قتل عمد

مشاهدات


 
شيماء عقيل
 
احترت من اين ابدأ وانا اكتب كلمات هذا المقال ، فهذه المرة  الموضوع مليء بالحزن  والالم واحداثه تعكس واقع تعس يعيشه الشعب المضلوم منذ سنوات طويلة.
تفاصيل مبكية  لاحداث حقيقية عن  امراة تحلم بان يكون لديها طفل منذ عشر سنوات وشاءت ارادة الله وكرمه ان تحمل وفي الشهر السادس والنصف  من الحمل احست باعراض الولادة ، ولكون الطفل مولود بوزن قليل فكان بحاجة الى جهاز خاص يوضع للاطفال الخدج .
فاتجهوا فوراً الى مدينة الطب وكانت هنا الكارثة  الجهاز عاطل منذ اشهر ولا يوجد بديل ولا يوجد سوى هذا الجهاز في جميع مستشفيات بغداد .
 ثم توجهوا بعدها الى مستشفى الكاظمية علهم يجدون حلاً لانقاذ الطفل المسكين فرفضوا استقباله  لان وزنه قليل وهم لا يتحملون مسؤوليته .
فما كان منهم الا ان توجهو نحو المستشفيات الاهلية التي تبلغ كلفة المبيت  ٤٠٠ الف دينار لليلة الواحدة.
لم يمض سوى ثلاثة ايام وتوفي الطفل بل الاصح ان اقول استشهد على يد عصابة وزارة اللا صحة .
لكم ان تتخيلو حجم العذاب والوجع الذي يعتصر قلب الام التي تنتظر جنينها منذ عشر سنوات بسبب جهاز عاطل ، ربما يكون بشكل متعمد ، كي يتربح من مناقصة تصليحه بعض الانتهازيين وعديمي الشرف.
ستحاسبون امام الله يوم القيامة وسيطول وقوفكم .
اي بلد هذا الذي يذهب فيه المسؤول الفاسد المجرم بطائرة  خاصة ليزرع شعره او لاجراء عملية تجميل لوجهه القبيح او شد او نفخ لزوجته في افخم واكبر مستشفيات العالم ، مدفوعة الاجر من دم وعرق الشعب ، في حين تفتقر المستشفيات الى ابسط المقومات الانسانية والبشرية .
في الوقت الذي وصلت فيه التخصيصات المالية لوزارة الصحة والبيئة، في الموازنة المالية لعام 2021  ما يزيد عن تريليون دينار لوزارة الصحة ضمن موازنة 2021 لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية.
أتذكر كلام قريبتي الطبيبة التي  ذكرت لي ان من اصعب المواقف التي تواجه الأطباء هو عند وجود حالة حرجة لمريض بحاجة الى علاج وادوية يكتبها الطبيب فلا يجد أي علاجاً في صيدلية المستشفى ، التي تخلو من اغلب الادوية والعلاجات ، فيضطر الى شراءه من الصيدليات خارج المستشفى وباسعار عالية جداً.
ان روح هذا الطفل البريء ستطاردهم للابد وستكون نهايتكم كنهاية جميع الطغاة والسفلة.
وكل دمعة وحسرة في قلب الامهات ستكون ناراً يحرق الفاسدين.
انا ادعو اهل الطفل المقتول ان يرفعوا دعوة ضد وزير الصحة بتهمة القتل العمد والمطالبة بالتعويض والحبس كي يكون عبرة لامثاله من المستهترين بارواح الناس ، اسوة بما فعل المحامي الشجاع والقاضي العادل الذي قام بتغريم وزير اللا تربية بمبلغ ٤٠ مليون دينار  لصالح طالبة مدرسة سقطت مروحة سقف عليها أثناء الدرس في إحدى مدارس محافظة النجف .
الحكم الذي يُعتبر الأول من نوعه في البلاد، اذ ثبت من خلال التحقيقات التي أجرتها المحكمة تقصير المدعى عليه (وزير التربية)، وذلك لعدم اتخاذه العناية الكافية بالفحص والمتابعة الجدية لكل مرافق المدرسة من أثاث ومعدات ضمن بناية المدرسة.
وتسبب سقوط المروحة عليها، بنزيف داخلي في الرأس وإدخالها إلى المستشفى وخضوعها لعدة عمليات جراحية.
وقدم ذوو الطالبة شكوى ضد الوزارة، وحكمت محكمة النجف لصالحهم، ما دفع بوزير التربية إلى الطعن في الحكم لدى محكمة الاستئناف التي قامت بدورها بالمصادقة على الحكم وإلزام الوزير بدفع الغرامة.
أطفالنا ليسو لعبة بايديكم الفاسدة.
ووفق التقرير الذي أعدته منظمة ميداكت Medact إن نحو 75 بالمئة من الاطباء والصيادلة والعاملين بالتمريض العراقيين تركوا وظائفهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003. وهاجر أكثر من نصف الفارين. بحسب رويترز.وأن قطاع الرعاية الصحية في العراق في حالة فوضى نظرا لفرار الاطباء والعاملين بالتمريض الى الخارج وارتفاع معدل وفيات الاطفال.
وان القطاع الصحي في حالة فوضى ليس فقط بسبب الوضع الامني السائد ولكن أيضا بسبب الافتقار لاطار عمل مؤسسي ونقص كبير في العاملين وانقطاع الكهرباء ونقص امدادات المياه النقية والانتهاكات المتكررة للحياد الطبي.
وليس في العراق حاليا سوى تسعة الاف طبيب أي بمعدل ستة أطباء لكل عشرة الاف شخص بالمقارنة مع 23 طبيبا لكل عشرة الاف في بريطانيا.
وقالت ميداكت، الفشل المتكرر في ادراك الوضع الخاص للخدمات الصحية والعاملين في أوقات الصراع اوجد مناخا سادت فيه انتهاكات معاهدة جنيف.
وقال التقرير ان ثمانية ملايين عراقي يحتاجون الى مساعدات طبية عاجلة


إرسال تعليق

0 تعليقات