الاختلاف الفكري

مشاهدات



ابراهيم المحجوب 


عندما يأتي الانسان الى الدنيا يجد نفسه يحمل اسم عشيرة واسم قومية معينة ولكن المذهب هو من يقرره وخاصة اننا نسمع من وسائل الاعلام دوماً عن اشخاص كثيرون قاموا بتغيير دياناتهم ومذاهبهم العقائدية ولكن الشيء الثابت عند الانسان هو العقل فهذا الجزء من الجسم يحمل الانسان فيه كل افكاره الجيدة والشريرة ويقوم ببناء حياته على اساس هذه الأفكار وهنا نجد مثلاً ان العالم الفيزيائي المشهور فلان وهو ملحد لا يختلف بأفكاره العلمية عن العالم المؤمن الاخر رغم اختلاف عقائدهم الا انهم متوحدين فكريا وما يوحدهم هنا هو امتلاكهم لمعلومات علمية متطورة وبحثهم عن نتائج لطروحات افكارهم.. فاذا الاختلاف الفكري لا يبنى على عقيدة او مذهبية مثل ما نتصوره اليوم وانما يبنى من افكارنا الخاصة عندما نقوم باستخدام الرأي الخاطئ المعاكس والاستبداد بالرأي اضافة الا اننا نبحث عن الشهرة فقط دون ان يكون هناك نازع لمغريات النفس... 

اليوم وبعد النهضة التكنلوجية الحديثة والتي دخلت بيوتنا عبر الانترنت مثل وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام السريع مازلنا نحمل معنا افكارنا الخاطئة التي تولدها انفسنا نتيجة الطغيان والجبروت وعدم مراعاة او احترام مشاعر الغير والذهاب الى ابعد من ذلك التشهير والتناحر الذي نراه يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي وكأننا في معركة مستمرة لا تعرف منهو العدو من الصديق وفي النتيجة عندما تكون كتاباتنا غير واقعية او مبالغ فيها يصبح كاتبها اضحوكة للغير بدون ان يشعر بذلك.. 

وما يتصوره البعض من انه يمتلك كفاءة وامكانيات اعلامية وهو لا يعرف سوى التقاط للصور او نسخ مقالات من مواقع اخرى فهو واهم جدا ولابد ان يأتي يوم ان يعرف حجمه الحقيقي.. وانا هنا اتكلم عن نفسي أولاً خاصة وما لاحظته من جمهوري المتواضع  من القراء الكرام المتابعين لموقعي ومقالاتي فانا اكتب مقالاتي وكل الكتب التي الفتها معتمدا على الموهبة التي وهبها لي الخالق ولذلك فانا لا اكتب الاعلامي او الناشط وغيرها من المسميات وانما اكتب الكاتب وهذه الصفة اتت من الكتابة او الكتاب ولذلك عندما يناقشني اي شخص اكاديمي احترم رأيه واستفاد من توجيهاته حتى لا اقع في مطب لغوي احيانا او خطأ في وزن ثقافي معين.. 

اخوتي الكرام كلنا بشر خطائين ولكن العبرة بمن يستفاد 

من موهبته ويستطيع ايصال افكاره وكتاباته الى اكبر جمهور ممكن.. وليس الالقاب تعنيني شي ابدا وانا على يقين ان اي لقب يطلقه الانسان لنفسه وهو غير مؤهل له فهو معيب جدا.. وان التدخل في حرية وآراء الاخرين معيب اكثر فليس من حقي اليوم ان انتقد مثلا شيخ عشيرة وعشيرته هي من انتخبته شيخا لها وايضا من باب احترام مشاعر الناس لا يجب ان نستخدم اقلامنا اذا كنا فعلا موهوبين لانتقاد اشخاص لانعرف عنهم اي شيء وخاصة اننا نمر اليوم في مرحلة ترشيحات وانتخابات  برلمانية وللأسف اغلب المرشحين يقومون باستغلال مواهب الاخوة الناشطين او الاعلاميين لمصالحهم الخاصة 

وتنعكس كل هذه المقالات الغير صالحة للنشر على تقويم وتفريق ابناء المجتمع الواحد وربما تصل الى خلافات عشائرية وعائلية مصدرها كلمة غير لائقة... فالحذر الحذر من الانجرار وراء اشخاص يريدون الصعود على اكتاف الفتنة. فكل انسان فينا هو حر في اختيار مرشحه واذا كان المرشح مستحق الفوز فصناديق الاقتراع هي من يقرر وليس من يكتب فيسبوكيات فارغة... 

املي في ان  اضع اللبنة الصحيحة لبناء اعلام حر وصحيح قادر على تجاوز المرحلة وتوحيد الصف لا داعي للفرقة والانقسام......

إرسال تعليق

0 تعليقات