ما بين السطور

مشاهدات



موفق الخطاب 


للأسف الشديد نحن  أمة إقرأ لكنها لا تقرأ !! 

وهنا أشدد على ضرورة تنمية العقل والادراك ومتابعة النشئ وغرس القيم الصحيحة فيهم وعدم تركهم ليكونوا فريسة سهلة بيد أبالسة الإنس. 

وأقول: 

إقرأ ثم إقرأ وإطلع وشاهد لكن حذاري من أن تكون مكبا للنفايات حاشاكم ولكل ماهب ودب من الأفكار وكل ما يبث وينشر. وحذاري من أن يتم تعطيل فكركم وتحييدكم ، فليس كل ما تقرأونه وتشاهدونه  صحيحا وهادفا ، وعليكم بالإستفسار والإستئناس بالثقاة ثم التأني في إقتناء او تحميل أي كتاب يرشدكم اليه من ليس له فكر متزن وخاصة تلك الإصدارات التي تتناول التاريخ والرموز والشخصيات والأحداث وكذلك التي تتناول السلوكيات والأخلاق والقيم وعادات المجتمعات . 

ففيهم من يهدف لتفكيك منظومة الأخلاق ومحاكاة الغرب واقتباس السيئ منه، ومنهم من يهدف لتشويه التاريخ وضرب الدين والعقائد وهز مكانة  الرسل والأنبياء ، وآخر من يحرض على الخروج على الدول والحكام والحث على تكفير المجتمع وتغييره ليتطور إلى ممارسة الإرهاب وبكل أشكاله وبطرق شيطانية، متخفيا بعباءة نصرة الدين ومستشهدا  بآيات الجهاد والشهادة كما حدث وأن أبتليت طبقة عريضة من الشباب وإنزلقوا بعدها في أتون  تنظيمات إرهابية وتكفيرية فدمروا بلدانهم وازهقوا ارواحهم ، ثم ما لبث أولئك الضالون المضلون أن تبرأوا مما قالوا وانسلخوا مما أفتوا، لكن بعد أن إحترق الأخضر واليابس ! . 

وآخر من  يتناول بقلمه روايات مشوقه يستهدف بها طبقة المراهقين لينفذ سمومه فيهم و ليسلخهم عن بيئتهم  إما بغرس قيم الانحلال تحت مسمى الحرية أو بغرس الكراهية والعزلة ثم العنف الأسرى والمجتمعي ليحدث تصدع وتفكك من الصعب احتوائه .

واخطر تلك الكتب والمقاطع قاطبة تلك التي تؤجج الطائفية وتؤسس لفكرة الولاء للطائفة وللمرجع والمرشد والإمام مع احترامنا الشديد لمنزلتهم  لكن ربما احدهم قد وصل إلى درجة الخرف والزهايمر وهو مغيب عن الحياة وتسارع تقلباتها و هو متخف  ولا يكاد يبين، وأعظم ما لديه من مصادر هي كتب صفراء قد عاف عليها الزمن لا تتماشى مع ديناميكية الحياة، دون تفعيل للعقل من اتباعه ومقلديه، وهنا الطامة الكبرى عندما يركنوا عقلهم جانبا ويهرولون خلفهم كالقطيع وجعل كلامهم وإفتائهم بمنزلة كلام الرب وكل ذلك على حساب الإنسانية والقيم و الوطن ..

وأخيرا سادتي فمعارض الكتب ومواقع التواصل الاجتماعي تغص بالكثير من تلك الإصدارات  والمقاطع، فلا يغرنكم أنها طبعت في دار النشر الشهيرة ولا أنها تحمل اسم المؤلف القدير ولا العنوان البراق، فدور النشر هدفها الربح والمزيد من الطبعات والمبيعات، والمؤلف هدفه بث فكره وفكر من يدعمه ثم الشهرة وقبض اتعابه .

وأخيرا فأنت المسكين الذي يتم استهداف جيبه وسرقة وقته وتسميم فكره وتهيأته ليكون قنبلة موقوتة أو معول هدم في المجتمع...

فالحذر الحذر..

إرسال تعليق

0 تعليقات