العملية السياسية في العراق من الرابح ومن الخاسر

مشاهدات


 

ابراهيم المحجوب

يشترك العراقيون جميعا في العملية السياسية الحالية التي قامت الولايات المتحدة الامريكية ببنائها على اساس مذهبي وطائفي بعد احتلالها للعراق  فمنحت بموجب الدستور الجديد العرب السنة رئاسة مجلس النواب في حين ان الاكراد يستلموا مقاليد رئاسة الجمهورية والذي يعتبر منصب تشريفي اكثر من كونه سلطوي وبقت رئاسة الحكومة وهو اعلى منصب في الدولة منصب رئيس الوزراء وكان من حصة العرب الشيعة والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم من هو المستفيد ومن هو الخاسر من هذه العملية السياسية الجديدة؟؟؟؟

وربما نقول ان الجميع لديهم معاناة ومشاكل عامة وخاصة مع الحكومة المركزية ولكن بالنسبة لمواضيع الخدمات فهناك تفاوت في هذا المجال وحسب ما ينظر المحلل العراقي للأوضاع الحالية  فانه يرى ان المكونات الشعبية  وما يحدث في الشارع العراقي فان العرب السنة استفادوا كمواطنين من ناحية الخدمات اكثر من العرب الشيعة الذين استفادت قياداتهم من كرسي السلطة وما يمنح له  من اموال كثيرة في حين ان المواطن اليوم في الوسط والجنوب يعاني من حرمان شديد ونقص في الخدمات اضافة الى تعدد الاحزاب هناك والتي استخدم قسم منها نظام التسلط على مواطنيه.   

بالنسبة للمكون الكردي فان الاوضاع تختلف جذريا عن ماهو موجود في المثلث العربي السني وفي محافظات وسط وجنوب العراق فالأكراد قاموا ببناء بنية تحتيه تميزهم عن بقيه المحافظات العراقية خاصة انهم منحوا الشركات الاجنبية الاستثمار في اقليم كردستان مميزات كثيرة اهمها توفير الامن والمحافظة على حقوق تلك الشركات المستثمرة وتوفير لها كل شيء يتعلق بقوانين الاستثمار العالمي.... اضافة الى ان كل الاجهزة الامنية في الاقليم تدار من مواطنين الاقليم نفسه ولا للسلطات المركزية اي سلطة حكومية هناك....

اما بالنسبة للسلطة والقيادات واغلب الدوائر الحساسة في الدولة والمراكز المهمة فان المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية فان اغلبها تدار من قبل المكون الشيعي اما القيادات السنيه فهي لا حول لها ولا قوه في اغلب القرارات المهمة الموجودة في الدولة وتعتبر اقلية  وليس شريك رئيسي في السلطة وهذا ما نلاحظه خاصة بعد احداث الاخيرة والتي خرجت فيها جماهير المحافظات في الوسط والجنوب بمظاهرات عامه والتي اختفى بموجبها كل الساسة الموجودين في العملية السياسية من المكون السني نهائيا كونهم لا يملكون اي قرار يخص مستقبل هذا البلد وهذا اصبح امر واقع لابد من الاعتراف به من قبل الجميع فالمجاملات والمداهنات على حساب مصالح شخصية قد ولى زمنها ولابد لأي سياسي من المكون السني ان يكون شجاع اكثر ويقول الحقيقة من خلال وسائل الاعلام حتى وان كلفته تلك الحقيقة كرسي البرلمان الذي يجلس عليه....ان  الموقف الصعب اليوم لكل السياسيين في المكون السني اصبح معقدا و ضعيف جدا واصبح المواطن في هذا المكون يشعر بانه مغبون ولا يستطيع حتى ان يخرج بمظاهرات يطالب بحقوقه الخاصة خوفا من السلطات على عكس ما موجود في المكون الشيعي والذي اصبحت صدى المظاهرات التي يقوم فيها في الشارع تصل الى اسماع العالم الخارجي  اجمع فهل يبقى الوضع على ما هو عليه؟؟ وهل يقبل جماهير المكون السني بذلك الى الابد؟؟؟

هذا ما ستكشفه لنا الايام القادمة.........

إرسال تعليق

0 تعليقات