تركيبة متوازنة للمجلس الرئاسي اليمني تجمع القوى الفاعلة على الأرض

مشاهدات

 






الرياض- قالت مصادر سياسية يمنية إن تركيبة المجلس الرئاسي الذي تم الإعلان عنها رُوعيَت فيها التوازنات في الساحة اليمنية لضمان نجاح المجلس وحصوله على دعم مختلف القوى؛ إذ جمع هذا المجلس بين حلفاء عسكريين أقوياء عملوا طويلا مع الحضور العسكري للإمارات في اليمن وحلفاء محسوبين على حزب الإصلاح وقريبين من السعودية.

وأضافت المصادر أن التشكيلة الحالية للمجلس تضم كافة الأطراف الفاعلة على الأرض في معسكر المناوئين للحوثي، وهو الأمر الذي يجعل الشرعية في شكلها الجديد أكثر قوة وتماسكا في مواجهة استحقاقات أي تسوية سياسية قادمة أو أعباء وتحديات الحرب في حال رفض الحوثيون الجلوس إلى طاولة الحوار.

وكشفت مصادر عن مشاورات موازية غير معلنة تجري في العاصمة العمانية مسقط بإشراف المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن وبمشاركة الحوثيين والتحالف العربي بهدف التوصل إلى صيغة لوقف دائم لإطلاق النار والانخراط في حوار سياسي لترتيبات المرحلة الانتقالية.

وبرّرت المصادرُ المسارعةَ إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بالرغبة في توحيد صوت الأطراف المناوئة للانقلاب قبيل الجلوس إلى طاولة الحوار النهائي مع الحوثيين.

        قيادات المجلس

    رشاد العليمي (رئيس) قريب من السعودية ومقبول من الإصلاح.
    سلطان العرادة محافظ مأرب، ممثل عن الإصلاح.
    عبدالله العليمي مقيم في الرياض، قريب من السعودية والإصلاح.
    عيدروس الزبيدي زعيم الانتقالي الجنوبي، مدعوم من الإمارات.
    طارق صالح قائد المقاومة المشتركة، مدعوم من الإمارات.
    فرج البحسني محافظ حضرموت، له علاقة جيدة مع السعودية.
    عبدالرحمن المحرمي قائد ألوية العمالقة، مدعوم من الإمارات.
    عثمان مجلي عضو في حزب المؤتمر، مقيم في الرياض.

وقال مصدر يمني مطلع أن الترتيبات الأخيرة تمت بإشراف سعودي كامل، وأن الإمارات آثرت في الأشهر الأخيرة أن تترك التنسيق بين القوى اليمنية المؤثرة والفاعلة عسكريا بالكامل للرياض لقطع الطريق على أي إيحاء بأن هناك معسكرين في التحالف.

ويرى مراقبون أن تركيبة المجلس صالحة لخوض حوار سياسي طويل مع الحوثيين ككتلة واحدة متماسكة، كما أنه سيكون مهيأ لأن يتحول إلى مجلس عسكري في حال تلاشت خيارات السلام وعاد شبح الحرب ليخيم على المشهد اليمني بعد انقضاء الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة.

ويرأس المجلس رشاد العليمي، وهو قيادي في حزب المؤتمر ووزير سابق للداخلية في زمن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ويحظى بدعم الرياض، ولا تحفظات عليه من قبل حزب الإصلاح النافذ في الحكومة، بوصفه شخصية سياسية ظلت تتجنب الاصطفافات التي شهدها معسكر الشرعية خلال السنوات السبع الماضية.

ويضم المجلس تمثيلا جهويا بالمناصفة بين الشمال والجنوب، كما يمثل حزب المؤتمر الشعبي العام في المجلس الشيخ القبلي وعضو البرلمان ووزير الزراعة السابق عثمان مجلي الذي ينحدر من محافظة صعدة شمال اليمن وعرف بمواجهاته السابقة مع الحوثيين منذ وقت مبكر.

كما يشرف مجلي بشكل غير مباشر على عدد من الألوية العسكرية التي تتمركز في محافظة صعدة على الحدود اليمنية – السعودية، وهو خصم لدود لكل من الحوثيين وجماعة الإخوان الذين أجهضوا تعيينه وزيرا في الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض، ويتمتع مجلي بعلاقات قوية مع السعودية.

ويمثل حزب الإصلاح في المجلس الشيخ القبلي سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب والقائد البارز في المقاومة الشعبية في المحافظة التي تتصدى للحوثيين، إلى جانب عبدالله العليمي مدير مكتب الرئيس المتخلي عبدربه منصور هادي والذي سعى خلال الآونة الأخيرة لتقديم نفسه إلى التحالف والمكونات اليمنية كشخصية توفيقية.

ويضم المجلس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وهو شخصية تحظى بدعم دولة الإمارات، كما بات يتمتع بثقة السعودية بعد التوقيع على اتفاق الرياض.

ويشارك في المجلس كذلك القائد العسكري البارز وقائد ألوية العمالقة الجنوبية أبوزرعة المحرمي، وهو شخصية سلفية متدينة ويكره الظهور في وسائل الإعلام وتربطه علاقات قوية بالإمارات التي دعمت تأسيس ألويته.

ويمثل أسرة الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح ابن شقيقه العميد طارق صالح الذي يقود قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي ويرأس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وقد ارتفعت أسهم طارق كسياسي وعسكري نتيجة موقفه الحاد من الميليشيات الحوثية في الوقت الذي لجأ فيه أحمد علي عبدالله صالح إلى الاعتزال وعدم الظهور الإعلامي أو السياسي والاكتفاء بالمطالبة برفع اسمه من قائمة العقوبات.

وفي المجلس السياسي يمثل حضرموت -أكبر محافظة يمنية- اللواء فرج البحسني محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية ويحاول عدم خوض أي صراع سياسي.

وحصلت التغييرات -التي أُعلن عنها - على دعم خارجي، خاصة من القوى الدولية المعنية بالملف اليمني.

ورحبت واشنطن على لسان سفيرتها في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بتشكيل المجلس الرئاسي، وحثته على “الالتزام بالهدنة والتعاون مع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع”.

إرسال تعليق

0 تعليقات