رند الأسود / العراق/ بغداد
شيء جميل أَنْ تَكُونَ شخصًا ذكيًا ولماحًا. لكننا نحتاج أحيانًا إلى القليل من التنازل والتنكر خلفَ قِنـاع اللافَهم خصوصاً اذا كنا نسعى لإيصال رسالة عظيمة مثل ( الامل )في رواية قتام للكاتب العراقي ( حسنين الحسيني) الصادرة حديثاً عن ( دار تأويل للنشر) ، والقَتام هنا يأتي بمعنى الغبار الأسود او الظلام كثيف السواد غير واضح الملامح .
(لا امل إلا ألم)
بطريقة ذكية و بعقبريته التي خبرناها سابقاً في رواية الهشيم استطاع حسنين احياء الأمل عن طريق السعي الى قتله ! فبطله (غريب) وهو اسم على مسمى يتخذ من (قتل المبتغى) شعاراً لنفسه ولأعضاء مجموعته فينادي لا امل الا ألم ..
تدور أحداث الرواية في فترة ثورة أكتوبر سنة 2019 على ارض ساحة التحرير في بغداد بين الثوار والجرحى والامهات يظهر الشاب ( غريب) وهو من اصعب النماذج البشرية التي من الممكن ان يرسمها الكاتب في رواياته شخصية بلا شخصية ، لايحزن لايفرح لايشعر والأدهى من هذا كله ( لايتمنى) ويسعى لقتل الأمل في جميع قلوب الثوار في الوقت الذي هم بأمس الحاجة له .
( أعني بأني أرحب بكل شيء أصادفه ، فإن كان موتاً فيا مرحبا. وإن كانت حياة فأهلاً وسهلاً الامر عندي سيان ولاتفرق بالنسبة لي ، لاهذه التظاهرات ولاحياة الناس ولاحتى الأمل. فإن تأملوا أو لم يتأملوا فمصيرهم الموت في النهاية. لكن إن قتلوا أملهم فسوف يعيشون ماتبقى لهم من حياة من دون لوعة ومن دون ألم).
وكأن صاحب الهشيم يتحدى القارئ بهذا الغريب فلايمكن ان يتوقع ردود أفعاله وتصرفاته الغريبة والتي كان لنشأته يتيم الابوين في ملجأ فقير دور فيها ، اصعب مايعاني منه الفاقد لحنان الأسرة هو نقص العواطف والاهتمام فينشأ متجلد مخذول من الجميع لايريد التشبث بأي خيط من الحب و الرجاء ، لكن هل يريد الكاتب قتل الأمل حقاً؟
على العكس بل ان عمليه قتل المراد والحوارات التي تدور على طاولتها تكشف لنا أهميته في حياة الإنسان، الأمل شعاع مربوط بخيط من السعي ، فهل سيشعر هذا الغريب البوهيمي ببقعة النور ؟ .
بين النضال والسلطة والحب والشهوة يضيع بطلنا المشرد الذي اعتاد ان يأكل في المزابل ويضاجع بنات الهوى مقابل رغيف من الخبز وينام في الشوارع ، هنا في ساحة التحرير تتحرك مشاعره لأول مرة نحو طبيبته ( أمل) الطالبة المثابرة صاحبة المبادئ السامية ليتسائل القارئ هل من الممكن ان يدق الحب باب الذين لايشعرون !
( أنا إنسانة مؤمنة ياغريب. مؤمنة بأنني وجدت في هذه الحياة لغرض ما ، ولسبب ما. ولايمكن أن اقبل ان تكون حياتي عبثاً وعدم . إنسانة صاحبة مبدأ ولا أحيد عن مبادئي ما حييت).
فعندما يسعى بطل الرواية لقتل التمني في نفوس المتضاهرين يقع اسيراً له، فحب الطبيبة بالنسبة له ( أمل) لتستيقظ في في داخله كل المشاعر السامية التي يشعر بها المرء عندما يهذبه العشق ، لكن هل سينتصر هذا الحب ؟ وسواء كانت النهاية سعيدة ام حزينة فقد انتصرت إرادة الكاتب في تسليط الضوء على أهمية التطلع في حياة المرء .
( لاتضحك ! يجب ان تأخذ الحياة على محمل الجد ،وخصوصاً الآن ، نعم . هناك اشخاص يحبونك الآن)
اجواء الرواية كثيفة بالحوارات الوجودية ولكل حوار اكثر من معنى فوضع غريب يرمز الى المواطن العراقي المخذول من كل الإنظمة السياسية التي مرت على العراق ، فباتَ يخشى الترقب لكي لايصطدم بالخذلان .
