أعلنَ في بغداد عن البيان رقم (1) لتأسيس (حزب الثورة الوطني الديمقراطي) الذي اعلن في بيانه التأسيسي انه يتبنى مبادئ وتوجهات وأهداف ثورة تشرين العراقية، ليكون أول حزب مؤيد للثورة يتم تأسيسه في العراق ، وجاء في البيان التأسيسي للحزب عدد من الشعارات ابرزها
- من أجل بناء دولة المواطنة
- من أجل مجتمع كريم متقدم بلا فساد
- من أجل عراق حر آمن خال من الميليشيات
- من أجل وطن قوي موحد بلا تقسيم أو محاصصة
- تأسيس (حزب الثورة الوطني الديمقراطي) بمثابة وفاءً لثورة تشرين العظيمة ولشهدائنا الأبرار ولثوارنا الأبطال ولشعبنا الأبي
- يدعوا مؤسسي الحزب ان يكون خيمة وطنية عراقية لكل الثوار الراغبين بالمشاركة فيه ولكل من ناصر الثورة ورفع مطالبها ودافع عنها
- حسب البيان لم يطرح الحزب برنامج او قيادة بالرغم من وجود طبقة شبابية تلقي البيان التأسيسي حيث خاطب البيان المتظاهرين – أنتم من تقودونه وأنتم من تضعون برنامجه وتنتخبون قياداته، فهذا حزبكم أيها الثوار، وهذا حزبكم أيها العراقيون الشرفاء الذي من خلاله سنتوحد معا “.
- أشار البيان الى حان الوقت لأن تتحول مطالب الثورة إلى مشروع سياسي وطني لتحقيق التغيير على أرض الواقع وبناء غد مشرق، وما أنجزناه اليوم هو جزء من رد الدين لدماء الشهداء الطاهرة والتضحيات العظيمة التي جسدتها ثورة تشرين وثوارها الشجعان، فطوبى للعراق وطوبى للعراقيين “.
تعليق
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لبعض الأحزاب العراقية ، صور وفيديوهات لفعالية تأسيس (حزب الثورة الوطني الديمقراطي) ، في احد نوادي بغداد الراقية ، وتشير الصور الى حفاوة وتنظيم ورعاية جيدة للفعالية , وطرح المؤتمر التأسيسي للحزب عدد من الشعارات السياسية التي طرحتها التظاهرات التشرينية في 2019
وفي سابقة سياسية غير مألوفة في تشكيل الاحزاب السياسية ، نادى مؤسسي الحزب جمهور التظاهرات دون تحديد وبشكل عام الى قيادة الحزب ووضع برنامج له وانتخاب قيادات له ؟ وبالرغم من ذلك وصف البيان تأسيس الحزب هو مشروع سياسي وطني لتحقيق التغيير على أرض الواقع ، وبناء غد مشرق، وما أنجزوه هو جزء من رد الدين لدماء الشهداء الطاهرة والتضحيات العظيمة التي جسدتها ثورة تشرين ، وثوارها الشجعان، في حين لم يعلن الحزب عن اسماء الناشطين وقادة الحراك الفعلي، مما ترك أسئلة كثيرة لدى المتابعين ، وابرزها كيف تم اطلاق فعالية سياسية معارضة في ظل الوضع الأمني المضطرب ، وشياع ظاهرة اغتيال وتصفية الناشطين وملاحقتهم في بغداد والمحافظات ؟
تحليل
يمثل هذا الإعلان انطلاق الجيل السياسي الخامس في العملية السياسية من فئة الشباب ، ومن خلال تحليل الصور والفيديوهات لوحدة رصد المركز ، يتبين ان المشاركين في الفعالية السياسية هم خليط من الشباب التي تتفاوت أعمارهم بين 20-28 سنة ، ومن المرجح ان تكون الفعالية مدعومة من الحكومة وبرعايتها، وفق سياسة الاحتواء الحكومي للحراك التشريني ، كون المناخ السياسي العراقي لا يسمح بظهور حزب سياسي معارض للعملية السياسية من بغداد، او أي محافظة أخرى ، لاسيما ان الدلالات التحليلية تشير الى الطبقة السياسية الشابة التي تظهر بالصور متمرسة في الظهور الإعلامي ، وقد انتقت الشعارات السياسية التي تماهي شعارات حراك تشرين ، بل وتحاكي رغباتهم وتطلعاتهم دون تحديد الاليات لتحقيها .
وتشير مفردات الخطاب السياسي والبيان التأسيسي الى اهداف حيوية ، يتطلع اليها الجمهور العراقي ، ولكن يلاحظ ان هناك هلامية في طرح الأهداف ، وعدم تحديد الاليات لتحقيقها، فضلا عن الإجراءات المرافقة لها ، ومن المؤكد ان ما طرحته الفعالية السياسية هي بمثابة اعلان تشكيل حزب سياسي من جيل شاب مصرح له بالعمل السياسي كما يظهر في صور الفعالية ، ويسعى للدخول الى الانتخابات القادمة ، ولم يعلن الحزب عن قياداته ، لتحقيق ما طرحه من اهداف ، ومن المرجح ان هناك موافقة من النظام السياسية لهذه الفعالية والسماح لها بالمشاركة في الانتخابات، مما تمنعهم من تطبيق المحددات التي أشاروا لها – بناء دولة المواطنة – مجتمع كريم متقدم بلا فساد- عراق حر آمن خال من الميليشيات- وطن قوي موحد بلا تقسيم أو محاصصة وشعارات أخرى موازية جرى طرحها في الإعلان .
ويشير دخول الشباب الى الميدان السياسي العراقي الى تحول نسبي في مسار العمل السياسي ، وكسر الطوق المفروض على العملية السياسية من قبل الأجيال الأربعة السابقة التي فشلت في إدارة الدولة، وترجمة تطلعات العراقيين ، وتبقى الشعارات حبيسة أوراق التأسيس ، مالم يجري تغيير سياسي فعلي، ويقتنع الشارع العراقي بقادة التغيير، ليضمن تحقيق المحددات التي تم طرحها في البيان .
المصدر : صقر للدراسات
الدكتور مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات
0 تعليقات