الانبار واحة إستقرار وإعمار

مشاهدات



وسام رشيد


شواهد البناء المتصاعد منذ خمس سنوات في مدينة الرمادي بات حديث المشتركين في مواقع التواصل خاصة من مناطق بغداد ونزولاً نحو الجنوب الحار في البصرة مروراً بمدن بائسة ومجرفة وكثير منها تشهد حواد حرق المؤسسات بدواعي"تماس كهربائي".

غبطة شباب هذه المناطق تظهر عبّر صور يومية على منصة الفيس بوك (وهي الواحة الأكثر رواجاً  بين الناس هنا) مرة لإظهار الغضب، ومرة للتعبير عن رغبة مكبوتة في ان تشهد مناطقهم حملات إعمار مشابهة لواقع بعض مدن المناطق المحررة في الفلوجة والرمادي رغم الظروف الصعبة التي مرت بها تلك المناطق على مدى عشر سنوات.

الكثير صور المشروعات المنجزة وقيد الإنجاز تتنافس مع صور مدن كردستان كأربيل والسليمانية ودهوك وزاخو، وهذا ما يجعل الحماس يتزايد في دعم هذه التجربة ومقارنتها بالاخفاق الحاصل في مدن اخرى مستقرة وصرفت عليها ميزانيات انفجارية وطوارىء وتعويضية وإضافية كالنجف وميزانيات عاصمة الثقافة ودعم الامم المتحدة وتخصيصات تأهيل مناطق الاهوار والتعويضات والتي ذهبت دون رؤية مشاريع حقيقية على أرض الواقع.


المسافة بين اسباب النجاح في مكان وأسباب الفشل بمكان آخر أصبحت مادة بحث حاضرة في الأروقة المجتمعية كافة.

التجمعات الشبابية والدينية والعشائرية والطلابية تشهد جدلاً متصاعداً لماذا نجح الاعنار والتطوير في كردستان، وينجح الان في الانبار والموصول ادى عتبة السير بركابهما، ولم ينجح في مناطق الوسط وبغداد والجنوب! 


ورغم توفر كافة الإمكانات المالية والبشرية والأمنية فقد ضيّع السياسيون هناك فرصة ذهبية للنهضة العمرانية، والتي يتبعها نهضة إقتصادية وإستقرار أمني وتطور في نظم التعليم والصحة والعدالة الإجتماعية.


لم يعد تبرير الفرق بين الأداء المنتج والمخرّب بين تجربتين مقنعاً للرأي العام الذي يزداد غضباً ومعارضةً ويأساً.

وفقدت كلمات الإثارة وأسباب الحروب الحقيقية ضد الارهاب التي حالت دون تحقيق الفرصة أي معنى لها عند معرفة الأرقام الحقيقية المصروفة لمشاريع وهمية وأخرى ذات واقع سيء بسبب الهدر وسوء التخطيط وعدم والتخبط.


السمة الأبرز لهذه الفترة وعلى مسافة قصيرة من الإنتخابات إن التقييم يكون على أساس المنجز، بتحويل مدينة تحتضن بؤر خطرة للإرهاب والتخريب الى واحة أمن وإستقرار تشهد بها العزيمة الشعبية تكوّن حماية قوية لمشروع النهضة المعمول به منذ التحرير عام 2017 الى الان.

ومن البديهي ان يكون وراء ذلك حكمة سياسية لفريق عمل يضع مصلحة مدنه فوق الإعتبار الحزبي والشخصي، ويستثمر مواردها لخدمة مواطنيها، وهذا أو شروع حقيقي وبنّاء لمستلزمات الإنجاز العملي والواقعي والذي يجني ثماره بعد فترة وجيزة وهذا فعلاً ما حدث وما أشا  اليه جميع المهتمين على كامل التراب الوطني متمنين تعميم تلك التجربة، بخلاف ما يحدث تماماً في مناطق اخرى كان هدف الطبقة السياسية بناء مراكز لقوتها على حساب مصلحة الوطن.

إرسال تعليق

0 تعليقات