الانقلاب الموعود

مشاهدات




علي النصير 


قال تعال.. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)


ختمت سورة الشعراء والآيات التي تحدثت عن الشعراء بالتحذير من عاقبة الظالمين والمنقلب الذي ينتظرهم لما يقع على هؤلاء الشعراء من ظلم كبير، هنا نسلط الضوء على نهاية الآية الكريمة 277 من سورة الشعراء، حيث وصف الله الشعراء في بداية الآية بقولة ( الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) بما وصفهم به واستثنى من امن بالله و رسوله وعمل صالحا وذكر الله كثيرا وانتصر على اعداءه المشركين من بعد ما ظلموهم، فأصبح شعرهم من أعمالهم الصالحة وايمانهم واشتماله على مدح اهل الايمان، والانتصار من اهل الكفر والشرك والحث على الاخلاق الفاضلة، فتوعد الذين ظلموا الى موقف وحساب عسير حيث لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ألا احصاها ولا حقا الا استوفاه.


هنا الانقلاب تكلم عنه الله بشكل عام أي ما معناه ان حالة الانقلاب تحصل على مر التأريخ لوجود الحقيقة القرآنية التي ترشدنا بذلك وتوضح لنا حقيقة التوعد بالانقلاب الذي يكون من نصيب الظالمين، وتبين لنا أيضا ما حصل للحسين عليه السلام هو أحد أكبر الانقلابات التأريخية على قيم الإنسانية التي جرت على شخصه واصحابه واهل بيته الاطهار، كمال قال تعالى (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما).


يتضح لنا من هذه السورة بشكل عام والآية الأخيرة بشكل خاص بأن الشعراء يتبعهم اهل الغي لا اهل الرشاد والهدى، وسيعلم الذين ظلموا انفسهم أولا بالشرك والمعاصي وظلموا غيرهم بسلب حقوقهم والاعتداء عليهم، أي مرجع وتهلكة ومنقلب يتوعدهم الخالق الجبار بمرجع الهلاك يرجعون اليه ليحاسبوا بما عملوا، فمنقلب السوء ينتظرهم، والان في وقتنا الحاضر نرى المئات من جرائم القتل والاغتصاب والسلب والنهب والانتحار والتعدي على حقوق الاخرين وقتل النفس البريئة، كل هذه الاعمال المهلكة لصاحبها يتوعدها انقلاب عسير من خالق قوي، هنا نصيب الظالمين محتوم لا محال مهما بلغ الظالم من قوة وسلطة وقتها لا ينفع الندم ولا الترجي ولات حين مناص.



هذه الآية التي ختم الله بها سورة الشعراء كانت مطلقة على كل ظالم على مر التاريخ فهي لا تقتصر على حقبة زمنيه معينه او تختصر على حدث زمني معين بل كانت توعد مطلق لجميع الظالمين على مر الزمن، توعد مخيف وانقلاب محتوم يريح مسامع المظلومين الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا تحسبن الله غافلا عن الظالم فالظلم ظلمات يوم القيامة ومهما بلغت قوة الظلم لابد ان يأتي يوم تتجلى به العدالة واجمل شيء هو العدالة، والظلم لا يتخصص على طائفة او جماعة معينه بل يتخصص على من عمل به واظلم به الاخرين، فنسأل الله ألا يجعلنا من الظالمين...

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا..

           فالظلم اخره يفضي الى الندم..

                   تنام عيناك والمظلوم منتبه..

                         يدعو عليك وعين الله لم تنم

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))))


إرسال تعليق

0 تعليقات