الموت ..ضيف..لايفارق العراقيين حتى في العيد ..

مشاهدات



ثائرة اكرم العكيدي


لم يمر بكل تأريخ العراق حقبة أتعس وأرذل من هذه السنين التي نمر بها اليوم ببلادنا فقط تصدر شهادات الوفاة قبل الولادة وجربت كل أنواع وفنون الموت معنا حرقآ  وغرقآ وتقطيع  وتفجير. لمن نقدم العزاء وكل أيام العزاء مفتوحة بلا تعطيل حتى بات عزرائيل يخجل منا زيارته كل رمشه عين يأخد روح ‏صارت بلادنا جحيما رعبا تخاف فيه دخول مشفى تخاف ان تذهب لعملك او دوامك في المدارس والجامعات تخاف الذهاب للتسوق او الزيارة او السير في الشارع .تخاف ان تمسك فيه وردة حتى لا تنفجر فيك.

تخاف ان تخرج من بيتك فلا تعود..

أجد نفسي إلا في عمق كل الأشياء التي تتعلق ببلادي، يخال لي بأنني خُلقت لأكتب هذا الوجع الطويل الممتد من أقصاء تاريخنا إلى أدناه، أكتب الإنسان الذي يسير على قلبي والدم ينزف من على جوانبه، ذلك المتسلّق أحلامه على جبال مبللة بالخذلانات اللا متناهية، أبحث عن الحب لأكتبه ؛ فلا أجد إلا أبجديات النشيد الأول القادم من أعماق بلادي، أبحث عن السخرية التي توهمك بالتعافي من واقع متفحّم بالسواد؛ فلا أجد إلا الصرخة المدوية في جوعها المميت، أفتّش عن رقصة الرعشات الموسيقية الآسرة؛ فألفاني مخنوقاً بأنين مفروش على وجه البلاد كلّه. أتحاشى شروخها الموغلة في الخاصرة؛ فتشدني ندوب أخرى موزّعة على الجسد كلّه، آه من بلاد أشبعتنا مرارة وآه على بلاد لا تستحق هذا كله

يموت العراقيون بكل الطُرق التي تخطُر على 

ذِهن بشر، يموتون بنيران الجِوار، واللاجِوار،

 يموتون برِصاص ابناء بلدهم قبل رصاص الاعداء يموتون

 وهم يُقاتلون، يموتون وهم في بيوتهم، يموتون

 في الحرب وبعد الحرب يموت العِراقيون وهم

 يتذكرون إبتسامات حبيباتهم، يَموتون مِن

 الحُبّ ويقولون (اموت عليچ) لشدة حبهم .

ان هذه الأعداد من القتلى اعداد ظاهرية.مفقودين  مغدورين خلف ستار المجهول الأيدي التي تطالنا كل يوم ولانعرف من أين اتت وكيف اتت. وأين اخذ الغياب الشباب. لاسجون تعلمهم ولامقابر دفنتهم من أقتادهم لانعلم  العراق طامة كبرى متى سيتوقف نزيف الدم هذا 

اصبحت اصواتنا شجيه جميلة حزينة ننعي من غابوا ونردد الأسماء يافلان وفلان وفلان. اشتهر العراق بالملابس السوداء والنحيب والبكاء. هذا حال العراقيين اليوم.

هكذا يموت العراقيون حرائق وتفجيرات تشارك فيها القوي السياسية والحكومة والمليشيات ولو نظرنا بموضوعية واستقراء الى الموت كظاهرة تقع الذات الانسانية فريسة لها مهما طال هروبها وترحالها، لوجدنا أن الناس ينظـرون الــــيها بوجهات نظـر مخـتلفة تنطلق عموماً من الابستيمة الثقافة التي تتحكم بـرؤي هذا الانسان أو ذاك فالموت فــــي رأي البعض حادثة خـارجية تمر بالانسان لا يعنيه الان الخوض بها، ويحاول تجاهلها وجعلها بعيده عن مدار اهتمامه، بل لا يساوره أي قلق من المــــوت وفعله الذي يعد نهاية الانسان الحقيقة التي لا شك فيها أبداً.وهنالك صنف آخر يرى أن الموت ليس حادثة خارجة عنا وغريبة عن خريطة اجسادنا  بل هي تشكل جزءاً أساسيا من كينونتنا ووجودنا الذي سينتهي عاجلاً أو آجلاً. فالموت وفقاً لهذه الرؤية  داخل في نسيج الموجود البشري ولا يمكن اعتباره شيئاً طارئاً أو حدثاً عابراً يمر بنا كما يمر بالذات البشرية في حياتها أي شيء عرضي.وفي العراق الجريح يَنظر الفرد العراقي للموت في بلادنا التي أصبحت آفلة الصوت والصدي والوجود، برؤية تتماهي وتتساوق مع الاتجاه الثاني الذي يري في الموت جزءا من قوته اليومي المعاش، ولهذا يرفض مقولة الفيلسوف ماركوس اورليوس التي شبه بها الموت بسقوط ثمرة تامة النضج، فها هو يموت كل يوم وبعده لم يكتمل نضجه في أساليب وفنون استثنائية انفردت بها المليشيات الخارجية والداخلية في العراق الذين قتلوا بدم بارد مواطنين ليس لهم في هذا الحمل لاناقة ولاجمل وكانوا ضحية الصراعات السياسية والاحزاب الحاكمة في العراق .

