مستقبل البيوتكنولوجي

مشاهدات

 



أ.د. يعرب قحطان الدُّوري

علم البيوتكنولوجي أو التكنولوجيا الحيوية هو تكنولوجيا قائمة بالأساس على علم الأحياء، وتتعامل مع الزراعة والطب والصيدلة، ويُتوقع أن تصل هذه التكنولوجيا ذروتها خلال المستقبل القريب. ويجمع مجال التكنولوجيا الحيوية بين المعرفة المتوفرة في مجال البيولوجيا وبين معرفة التكنولوجيات المتقدمة في مجالات الغذاء والدواء والزراعة والبيئة. ويتكون التقسيم الحديث لهذه التكنولوجيا من أربعة أنواع وهي التكنولوجيا الحيوية الحمراء مثل إنتاج المضادات الحيوية من الكائنات الحية، والتكنولوجيا الحيوية الخضراء مثل إنتاج النباتات المعدلة وراثيًا، والتكنولوجيا الحيوية البيضاء وهي التكنولوجيا المرتبطة بالمجال الصناعي لإنتاج مواد كيمياوية، والتصنيع الدوائي. وحسب المنتدى الاقتصادي العالمي فأن الاتجاهات المستقبلية للصناعات المرتبطة بالبيوتكنولوجي ستكون من بين أعلى خمس صناعات نمواً خلال العقد المقبل بسبب اتساع تطبيقاتها والحاجة إليها. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية العالمية إلى 727.1 مليار دولار بحلول عام 2024. وتساهم التكنولوجيا الحيوية في تصنيع الأدوية بنسبة 61% من سوق البيوتكنولوجي الذي تبلغ قيمته نحو 140 مليار دولار في ظل نمو متوقع بنحو 11.4% حسب الجمعية الأمريكية للصحة العامة. أما الزراعة الحيوية فيبلغ حجم سوقها نحو 40 مليار دولار، وربما يفوق حجم سوق الزراعة الحيوية نظيره للزراعة التقليدية في منتصف القرن الحالي. لكن تبقى هناك أزمة عدم تحقيق أرباح مرضية حسب تقديرات شركات التكنولوجيا الحيوية. وتتصدر الولايات المتحدة مجال البيوتكنولوجي بحجم سوق يقدر بـ96 مليار دولار، وتليها الصين بنصف هذا الحجم تقريبًا ولكن بنمو كبير ومتسارع للغاية. وتساهم التكنولوجيا الحيوية في حل مشكلات جوهرية مثل التغير المناخي، وشيخوخة المجتمعات، والأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمراض المعدية لمواجهة هذه التحديات العالمية والتعامل معها بجدية مثل الرعاية الصحية، حيث ستكون التكنولوجيا الحيوية جزء من حياتنا اليومية مثل الأدوية والعقاقير والعلاجات وصولاً إلى المواد صديقة البيئة وغيرها. ولا بد من الدعم المتواصل والحثيث لترقب انعكاساتها الإيجابية، مع تجنب الإستخدام السلبي للتكنولوجيا الحيوية بما يضر البشر والبيئة. وتعد التكنولوجيا الحيوية بزيادة كبيرة في علاج الخلايا الجذعية وتحرير الجينات  وعلاج النانو. ولا شك أن العلاج الجيني سيستمد أثره العميق من التكنولوجيا الحيوية ما من شأنه أن يجعل الطفل خاليا من الأمراض. وقد تأكد علمياً أن التكنولوجيا الحيوية وتطبيقها لها فوائد على حياتنا اليومية وبشكل متصاعد.



إرسال تعليق

0 تعليقات