الصين قادمة..

مشاهدات



د.قحطان صديق


علاقة  امريكا المتأزمة مع الصين تتفاقم يوما بعد يوم وهي تخفي في دواخلها صراعا محتدما وسباقا بلا هوادة  اضافت له كورونا بعدا ووجها آخر....    

ان تعافي الصين المبكر واستمرار توجهها الحثيث  لمد اذرعها وتاثيرها ليصل بقوة الى منطقة الشرق الاوسط عبر بوابة ايران والنية في تطوير صناعتها النفطية وبناها التحتية وطرق مواصلاتها من خلال مشروع "حزام واحد طريق واحد" والذي بات يضم دولا كثيرة من ضمنها باكستان وحتى تركيا واسرائيل... له اسبابه ومبرراته.

ايران وفق الاتفاقية لديها التزامات لتامين جزءا من حاجة الصين الى الطاقة وبسبب الحصار والضغط الاميركي ربما  تستغل موانئ قريبة بديلة لتصدير نفطها ..!!

ايران هي التي اوحت الى العراق بضرورة التعاون مع الصين من خلال عقد طويل الامد يستغل فيه العراق امداداته النفطية لتمويل اعادة الاعمار واستكمال البنية التحتية وتطوير صناعته النفطية والحصول على التكنولوجية

 وهذا ما وقع عليه عادل عبد المهدي في زيارته للصين..

ان استغلال الصين لبوابة طهران للنفوذ الى  بغداد دمشق بيروت ..ستقود عاجلا ام اجلا الى دفع الاقتصاد الصيني قدما وستجعله يطمئن تماما الى تامين احتياجات الصين المتزايدة للطاقة والتي يتطلبها اقتصاد متعافي يثب وثبات كبيرة الى الامام. 

الصين ستكون رقما صعبا في منطقة الشرق الاوسط ان تواصل نجاحها في اتفاقية "حزام واحد طريق واحد"  ..تركيا ايضا دخلت في هذا المضمار لكي تكتمل الدائرة وهناك مباركة روسية ايضا..

لا ننسى التعاون الصيني الاسرائيل المضطرد..

والذي بدأ منذ منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وتطور مع مرور الوقت،

حيث عقدت عدة لقاءات وتفاهمات اسرائيلية مع الوزارات الصينية المختلفة.. التفاهمات ركزت على التبادل التجاري والاقتصادي والتعاون في مجال الصحة الرقمية والتكنولوجيا العالية (High tec)والزراعة. 

وفي كل هذه المجالات اسرائيل متفوقة وتمد الصين بالخبرة .

 لدى اسرائيل الرغبة في دخول اتفاقية "حزام واحد طريق واحد "وقد تفاهمت حول الموضوع حتى ان شركة شنغهاي للموانيء اخذت ميناء حيفا واشدود كاستثمار مستقبلي..وهذا ازعج الحليف الامريكي كثيرا....

 ولكن اسرائيل امام مصلحتها ونظرتها المستقبلية لا تعرف حليفا ولا صديقا، 

الامريكان ينظرون بريبة وقلق الى العملاق الصيني وهو يمد خطاه واذرعه في كل مكان..  ولهذا هم يتحركون بقوة لفصم عرى هذا التحالف وكسر هذه الدائرة الخطرة التي تنبئ بخطورة كبيرة على الاقتصاد الاميركي ..

امريكا تحاول استثمار تفوقها العسكري لتطويع دول بذاتها لكي لا تلتحق باتفاقية "حزام واحد طريق واحد" والعراق من الدول التي خضعت للضغط الامريكي لكي يبقى التفاهم العراقي الصيني الذي اجراه السيد عادل عبد المهدي  والوفد المرافق له مجرد فكرة  ... ولربما ساهمت زيارته تلك بالاطاحة به على عجل . 

ومالم تقم امريكا بعمل غير اعتيادي للهيمنة على مصادر تزويد الصين بالطاقة فان تفردها في العالم سيصبح امرا مشكوكا فيه.. 

حاجة الصين ١٠ ملايين برميل يوميا تسعى لتامينها من السعودية وايران والعراق .والحصار على ايران اضرها جدا.

ان التعامل التجاري العالمي بالدولار وهيمنة امريكا على بنوك العالم قد تتعرض الى هزة عنيفة نتيجة التحرك الاقتصادي والجيوستراتيجي  الصيني  هذا،  

الصين تستطيع ان توظف استثمارات ضخمة مقابل تامين حاجتها للطاقة لعقود قادمة، هي وظفت ٣٠٠ مليار دولار او اكثر وفي النية توظيف ترليون دولار لاستكمال خطتها وتغلغلها الثابت في افريقيا والشرق الوسط مرورا بشرق اسيا.

 امريكا ايضا زادت انفاقها العسكري بنسبة 5.3% في العامين الاخيرين ب 722 مليار دولار تقريبا حسب تقرير معهد ستوكهولم لابحاث السلام (سيبري) ليصل انفاقها لما يعادل 38% من الانفاق العالمي..الصين ايضا بدورها تواصل بناء قوتها العسكرية .

ترامب يعاني مشاكل سياسية جمة ومعركة الانتخابات تجعل السياسة الامريكية حساسة جدا خوفا من موقف او انعطافة تنعكس سلبا على شعبية ترامب...ولهذا فهو مكبل.

ما تسطيع فعله امريكا في هذه الفترة هو مواصلة تحطيم المرتكزات الاقتصادية للاتفاقات التجارية الصينية الذي تعتبر ايران مفتاحها الى العراق وسوريا ولبنان .

والضغط والحصار الاقتصادي الشديد على ايران لتغيير سلوكها ربما كان هذا الهدف الرئيسي. واذا كان هذا هو السبب فعلا، فهل ان دعاوى سعي ايران لامتلاك سلاح نووي وسياستها المشاكسة في المنطقة تكفي لتوجية ضربة عسكرية لها كما حدث مع العراق في ٢٠٠٣  ؟؟

  وهذه القراءة تعني ان التغيير السياسي المطلوب في ايران اهم من التغيير الذي قادته امريكا في العراق لاسقاط صدام  لان اسقاط النظام الايراني او تدجينه سيقصم ظهر المشروع الصيني في اعادة الحياة الى طريق الحرير..باية حال زيادة الانفاق العسكري الامريكي الكبير ولهذه الدرجة لا يمكن ان يحمل معاني استعراض القوة فقط دون استخدامها والتفوق العسكري الامريكي على الصين وفي العالم هو كل ما تبقى بحوزتها لمواجهة العملاق الصيني الحيوي والمبدع.. 

ان احكام امريكا لقبضتها على منابع النفط في منطقة الشرق الاوسط  يعتبر حيويا في المواجهة الحالية ..فكيف ستؤمن امريكا ذلك  هل دبلوماسيا ام من خلال الحرب..؟..

كل هذه التحديات لا يمكن ان يواجهها الا رجل قوي يعرف ما يريد ..ترى هل سيخذل الاميركيون ترامب  في سباقات الرئأسة وان فعلوا فهل سيكون ذلك بصالح امريكا ؟

الايام حبلى وقد تقع مفاجاة غير متوقعة في اية لحظة ..


إرسال تعليق

0 تعليقات