصدناها من متغيرات هو :
- التصويت عن بعد عبر خدمة البريد بأرقام مليونية تصل 100 مليون ، لم يجر ذلك مسبقا وبرر ذلك الحزب الديمقراطي انه بسبب جائحة كورونا وتدابير الوقاية
- عدم التقييد بالوقت الانتخابي كالعادة كما يجري ، وإعلان النتائج في نهاية الوقت المخصص للاقتراع مضاف له الوقت المخصص للفرز واحتساب الأصوات
- استمرار استلام رسائل الاقتراع بأعداد كبيرة جدا بعد اغلاق الصناديق الانتخابية
- الضغط والانهاك الذي أصاب الفرق الخاصة بالفرز واحتساب الأصوات نظرا للعمل المستمر حتى ساعات الليل المتأخرة ورغم ذلك لم تصدر النتائج في توقيتها الرسمي
- اصطفاف عدد كبير من وسائل الاعلام الأمريكي في خندق المرشح جو بايدن بشكل واضح ، ومجافي للرئيس ترامب ، مما ترك انطباع لدى المتابعين بان المشاكل السابقة بين ترامب ووسائل الاعلام قد بلغت مرحلة تسديد الحساب في تغطية الانتخابات
- وجود حالة الاحتقان بين انصار الطرفين مع بعض الاحتكاكات الخشنة التي حصلت مما يشير الى مخاوف التصعيد بعد اعلان النتائج النهائية
- لوحظ اختلاف تجسد بطبيعة التفاعل والتصعيد من قبل بعض اعضاء الحزب الجمهوري نكاية بالرئيس ترامب دون الاخذ بنظر الاعتبار مصلحة الحزب في الفوز بالرئاسة .
- ردد فريق ترامب شبهات عدم الدقة في الاقتراع عن بعد ، وفيه الكثير من الخروقات المتعلق بسلامة بطاقة الانتخابات ودقة التصويت , وحقيقة المصوت وامور أخرى
- المطالبات القانونية لفريق ترامب الانتخابي الذي بلغ مايقارب 4000 دعوة تتعلق بالإجراءات الانتخابية ولم يعلن التفاصيل، ولم يتم البت بها لحد الان
تحليل
تشير الانتخابات الامريكية الحالية الى امر غير مسبوق لاسيما حدة التفاعل والتنافس الانتخابي ، واستخدام الطرق غير التقليدية بشكل كبير قد أخل في سياق إعلان النتائج ، ومن المرجح ان الفريق الانتخابي للرئيس ترامب لم يحسن تقدير الموقف بالنسبة لقدرة فريق خصمه الذي تفوق فعلا في اختيار مسالك العمل الانتخابي ، وكذلك لم يقدروا خطورة التصويت المبكر وعن بعد على الأمان الانتخابي للرئيس ترامب ، فضلا عن صمت الرئيس الأمريكي ، واستخدامه سياسة إطفاء انوار البيت الأبيض كتعبير عن الرفض ، ومن المحتمل انه تعبير عن الخسارة ، وتؤكد المؤشرات الرقمية الى تفوق بايدن في الولايات المتأرجحة والبعض منها بأرقام تصل الى صوت واحد كما في جورجيا، ولايزال الإعلان عن الفائز لم يتم
وفي حالة فوز المرشح جو بايدن وهو الأقرب لذلك ، فمن المرجح ان يحتفل المرشح بايدن وحزبه بالفوز ، ويذهب الرئيس ترامب ان خسر الى المعركة القضائية ، ومن المحتمل ان يضغط الحزب الجمهوري على الرئيس ترامب للقبول بنتيجة الانتخابات حتى لا يتم المساس بالعملية الديمقراطية حسب تحليل بعض الخبراء ، او لفض الاحتقان الشعبي .
المصدر صقر للدراسات
0 تعليقات