البصرة نموذج للنجاح والتطبيق

مشاهدات

 





الاكاديمية والخبيرة القانونية
د.راقية الخزعلي



 قال تعالى في كتابه العزيز: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ..} سورة المائدة 2.
انتهت بطولة الخليج 25 التي نظمها العراق بنجاح منقطع النظير شعبيا ودوليا، فقد أذهل العراقيون دول المنطقة والعالم بحسن تنظيمهم للبطولة وادارتها وتنظيم المباريات بين الفرق الخليجية المتنافسة، ولعل اهم النتائج التي يمكن استخلاصها من هذه البطولة هي ما يلي:
أولا: ان التركيز على الفعاليات الرياضية يمكن ان يكون سببا رئيسا لتقارب الشعوب والمجتمعات، فقد قدم العراقيون في البصرة نموذجا رائعا في الكرم والضيافة وتقديم العون والمساعدة لكل الوافدين من دول الخليج، وهذا ما اعطى انطباعا حقيقيا في المنطقة عن خصال ومزايا العراقيين بشكل عام واهل البصرة بشكل خاص. حيث تعد الرياضة ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود اللغوية والوطنية والثقافية بل هي وسيلة لنقل هوية وتراث المجتمع والدولة.
ثانيا: ان هناك بنى تحتية حقيقة موجودة في مختلف محافظات العراق، فقد مثل ملعب جذع النخلة الذي تم البدء بتشييده عام 2009 وتم افتتاحه عام 2013 والذي  يتسع ل 65 الف متفرج، يعد ذلك نموذجا حديثا للمشاريع الاستثمارية التي شيدت في مختلف محافظات العراق وان التوقف عن استكمال هذه المشاريع، يعد خطأ جسيما لأنه يهدر قدرا كبيرا من الأموال العراقية التي انفقت على هذه المشاريع، على انني لا ادافع في هذا المقال عن الفاسدين والمفسدين الذين يجب معاقبتهم ومحاسبتهم واسترداد كل ما تحصلوا عليه من أموال غير مشروعة، لكنني ادعو الى استكمال ما تم البدء به من مشاريع واناطة استكمال تنفيذها بشركات رصينة اجنبية كانت ام عراقية.
ثالثا: ان نجاح العراق في استضافة الدورة الرياضية سينعكس بشكل إيجابي على كل علاقاته السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة، فقد اظهر هذا الشعب مدى محبته لجيرانه من شعوب المنطقة مما يشكل ذلك عنصرا ضاغطا على سياسة حكامها بشكل ينعكس إيجابا على علاقات العراق الخارجية، مما يقتضي من حكومة السيد محمد شياع السوداني استثمار هذه النتائج في بناء وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول المنطقة فضلا عن تسوية ملفات الحدود والمياه والمسائل العالقة بين دول الجوار.
رابعا: لم يفكر اهل البصرة بالمردود الاقتصادي العائد اليهم من هذه الدورة بقدر ما فكروا بنقل صورة جديدة عن العراق كونه قادرا على استضافة البطولات ومع ذلك فقد انعشت البطولة اقتصاد الافراد في البصرة وذلك من خلال افتتاح مشاريع جديدة في المدينة من محال ومطاعم وفنادق وغيرها. وهذا سياتي على أصحاب المشاريع بإيرادات جيدة وارباح اقتصادية ممتازة كما عمل على توفير فرص عمل لعدد كبير من العاطلين عن العمل وبذلك ساهم في القضاء على البطالة التي يعاني منها بعض المجتمع.
من جانب اخر شكلت هذه البطولة هدفا واضحا لجذب الاستثمار الاقتصادي وصناعة بيئة للأعمال.
خامسا: ان الدعم الحكومي وبالتعاون مع الحكومة المحلية في البصرة، وفر جميع مستلزمات نجاح البطولة من النواحي الإدارية والتنظيمية وذلك من اجل اظهارها بشكل يليق بتاريخ الكرة العراقية والبطولات الخليجية.
كما لا يخف بان قيام الحكومة بإلغاء تأشيرات حضور خليجي 25 لعب دور مهما في استقطاب عدد أكبر من الجماهير الخليجية وحضورهم الى العراق.
سادسا: ضرورة التركيز على ما تتمتع به كل محافظة من محافظات العراق من مزايا وعوامل جذب على المستويين الداخلي والدولي، فبعض هذه المدن تتمتع بإرث تاريخي كبير، مثل الناصرية، بابل، السماوة، الموصل.. الخ وبعضها الاخر يتشرف بوجود اضرحة الائمة من ال بيت النبي (عليهم السلام) مثل النجف، كربلاء، سامراء وبغداد، وبعضها الثالث يتسم بوجود المساحات الزراعية الخضراء الواسعة مثل واسط، ديالى ونينوى وبعضها الرابع يتسم بوجود الثروات الطبيعية الهائلة مثل الانبار، كركوك، أربيل، السليمانية، ميسان والبصرة. ويمكن التركيز على تطوير هذه الثروات واستثمارها كل بحسب طبيعته بشكل ينعكس إيجابا على رفاهية المجتمع العراقي في كل محافظة من محافظات العراق.
ان شعار النجاح الذي نطلقه ونريد ان نكون طرف فيه من بصرتنا الحبيبة يستوجب ان نستحضر عناصر القوة والاصالة والابداع وان نعكس أفضل الصور التي تثير اعجاب العالم من حولنا بطيبة ورقي أهلنا في جميع مدن العراق.









إرسال تعليق

0 تعليقات