القادسية الثانية ...

مشاهدات


 

احلام طارق



تمر علينا هذه الايام ذكرى الحرب العراقية - الإيرانية و التي دامت رحاها لمدة 8 سنوات من أيلول 1980 لغاية 8 اب 1988 حيث تم تقدير القتلى من الطرفين اكثر من مليون قتيل و بلغت تكلفتها 400 مليار دولار و تعد اطول حرب بين بلدين في القرن العشرين ، بدأت هذه الحرب نتيجة لخروقات متكررة من قبل الجانب الإيراني على المناطق الحدودية العراقية بعدها قامت القوات الإيرانية بقصف المخافر الحدودية بتاريخ 4 أيلول من سنة 1980 مما دعى الحكومة العراقية باتخاذ قرار الغاء اتفاقية الجزائر 1975 و اعتبار مياه شط العرب كاملة جزءا من المياه الإقليمية للعراق ، و استغلت وضع الفوضى في ايران بعد ثورة الخميني و الإطاحة بحكومة الشاه مما سبب في ارباك في الشارع الإيراني و بدأت القوات العراقية باجتياح الحدود الإيرانية يوم 22 من نفس الشهر و دخلت خمسة مدن حدودية ، و كان دافع الحرب هو خوف القيادة العراقية من امتداد ثورة خميني و تصديرها للمناطق الشيعية في مدن وسط و جنوب العراق و الخوف أيضا من قيام ثورة مماثلة لثورة ايران و الإطاحة بحكم الجمهورية العراقية ، فكان تقدم قواتنا الباسلة سريعا و اصاب الجيش الإيراني بالصدمة و الرهبة من تقدم الجيش العراقي سرعان بداء الجيش الإيراني بزج الاف الأشخاص من المشاة و اعتبرتهم كدروع بشرية و بداء يستعيد مدنه و بداء التعرض لقطاعات الجيش العراقي في معارك ضروس دارت اغلبها على الحدود العراقية و في المدن الحدودية احتل فيها الجيش الإيراني كثير من المخافر الحدودية و مدينة الفاو ، وخلال تلك الحرب كانت هنالك دعوات و جهود دولية تبذل لإيقاف تلك الحرب منها لجنة المساعي الحميدة و مبعوثين من الجامعة العربية و لجان من الامم المتحدة لكن كل هذه الجهود كانت تقابل برفض فض النزاع من قبل الجانب الإيراني ، و بعد معارك عاتية تم تحرير مدينة الفاو و دفع الجيش الإيراني خارج الحدود ببسالة الجيش العراقي كلفت هذه الحرب لكلا الطرفين خسائر بشرية هائلة من قتلى و جرحى و معوقين حرب و حتى طالت هذه الخسائر المدنين بسبب القصف من الجانب الإيراني على المدن الحدودية و بعد إصدار قرار الامم المتحدة المرقم 598 وافقت ايران مرغمة و رضخت لوقف الحرب و أوقف الطرفان إطلاق النار يوم 1988-8-8 و رجوع الطرفين لحدود اتفاقية الجزائر ، و كانت كثير من الدول الغربية و اغلب الدول العربية و المجتمع الدولي يدعم العراق و يعتبرون العراق مدافع عن ارضه و عن البوابة الشرقية للوطن العربي من المد الفارسي . 



إرسال تعليق

0 تعليقات