الواعظ محمد رمضان رفقا بالسفيهات؟

مشاهدات




بقلم الكاتب والباحث السياسي

الدكتور أنمار نزار الدروبي


تكبير ثم تقبيل ثم ترقيص، فرح وسعادة وهز الوسط شاكرين الله سبحانه وتعالى على نعمه، فخير النعم وأفضل أنواع الرزق أن يُقَبل معالي الباشا محمد رمضان يد فتاة عراقية، سيما أن رمضان أراد من هذه القُبلة أن يوقظ وازع الإيمان في قلوب جيلنا الصاعد الواعد، جيل المستقبل من الشباب والجنس اللطيف، ويأمرهم بالخير ومحاسن الأخلاق. وعليه فإن حالة تردي ثقافي وغيبوبة فكرية أصابت قسم كبير من جيلنا، أما الباقي فهم خير شباب للعراق، شباب ثورة تشرين العظيمة. وبهذه الصورة التي شاهدها ملايين العراقيين والعرب، تصبح السفاهة كل الصورة وليست جزاءا من الصورة، حيث أن رمضان ومعجبيه اعتنوا بصناعة السفاهة، لأن صورة الواعظ كانت تطغي وتهيمن.


من الحقائق الثابتة أن محمد رمضان مصري، لكنه لا يمثل سوى 5 إلى 6 بالمئة من الذوق العام في مصر، مصر أم الدنيا، مصر بلد العندليب عبد الحليم، وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم، مصر بلد العبقري محمد حسنين هيكل، والأديب فرج فودة، مصر بلد عبد الرازق السنهوري أحد أعلام الفقه والقانون في الوطن العربي، مصر بلد العالم أحمد زويل رحمهم الله جميعا، وغيرهم من الأدباء والمثقفين والفنانين والإعلاميين والسياسيين العظماء كانوا ومازالوا. من هذا المنطلق فإن محمد رمضان ليست ظاهرة مرتبطة بتطور الاستهتار والسفاهة المجتمعية، وكما يحاول البعض أن يختزلها، بل أن رمضان هو نموذج فاسد علميا واجتماعيا وفكريا وحتى سياسيا في المجتمعات التي تتجه نحو التخلف والانهيار والتردي.


في المقابل دورنا كعراقيين يفترض أن نهنأ الفتاة صاحبة اليد الذهبية التي شهدت واقعة (البوس)، وربما فقد تغير مجرى حياة الفتاة بعد هذه الواقعة الشهيرة، وما ستفرضه هذه القُبلة من حدوث تحولات اجتماعية كبيرة لها، حيث يجب أن ندرك ونفهم مدى الارتباط الوثيق بين قضية تحرر بعض الفتيات العراقيات وقضية تحرر المجتمع بشكل عام وما بين أهمية الدور التي تؤديه قُبلات معالي الباشا. في السياق ذاته فإن معظم الأدبيات الخاصة بالنساء تؤكد على أن المرأة نصف المجتمع، وإن وضع المرأة هو أحد المؤشرات والمقاييس المعبرة عن واقع أي مجتمع ومدى تطوره ودرجة نمائه وتقدمه. فبقدر ما تتمتع المرأة بحقوق ومكانة متكاملة في المجتمع بقدر ما تتاح للمرأة فرص التعليم والعمل والتعبير عن قدراتها وابداعاتها. من هنا جاءت اللحظة الفارقة لمعجبات رمضان، حيث أن زيادة أو قلة الوعي السياسي لمحبي رمضان من بعض العراقيين في الإسهام في حياة العراق السياسية يتوقف على قُبلات معالي الباشا، تلك القُبلات التي ستشكل منظومة القوانين والتشريعات ومنظومة العادات والتقاليد، والتي ستترك تأثيرها على وعي ودور شباب العراق في هذا الشأن.


وبما أن خلع الملابس والتعري على المسرح من شعائر طقوس الواعظ محمد رمضان، إذن فقد خاض رمضان أشرف المعارك على مسارح بغداد، وبعد أن شعر بالاطمئنان على وصول رسالته، غادر العراق. فتحية لنضاله والفاتحة على العلم والثقافة والسلام على روح الفكر.


 


إرسال تعليق

0 تعليقات