.بغداديات

مشاهدات

 





تأليف  عزيز جاسم الحجية
دار الرشيد  للطباعة والنشر

بقلم اسمهان حطاب العبادي


 يقول ابو القاسم الديلمي ( سافرت الى الافاق ،ودخلت البلدان من حد سمرقند الى القيروان،ومن سرنديب الى بلاد الروم...فماوجدت بلدا افضل ولا اطيب من بغداد)


لاشك ان بغداد قبل مئة عام كانت الدنيا واميرتها،فهي حاملة للثقافة والادب والطبيعة والجمال،ياخذنا الكاتب في جولة في ارجاء بغداد مصوبا ومركزا على ملابس الرجال والنساء والاطفال،يستعرض تفاصيل صغيرة في الثياب وطريقة واسلوب ارتدائها،من القماط واغطية رأس الطفل من العرقجين الكاروية الكبع ثم الكلاو،ثم البسة النساء اطفي والبويمة والجتاية والطربوش والفوطة والكيش،وانواع كل منها والقماش التي تصنع منها والخيوط التي تنسج منها،ثم يعرج الى تفاصيل ملابس النساء من ازار وايشارب بوشي والترواكة والتنورة والدشداشة والصاية والعباءة وتطور لبس العبي واسلوب لبسها في المدن الكبيرة كبغداد والموصل والبصرة حيث ذكرت العباءة في الاغاني البغدادية
يم العباية.....حلوة عباتج
ياسمرة هواية ....زينة بصفاتج

واختلاف العباءة عن العباءة ام الكتف التي تحاك في باب الشيخ والخاصة بالبنات في سن الشباب،ثم القبوط او المعطف الشتائي الذي يرتدى في موسم الشتاء المصنوع من قماش الجوخ ويضاف له ياخة من الفرو واكمام طويلة،كما اشتهرت نساء بغداد بارتداء النفنوف او الفستان ويعني بها البدلة التي ترتديها المرأة عند خروجها من البيت وقماشها الذي يختلف باختلاف فصالها واختلاف اعمار مرتديها اضافة الى الهاشمي الثوب النسائي الرقيق من الحرير العريض والطويل غالبا قماشه لونه اسود وتعمل فيه خيوط من ذهب،الفتوحي وثوب ابو ردن والداريه.
اما البسة القدم فهي باباجان،البابوج،الصرايلي ،القايغلي،المداس الاصفر،والجدك والجوارب،والاسكاربيل والقبقاب والنعال.والبسة الرجال من جراوية حيث يلف اليشماغ مبروما على نفسه حول العرقجين،يستذكر قصة طريقة عنها،حيث كان رجل كركوكي يسكن محلة المصرف في بغداد اسمه عارف كان مشهورا بالدعابة والشجاعة، مر ذات يوم على سبيل ماء سبيل خانة مع صحب له، وبعد ان شرب من ذلك السبيل اراد ان يقول لاصحابه جرعوا اي اكرعوا قال لهم جروا لانه لم يكن يحسن العربية،فأخذ عليه اصحابه هذه الكلمة والصقوها به،كان يلف يشماغه بهيئة خاصة به واخذ صحبة تلك الهيئة وسموها لفة الجراوية وهذه اللفة تستعمل عند سكان محلة باب الشيخ ببغداد،في حين يذكر عبد الكريم العلاف انه سميت جراوية نسبة الى جرو العبد وهذا الرجل من محلة الحيدر خانة. اما المرحوم مصطفى جواد فيقول ان الجراوية جاءت ككلمة محرفة عن الكروية التي يحيط معناها بلفظ الكروية نسبة الى الكرة وهي شبيهة بمحيط الكرة اذا دارت حول الرأس،وكان لالبسة الجسم نصيب في هذا الكتاب بعضها البشت والثوب والجبة منها البغدادية والاصطمبلية والبلاطية والحزام والحياطة والدشداشة والسترة القصيرة التي تسمى الدميري والزبون والزنار والصاية واقمشة الصايات المرغوبة والمشهورة من قبل لابسيها والصديري والطرابلس والعباءة والخاجية الذين يتباهون بخفة وزنها ودقة خيوط الغزل المستعملة في حياكتها وموسم لبسها في الصيف،حيث تلبس على الكتف وتتدلى على الاكتاف،اضافة الى الفروة واللاطة