حسنين الحسيني: روائي عراقي مقيم في السويد من مواليد 1993 حاصل على شهادتي البكالوريوس في الهندسة والآداب من قسم اللغة الإنكليزية في جامعة الكوفة ، صدرت له روايتان ، الأولى الهشيم الصادرة عن دار آشور بانيبال والثانية قَتام عن دار تأويل العراقية في السويد .
(لا امل إلا ألم)
بطريقة ذكية و بعقبريته التي خبرناها سابقاً في رواية الهشيم استطاع حسنين احياء الأمل عن طريق السعي الى قتله ! فبطله (غريب) وهو اسم على مسمى يتخذ من (قتل المبتغى) شعاراً لنفسه ولأعضاء مجموعته فينادي لا امل الا ألم ..
تدور أحداث الرواية في فترة ثورة أكتوبر سنة 2019 على ارض ساحة التحرير في بغداد بين الثوار والجرحى والامهات يظهر الشاب ( غريب) وهو من اصعب النماذج البشرية التي من الممكن ان يرسمها الكاتب في رواياته شخصية بلا شخصية ، لايحزن لايفرح لايشعر والأدهى من هذا كله ( لايتمنى) ويسعى لقتل الأمل في جميع قلوب الثوار في الوقت الذي هم بأمس الحاجة له .
( أعني بأني أرحب بكل شيء أصادفه ، فإن كان موتاً فيا مرحبا. وإن كانت حياة فأهلاً وسهلاً الامر عندي سيان ولاتفرق بالنسبة لي ، لاهذه التظاهرات ولاحياة الناس ولاحتى الأمل. فإن تأملوا أو لم يتأملوا فمصيرهم الموت في النهاية. لكن إن قتلوا أملهم فسوف يعيشون ماتبقى لهم من حياة من دون لوعة ومن دون ألم).
وكأن صاحب الهشيم يتحدى القارئ بهذا الغريب فلايمكن ان يتوقع ردود أفعاله وتصرفاته الغريبة والتي كان لنشأته يتيم الابوين في ملجأ فقير دور فيها ، اصعب مايعاني منه الفاقد لحنان الأسرة هو نقص العواطف والاهتمام فينشأ متجلد مخذول من الجميع لايريد التشبث بأي خيط من الحب و الرجاء ، لكن هل يريد الكاتب قتل الأمل حقاً؟
على العكس بل ان عمليه قتل المراد والحوارات التي تدور على طاولتها تكشف لنا أهميته في حياة الإنسان، الأمل شعاع مربوط بخيط من السعي ، فهل سيشعر هذا الغريب البوهيمي ببقعة النور ؟ .
بين النضال والسلطة والحب والشهوة يضيع بطلنا المشرد الذي اعتاد ان يأكل في المزابل ويضاجع بنات الهوى مقابل رغيف من الخبز وينام في الشوارع ، هنا في ساحة التحرير تتحرك مشاعره لأول مرة نحو طبيبته ( أمل) الطالبة المثابرة صاحبة المبادئ السامية ليتسائل القارئ هل من الممكن ان يدق الحب باب الذين لايشعرون !
( أنا إنسانة مؤمنة ياغريب. مؤمنة بأنني وجدت في هذه الحياة لغرض ما ، ولسبب ما. ولايمكن أن اقبل ان تكون حياتي عبثاً وعدم . إنسانة صاحبة مبدأ ولا أحيد عن مبادئي ما حييت).
فعندما يسعى بطل الرواية لقتل التمني في نفوس المتضاهرين يقع اسيراً له، فحب الطبيبة بالنسبة له ( أمل) لتستيقظ في في داخله كل المشاعر السامية التي يشعر بها المرء عندما يهذبه العشق ، لكن هل سينتصر هذا الحب ؟ وسواء كانت النهاية سعيدة ام حزينة فقد انتصرت إرادة الكاتب في تسليط الضوء على أهمية التطلع في حياة المرء .
( لاتضحك ! يجب ان تأخذ الحياة على محمل الجد ،وخصوصاً الآن ، نعم . هناك اشخاص يحبونك الآن)
اجواء الرواية كثيفة بالحوارات الوجودية ولكل حوار اكثر من معنى فوضع غريب يرمز الى المواطن العراقي المخذول من كل الإنظمة السياسية التي مرت على العراق ، فباتَ يخشى الترقب لكي لايصطدم بالخذلان .
حسنين الحسيني: روائي عراقي مقيم في السويد من مواليد 1993 حاصل على شهادتي البكالوريوس في الهندسة والآداب من قسم اللغة الإنكليزية في جامعة الكوفة ، صدرت له روايتان ، الأولى الهشيم الصادرة عن دار آشور بانيبال والثانية قَتام عن دار تأويل العراقية في السويد .
0 تعليقات