لما أبكتني أغنية بشار النحول ( ماما التي تحبني )

مشاهدات

 


نضال إيليا


أبكتني أغنية النهاية للمسلسل الكارتوني بشار النحول (ماما الذي تحبني)...سألت نفسي لما بكيت عند سماعها؟...

فيما مضى كنت أغنيها لابنتي البكر عندما تنام... لا أعلم ما سبب بكائي عند الأستماع إليها؟... هل بكيت فراق ابنائي وهجرتهم الى بلاد الغربة، وامنياتي أن أكون قربهم واحتضنهم مع احفادي؟... أم ادمعت المقل على زمنٍ وأيام جميلةٍ مضت كنا نقضيها مع الأهل والأقارب والذين تغربوا في بقاعِ الارضِ؟... 

هل أمتلات العيون بالدموع حزناً على وطني الجريح وتذكرتُ اياماً كانت تجمعنا بأصدقائنا ومعارفنا وجيراننا؟... 

لقد ورد على فكري العديد من الأمور... الامان الذي كان يتمتع به وطني... كان الجميع يعمل بهمةٍ وجدٍ ونشاط دون ملل وكلل وتذمر من الوضع، ربما بكيتُ شباب بلدي وضياعهم حاملين شهاداتهم بعد تخرجهم بين فرحة الحصول عليها والحزن على مستقبلهم المجهول وعدم حصولهم على مبتغاهم في مجال العمل والوظيفة!!... أضافة إلى تغربهم في البلاد الغريبة بعيداً عن أهاليهم للبحث عن مستقبلٍ في مكان آخر.

هل اذرفتُ الدموع بكاءاً وقهراً على نساءٍ فقدوا فلذات اكبادهم وازواجهم من جراءِ الحروب والقتل والخطف... الخ؟... 

أم تألمت وحزنت على أطفالاً أبرياء فقدوا والديهم وحرموا من متع الحياة وبهجتها كغيرهم من الاطفال في دول العالم، اضطهدوا وتعذبوا وتغربوا؟...

هل بكيتُ شيوخاً اتعبتهم الحياة لفقدان كل جميل في حياتهم؟... من... و من نبكي...

يذكرني النحول بشار في حلقاتِ المسلسل الكارتوني والباحث عن والدته ليحتضنها ويشعر بدفءِ حنانها، أبناء العراق المتواجدين في الداخلِ والخارج في بحثٍ مستمر عن الوطن الأم ليحتضنهم ويشعرهم بالأمان، الوطن الذي ضاع وسط المصاعب والمشاكل التي يمر بها بلدنا، يرغب الجميع بعودته كما كان زاهياً جميلاً يملا قلب شعبه المحبة والسلام، وطنٌ يحتضن ابنائه بكافة قومياته وطوائفه، يملأ نفوسهم بالخير والفرح والسعادة.

بكى بشار في جميع الحلقات باحثاً عن امه كان يراها في كل امراة ويحسبها هي الأم وبعدها يكتشف أنها ليست هي ويحزن لعدم العثور عليها... لا اعلم هل سنبحث مثل بشار عن الحضن الآمن الدافيء ونحسبه موطننا الأم؟... وبعدها نتفاجا وننصدم بأنه ليس مبتغانا وما نفتش عنه، ونعود ونبحث عن الام التي ولدتنا و فتحنا عيوننا عليها؟... الجواب لا زال مبهم وغامض!!!...

إرسال تعليق

0 تعليقات