البسة الرأس لها نصيب من الذكر كما لغيرها من الاهمية ،البرنيطة والبيرية والسدارة( كلمة سامية تعني لباس الرأس عند قدماء ملوك الفرس ،اشار الى عصابة الرأس وقد شاع استعمالها في العراق ابتداءا من بغداد بعد حصوله على الاستقلال الشكلي عام ١٩٢١م بتتويج فيصل الاول ملكا على العراق.فكر المسؤولون انذاك بايجاد شعار للرأس بدلا من الفينة،فأستقر رايهم على السدارة بأعتبارها عراقية قديمة،اقترحوا تسميتها ( فيصلية نسبة الى الملك فيصل الاول.بعدها ظهرت الشفقة التبدور البيضوية الشكل والطربوش والفينة والقبلغ والكاسكيت والكاروية،اضافة الى الرباط والسترة،يتدرج الكاتب( الحجية) بادق تفاصيل لبس كل منها،حتى يصل الى الاكفان لكلا الجنسين ولوازمها الملحقة بها.
الالعاب والهوايات الشائعة في بغداد القديمة،لعب اللعاب واسلوب صناعتها ،والبادست والطنب ولعب الكعاب والقرعة وعن ابو العن والزعيب والقرعة والقوزيني والثلاث والماصولة والجعب المرضرض والفرارةوالبلم والجريدي.
تربية البلابل وانواعها وطرق صيدها عند البغدادين وصناعة اقفاصها والمصيادة الخاصة بها.يعرج ايضا الى الطب الشعبي والاعتقاد الراسخ للمراة البغدادية في فوائد المعالجة والتداوي بالمواد العطارية،وطريقة شربه،واقدم عطاري بغداد،اضافة الى الحناء تلك  الحاضرة بكثرة عند المرأة العراقية ،من متممات الاستعداد لحفلات الحناء والزفاف ،وحنة العيد التي تعجن قبل ليلة العيد وتهيء قطعا من قماش قديم لتشد بها ايادي اولادها بعد وضع الحناء،وحنة الطهور وحنة النذور،وحنة شعر الرأس،وهنا قول تردده نساء العامة وصباياهم( حادي بادي،انطيني مرادي ،حنة وشمعة،ليلة جمعة) .
يختتمها بقصص وسوالف بغدادية كتبت وتناقلتها الجدات.

الكتاب  ولغته واسلوبه البسيطة يعد مصدرا مهما لكل باحث ومنقب تاريخي لبغداد خاصة ،ومصدر ذكريات دافئة للكبار الذي عاشوا في بضع سنين من تلك الحقبة،وتحقق لهم بهجة وايناس ،فهي تذكير صريح للعادات والتقاليد التي كانت سائدة والتي اختفت بمرور الوقت وتطور الزمن والتكنولوجيا.
يحرص ( الحجية) على ذكر مسميات الملابس وسبب خياطتها وتصميمها  وموسم ارتدائها وكما يذكر من اول لبسها مستعينا بذكر ابيات شعرية بلهجة بغدادية، وكيف انتقلت من الغرب الى الشرق وارتباطها بكبار رجال الدولة او ارتباطها برجال الشقاوات وغيرهم،الملابس توضح الحالة الاجتماعية وتوضح الفروق الفردية بين طبقات المجتمع وتبين الفئة العمرية التي تناسبها من اطفال وشباب وكبار السن .

إرسال تعليق

0 تعليقات