تداعيات الانسحاب الأمريكي الصامت من أفغانستان و وقوع الجيش التركي في مستنقع طالبان ...

مشاهدات



أحلام طارق


ان لانسحاب الجيش الأمريكي و قوات حلف الناتو الصامت و الخجول من أفغانستان فجأة بعد اطول حرب خاصتها القوات البرية الامريكية في أفغانستان بعد ان ورطت قوات حلف الناتو و بريطانيا في التدخل في أفغانستان  بعد هجمات القاعدة على الولايات المتحدة بتاريخ 2001/9/11.

حيث قررت امريكا و حلفائها بالانسحاب الكامل من الاراضي الأفغانية في موعد الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية للقاعدة انسحابا صامتا بدون احتفال او اعلان فوز كاذب او تحقيق أهداف غزوهم لافغانستان على مدى عشرون عاما ... هذا الانسحاب فتح الباب على مصراعيه للفوضى و الاقتتال الداخلي و احتمالية نشوب حرب اهليه . 

حيث اكد الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الامريكية في أفغانستان من احتمالية اندلاع حرب أهلية وشيكة الحدوث و على العالم ان يقلق .و هذا ما أكده ايضا الرئيس السابق لافغانستان حامد كرزاي حيث عبر عن تشاؤمه قائلاً انظر للمشهد نحن في حالة فوضى و البلد في نزاع و هناك معاناة ضخمة و من جاؤا بها قبل عشرون عاما باسم مكافحة الاٍرهاب و التطرف لم يفشلوا بوقفها بل ازدهر التطرف تحت سمعهم و بصرهم و هذا ما أصفه بالفشل الذريع .

و يؤكد ايضا بان البلد على شفا حفرة من الوقوع بحرب أهلية تنجر فيها كافة القبائل لافغانية بعد سيطرة طالبان على الكثير من الاراضي و هروب إعداد كبيرة من الجيش و انظمامه للحركة و انسحاب شخصيات كبيرة في الحكومة على خلفية الانسحاب الأمريكي و بسبب سياسة امريكا و مواقفها ذات الازدواجية المعايير  من التخلي عن حلفائها و خذلانهم و عدم الاكتراث بأي مصير ينتظرهم مفضلة بذلك مصلحتها على حساب حلفائها ... هذا الانسحاب المفاجىء  جعل كثير من الدول الإقليمية المحيطة بافغانستان بالتدخل بالشأن الداخلي بغية ملىء الفراغ الذي تركته القوات الامريكية من هذه الدول كالصين و روسيا و باكستان و ايران و تركيا .. في هذا المقال سوف اعرج فقط عالتدخل التركية لما له دور خطير في المنطقة ككل و ليس فقط لافغانستان .

بدأت هناك تحركات واضحة من قبل تركيا و يبدو ان التواجد التركي في أفغانستان بحجة حماية مطار كابول غير مناسب لطالبان حيث حذرت الاخيرة التواجد التركي في المنطقة و اعتبرته اصطياد في المياه العكرة  ، و اعتبر كثير من المحللين التواجد التركي في المشهد الأفغاني بمثابة مستنقع تغرق فيه تركيا .

معللة في ذلك الحكومة التركية تواجدها في أفغانستان جاء بدعم من القوات الامريكية و قوات التحالف الأطلسي قبيل انسحابها بحجة ملىء الفراغ و هذا ما سعت آلية حكومة اردوغان التي كانت قد بدأت تدريجيا بالتمركز في أفغانستان و تحاول زيادة عدد قواتها و توسيع نفوذها في دول المنطقة بترسيخ وجودها في أفغانستان و تمثيل دور المنقذ و حماية البلاد من الانفلات الأمني جراء الفراغ الذي خلفته القوات المنسحبة وًحماية المطار من وقوعه بيد طالبان . الا انه التواجد التركي له آفاق و ابعاد توسعية استعمارية هذا ما يبرره تواجدها في شمال العراق بحجة ملاحقة حزب العمال PKK و تدخلها السافر في سوريا و ليبيا بغية تحقيق احلام اردوغان بأعادة امجاد الإمبراطورية العثمانية و تنصيب نفسه خليفة المسلمين في الارض . 

كما اكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد بشأن التواجد التركي و قال نحن لا نوافق على وجود تركيا على اراضينا في إطار الاتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية كما اكد مطالبة تركيا بالتراجع في قرارها بأبقاء قواتها بحجة حماية مطار كابول و أكد قائلاً اننا نريد تركيا بصفة مستقلة و لا نريدها كجزء من حلف الناتو .. من جهته صرح عضو حزب العدالة الحاكم في تركيا بكير اتاجان ان بلاده لابد لها ان تأخذ رضا طالبان بشأن اَي خطوة ستقدم عليها في أفغانستان حيث اكد بأن تركيا لا تستطيع ان تتواجد بدون موافقة طالبان لاسيما ان لتواجدها  سيكون دور الوسيط بين حكومة كابول و الولايات المتحدة الامريكية و الدول الأوربية لحماية مصالحهم .. و تحدث اتاجان ايضا عن احتمالية اجراء مفاوضات تركية مع الحركة في المرحلة المقبلة وذلك عن طريق باكستان حليفة طالبان و روسيا التي تقدم دعما ماليا و عسكريا لطالبان ..و اكد اتاجان ايضا بأن الجيش التركي موجود تحت مظلة حلف الناتو منذ 2001 و لن يتدخل بالقتل او الاٍرهاب و انما يقدم الدعم في مجال التربية و الصحة بغية تعزيز العلاقة بين الشعب الأفغاني و الجيش التركي . 

و اخر تصريح لأردوغان يقول ان تواجدنا نافع ، باكستان التي تسيطر على طالبان بجزء كبير يمكن ان تحقق شيئاً بما يخدم مصالح دول حلف الناتو و العالم كله و قد تحقق ايضا فرملة طالبان تدريجياً من التطرف و الاٍرهاب معولاً في ذلك على علاقته مع حلفائه في باكستان و قطر و مدى إمكانيتها في ان تقنعا الحركة بالدور التركي . .. لكن كل هذه مجرد تكهنات و كلمة الفصل بيد حركة طالبان هي من ستحدد علاقتها مع تركيا و بقاء الاخيرة  في المشهد الأفغاني رهن أشارة من طالبان في اعلان الجهاد ضد التواجد التركي .


رؤى مستقبلية 


-هل سيستطيع الثعلب الماكر اردوغان التحالف مع طالبان و يشكل شراكة مستقبلية في تصدير الاٍرهاب للدول المجاورة ؟ 

- ام ستدور  رحى طالبان لتسحق الجيش التركي و تغرقه في مياهها الآسنة ؟

- ام ستنسحب القوات التركية من الاراضي الأفغانية امام سطوة طالبان و رفضها للتواجد التركي ؟ 

- لاردوغان احلام توسعية ربما حتى طالبان لن تستطيع عن ثنيه لتحقيقها .. المستقبل و تفكك الدول المجاورة لتركيا و تفشي الفساد فيها و اضعافها عسكريا جعل من احلامهم وشيكة التحقيق على الأقل بمخيلتهم الاستعمارية .

إرسال تعليق

0 تعليقات