الرفيل

مشاهدات





بقلم / احلام طارق


مفاجأة العصر .. التي ستغير كل الموازين في العاصمة بغداد ..


تتبع اغلب الدول المتقدمة و حتى الدول النامية سياسات زراعية ممنهجة لرفع مستوى الإنتاج الزراعي و تحقيق الاكتفاء الذاتي تتجسد تلك السياسات بأتباع منظومة متكاملة من الاجراءات و التشريعات التي تسنها الدول بغية تحقيق أهداف معينه تتضمنها الخطة التنموية الزراعية هذه الأهداف تؤدي الى تشجيع زيادة الإنتاج لتحقيق الامن الغذائي و ذلك لتحقيق أقصى درجات الاكتفاء الذاتي و زيادة العائد من الصادرات هذه الأهداف يتطلب من الدولة دعم شامل للقطاع الزراعي في عدة مجالات منها زيادة مساحة الاراضي الزراعية و توسيع نطاق الزراعة عن طريق استصلاح الاراضي و شمولها بالحصة المائية وُتوزيعها على الفلاحين و تقديم الدعم للجمعيات الفلاحية وًتشجيعهم لاستغلال الراضي الشاسعة بزراعتها و الاستفادة من خيراتها .

على نقيض ما ذكر نجد ان الهيئة الوطنية للاستثمار  تعلن مفاجأة كبيرة و سابقة خطيرة حيث أعلنت بتاريخ 2021/6/15 موافقة مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية على انشاء مشروع استثماري على مساحة تقدر ( 106 ) الف دونم من حزام بغداد لإنشاء اكبر مشروع استثماري ( انشاء مدينة الرفيل ) عاصمة ادارية مساندة و موازية لمثيلاتها في دول الجوار .

و اضافت الهيئة انه قد تم إعداد التصاميم لمشروع الرفيل من قبل شركة  CH2M Hil  الامريكية و ان المشروع سينفذ على اربعة مراحل تتضمن المرحلة الاولى بناء مجمعات سكنية و تعليمية و خدمية و ترفيهية  ، اما المرحلة الثانية فتتضمن طرح مشاريع صناعية لوجستية خدمية مجاورة لمطار بغداد الدولي ، اما المرحلة الثالثة تتضمن طرح مشاريع زراعية غذائية و المرحلة الرابعة فقط حددت مكانها شمال منطقة ابو غريب دون الإفصاح عّن نوع المشاريع التي سوف تنجز عليها .

بينما اعتبر سياسين وًناشطين اختيار منطقة زراعية مأهولة بالسكان من شأنه سيترتب عليها تهجير اهل تلك المناطق و تغير في التركيبة السكانية بالكامل بينما توجد هناك الاف الهكتارات من الاراضي القاحلة و الغير مسكونة مجاورة لها مما ينطوي تنفيذ مثل هكذا مشروع على دوافع غير معروفة او ربما دوافع سياسية تصب في مصلحة جهات اخرى . 

فيما اكد مواطنون من أهالي المنطقة انهم يعيشون على تلك الاراضي من مئات السنين و لا يملكون مكان اخر للعيش فيه كبديل وًيتسألون عن سبب اختيار أراضيهم الخصبة لبناء مجمعات سكنية عليها و ترك الاراضي المجاورة الجرداء و الفاراغة و التي تصلح لان تكون اكبر مجمعات سكنية بدل اختيار أراضي زراعية مهمة وًمسكونة لتهجير اَهلها و إقامة مشروع سكني لا يصب في خدمة المنطقة و المواطن .. حيث يبلغ عدد سكان هذه المنطقة ( حزام بغداد ) اكثر من مليون و نصف نسمة و تشمل عدة مناطق ( ابو غريب ، الطارمية ، التاجي ، الرضوانية ، اليوسفية ، جسر ديالى ) حيث تعتبر هذه المناطق من اخصب مناطق حزام بغداد . 

و اكد خبراء البيئة في حال تنفيذ المشروع ستظهر مشاكل بيئية ضارة بسبب استبدال الاراضي الزراعية بتشييد المباني و الطرق و المنشأت و المجمعات السكنية ، احداث تغيير سكاني بتهجير السكان المحليين و استبدالهم بآخرين يسكنون تلك المجمعات ، محاصرة مطار بغداد الدولي بالبنايات و المجمعات السكنية مما سيضطر  سلطة المطار بنقل المطار لموقع اخر بديل .

الغريب في الامر الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد 2003 لم تفكر ببناء مجمعات سكنية متعددة لاحتواء التوسع السكاني ليس في بغداد فحسب بل في جميع محافظات العراق على العكس تماما حيث تم تدمير خمس مدن عند دخول داعش لتلك المدن و لم تشهد إعمار و اعادة بنائها الا ما ندر و هناك الاف الاسر تسكن في عشوائيات و مخيمات و تحت الانقاض و لم توضع خطة او سياسة لاحتواء تلك الاسر ببناء مجمعات سكنية تقيهم حر الصيف و برد الشتاء .. و فجأة .. فجأة  نصحى على خبر بناء عاصمة جديدة اخرى بحجة التنامي السكاني في بغداد و امتصاص الانفجار السكاني مما اضطر هيئة الاستثمار بالتفكير بناء مدينة (الرفيل ) المثيرة للجدل ... يا للعجب !!!


إرسال تعليق

0 تعليقات