يشعر السياسي الشيعي بالطمأنينة هو الآخر لأن أغلب الشيعة اليوم في ظل ثقافة الموت يعتقدون أنهم شعب الله المختار لبلائه وأن ما يجري عليهم سببه ابتلاء الله لا بسبب فساد الذين يُديرون الدولة.المواطن العراقي بفطرته يتأثر بالخطاب الديني والخطاب العقائدي والطائفي أيضا لكن الوازع الانتخابي يجب أن يكون وطنيا صرفا، لا سيما في الظروف التي يعيشها العراقيون.

لقد عاش العراق ثمانية عشرة عاما من الفساد والظلم والقتل والتهجير  والسرقة والأذى بعد كل الدورات الانتخابية التي مرت عليه طول تلك الفترة وهذا ليس كلامي الشخصي بل هو تحليل أغلب القنوات الفضائية المحترمة والصحافة الشريفة، وها نحن الآن نريد أن نعيد هذه التجربة، كل المرشحين في نظري سيئون، عن أي مرشحين يتحدث العراقيون؟ ماذا فعل لنا المرشحون السابقون، أقول باختصار لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

وعود ووعود والكثير من الوعود ولكن من هؤلاء المرشحين من هم قادرين على الوفاء بوعودهم للشعب العراقي ام هي مجرد لترويج فشلهم وقتل العراقيين الابرار فالشعب العراقي مكتوب عليه الصبر على هؤلاء الذين لايحسون بالالم الشعب.

أتساءل كثيرا هل الانتخابات هي كذبة وبدعة ابتدعها القادمون من الخارج وهل يوجد شيء اسمة الانتخابات والدليل على ذلك ما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية التي اصبحت مثالا للفساد الاداري وانا متأكدة في هذة الانتخابات عندما تفوز اي كتلة سوف تكون هنالك حكومة ما تسمى بوحدة وطنية (يتقاسمون الكراسي بيناتهم ) وهذا ما اصبح على ارض الواقع. الإنتخابات هي خدعة لان مازال الفائز فيها  والصاعد عبارة عن شخص عميل مرتشي فاسد وغير وطني وحتى الفائز اذا كان لديه القليل من الذمه والضمير تراه ساكت عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس .

المشكلة العراقية معقدة ولا تحلها انتخابات شكلية من هذه النوعية، لأنها تكرس الفساد، الذي يملك المال الذي سرق من الشعب سيفوز بجولة أخرى للسرقة والنهب، الوضع جدا سيء في العراق.

والمشكلة ايضا  ليست بمن سوف يفوز في الإنتخابات ولكن المشكلة في من يخسر. فالخاسر عندنا لا يتقبل الخسارة وسوف يسخر طاقاته للتخريب و كأنه يعاقب الذين لم ينتخبوه من أبناء شعبه كما حدث في الأربع سنوات الماضية.

العراق وكما وصفه البعض كقصة علي بابا والاربعين حرامي اللصوص يتحكمون بكل شيء وكما هو معروف فان رجال العمائم هم الاربعين حرامي وعلي بابا بالتاكيد وبلا فخر ايران. اي انتخابات تتحدثون عنها هذا مجرد زيف لاغراق العراق بالفساد اكثر واكثر ستتغير الوجوة والجوهر واحد فساد ودم وعنف ويزداد العراقيين فقر وجوع وتخلف من هو الرجل المناسب الذي سيجلس تحت قبة البرلمان مع الاسف لم يبق شئ للعراقي سوى الدم كي تعيش ديمقراطية طهران والعمائم السود 

نتيجة الانتخابات معروفة مسبقا ما دام النفوذ الايراني مستمرا في العراق.ايران ستختار مرشحها وتجلسه على سدة الحكم شانا ام ابينا بوجود الصمت العربي المطبق من قبل الحكام.

النهوض بالوطن لن يتم الا بقيادة سياسية وطنية غير مصبوغة بأي صبغة غير وطنية ، قيادة تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم ، توحد ولا تمزق ، تحترم حقوق المواطنة المتساوية ، وتؤمن بشيء اسمه وطن يتسع للجميع ، وتؤمن بالرأي والرأي الاخر ، وتسعى لخلق الانسجام والتفاهم بين ابناء الوطن  وحل الخلافات ونبذ روح الشقاق والانقسام  وتعمل بصدق لتنقذ ما تبقى من البلاد والعباد .

كفانا  تجرعا مرارة الخذلان في كأس مكسورة الحواف لقد هدت انام الخيبة الموجعه اجساد وارواح من فقدوا من احبه واكباد كل بيت عراقي اخذ نصيبهُ من الحزن والالم والفاجعه،  ‏في وطني  الحزن أكبر من إن يكتب .

عظم الله اجرك ياعراق..

إرسال تعليق

0 تعليقات