النخب العلمية والاكاديميون العراقيون .خطط الاحتلال لتصفيتهم

مشاهدات

 






 

أ.د محمد مظفر الادهمي

     تؤكد الوثائق والمصادر المعتمدة ان التخطيط لغزو العراق قد سبق هجمات 11 ايلول بثمانية اشهر تقريبا. وعندما تطور هذا التخطيط  عسكريا وسياسيا ، بعد هذا التاريخ ,  ودخل في مرحلة التهيأة للتنفيذ بحجة اسلحة الدمار الشامل ، حسبما وثق بوب وود ورد في كتابه خطة الهجوم ومايكل كوردن في كتابه كوبرا 11 , كان العلماء والاكاديميون والنخب العراقية عموما احد اهداف التخطيط لغزو العراق واحتلاله للقضاء على قدراته العلمية والتقنية .وقد تجسد ذلك بخطط مدروسة قامت بتنفيذها الولايات المتحدة قبل الغزو وبعد الاحتلال بدأتها الادارة الامريكية مبكراً أثناء عمليات التفتيش، وقبل احتلال العراق بفترة طويلة، منها سن قانون خاص لهجرة العلماء العراقيين صادق عليه مجلس الشيوخ لمنح العلماء العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية بطاقة الهجرة الأمريكية الخضراء تمهيدا للتجنس، وكان الهدف واضحاً وهو ما عبر عنه السيناتور بايرن والذي أقترح مشروع القانون صراحة بأن القانون يسعي لحرمان العراق من الكوادر الفنية والهندسية الضرورية لاستمرار برنامجه في إنتاج أسلحة الدمار الشامل. ثم كان القرار الأممي 1441 الذي أصرت واشنطن على تضمينه بنداً يقضي باستجواب العلماء العراقيين..

    وبعد الاحتلال، خصصت الولايات المتحدة برنامجاً بقيمة 25 مليون دولار لتأهيل العلماء العراقيين، الذين عملوا في برامج التسلح العراقية. والهدف المعلن هو الاستفادة منهم في برامج للاستخدام السلمي للطاقة، لكن الهدف الحقيقي هو استغلال عدد كبير من هؤلاء العلماء عبر ترحيلهم إلى الولايات المتحدة وإعطائهم الجنسية الأميركية ودمجهم في مشاريع معرفية هناك. ويذكر الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عماد جاد، أن الولايات المتحدة نقلت جوا 70 من العلماء العراقيين إلى خارج العراق، ووضعتهم في مناطق نائية خشية أن يسربوا ما لديهم من معلومات، أو يحولوا تلك المعلومات إلى منظمات أو دول معادية. وأسفرت هذه المغريات عن زيارة عدد من العلماء العراقيين للكيان الصهيوني.

    كان ترحيل العلماء هو احد الخيارات , ثم يأتي بعده خيار التصفيات الجسدية،  وتكشف المصادر ان قوات الاحتلال كانت تحمل قوائم بأسماء العلماء العراقيين والمتخصصين  الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين وعناوينهم والأبحاث التي يعملون عليها، وهو ما أدى إلى اعتقالهم أو قتلهم.

   ولم يسلم أساتذة الجامعات والمؤسسات التعليمية من التصفيات - فقد أصدرت رابطة الجامعيين العراقيين تقريرا عن أشكال الاعتداءات عليهم ، وعن الجهات التي تنفذ هذه الاعتداءات مثل القتل والاعتقال والخطف والاقصاء في حملة تصفية وإبادة منظمة لعلماء وأستاذة العراق وعقوله، وهي حملة تخريب شاملة لكل مؤسساته العلمية وجامعاته•

   ان مخطط تصفية علماء العراق وأكاديمييه وتنفيذّه , قد جرى ايضا بالتعاون  مع الموساد الاسرائيلي.. حين قدّمت أجهزة الأمن الأميركية لإسرائيل سير حياة كاملة للعلماء العراقيين والأكاديميين من أجل تسهيل عملية قتلهم.

    واظهرت عدة دراسات تورط فرق الموت الاسرائيلية في اغتيال علماء وأكاديميي العراق ما بين 2003 و 2006. وفي تقرير أعدته وزارة الخارجية الأميركية عام 2005، كُشف عن قيام عناصر إسرائيلية وأجنبية أرسلها الموساد بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى العراق لاغتيال 530 عالماً عراقياً على الاقل, منهم علماء في الذرة والبايولوجي , وأكثر من 200 استاذا جامعيا وشخصيات أكاديمية. وقد تمكنت هذه الفرق من اغتيال   310 من علماء ونخب وأساتذة العراق. و تم الكشف عن أن أكثر من 500 من علماء العراق وأساتذته ونخبه العلمية موضوعون على قوائم الاغتيال الإسرائيلية، وتشير أيضاً إلى أن 17 ألفاً من العلماء والاطباء والمهندسين والاكاديميين ونخب اخرى أجبروا على الرحيل من العراق منذ بدء الاحتلال.

   من جانب آخر, كشفت وثائق ويكيليكس ان الادارة الامريكية كانت على علم بقيام  الموساد الإسرائيلي بقتل 350 عالماً نووياً عراقياً، وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام2003، بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها ، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم.

    هذه الحقائق أكدها تقرير أميركي أعدته وزارة الخارجية، ورفعته الي الرئيس جورج بوش قالت فيه أن "الموساد" تمكن بمساعدة قوات الاحتلال وميليشيات واجهزة امنية من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة. وأنه ولهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الاسرائيلية بهذه المهمة, وأن هناك فريقاً أمنياً عراقيا كُلف بمساندة الكوماندوز والميليشيات لاتمام تلك المهام . ، وإنه ترتب على ذلك قتل 350 عالماً نووياً و300 أستاذ جامعي ،واضاف التقرير ان هذه العمليات تستهدف أكثر من ألف عالم عراقي مطلوب تصفيتهم.

إرسال تعليق

0 تعليقات