قبل ان نتظاهر ؟

مشاهدات



د . غيث الالوسي


تتصاعد الدعوات يوماً بعد يوم من أجل ان يتحشد العراقيون للقيام بتظاهرات كبري ينشدون الآمال في التخلص من نظام بني على الفساد والمحاصصة والظلم والقتل والتغييب وتدمير المجتمع وحرمانه من ادنى حقوقه الأنسانيه . 


بموجب معادلات الحراك الجماهيري التي اعمدتها التكاملية الثلاث شعب ، حكومة فاسدة ، مطالب وحقوق التي تتكامل جلياً في العراق وتكتمل اضلاع المثلث الذي يفضي الى الصيرورة المنطقيه للثورة ولكن هنا يجب ان يكون الحراك مخططاً وواعياً خصوصاً بعد ثلاثة أعوام من التظاهر وتقديم القرابين من شباب العراق على بوابة الحرية التي لم نفلح في فتحها ومن أولويات تلك الخطط هو تحديد الهدف والأجماع الجماهيري عليه وعدم تبني اهداف مرحليه هلامية غير واضحة الحدود . فأسقاط النظام كهدف له مسارات تختلف عن اصلاح النظام والقبول بأسسه وهيكلته البنيويه وتوخي المشاركة بالأنتخابات كهدف ايضاً له مسارات وخطوات تختلف عن الأهداف السابقه والأمر الحيوي الثاني هو وحدة الهدف وعدم الأنقسام  لأن تعدد الأهداف يفضي الى الانقسام والتفتيت وهو ما حدث سابقاً حينما دخل الصدريون بشعارات واهداف مختلفه وهي اصلاح النظام كونهم جزء من خارطته السياسيه .


بعد ان نوحد الهدف / الأهداف يجب ان نعي ان الحراك الجماهيري هو معركة بين طرفان الشعب والحكومة مهما حاول البعض من تزويقها والعكس صحيح فالحكومة ايضاً تضع المتظاهرين في تصنيف العداوة ولذلك نلمس خبث وخطورة الخطط والإجراءات التي تتخذها لمكافحة التظاهر ومن هذا المنطلق ينبغي ان نؤسس لقائمة الأعداء بكل شفافية ومصداقيه فالحكومة وهنا اقصد السلطة التنفيذيه هي عدو والسلطة التشريعية أي البرلمان هو عدو والرئاسة عدو والقوات المسلحة التي تدافع عن الفاسدين ومصالحهم هم عدو والاعلام المسيس هو عدو وهكذا كي نضع خطط مجابهه لكل عدو طبقاً لنظرية النوايا والامكانيات .


شكل المالكي في فترته الرئاسية الأولى لواء خاص سماه لواء بغداد تطور بعدها ليصبح فرقة تسمى الفرقة الخاصة واجبها الدفاع عن المنطقة الخضراء ، هذه الفرقة ترتبط برئاسة الوزراء حصراً وشكلت من مناطق بعينها ومن الضباط والمراتب الدمج ومن الميليشيات الولائيه، هذه الفرقة في زمن الكاظمي تم تغيير قائدها والمجيء بقيادة جديدة عرفت بخضوعها التام للميليشيات واي خيط له نهايات في سفارة ايران التي تتولى حمايتها ، هذه الفرقة اعدت الخطط لمكافحة ومجابهة المتظاهرين وزرعت ساحة التحرير بمئات المندسين من أصحاب البسطيات والاكشاك وسواقي التك تك وتم تأسيس غرفة عمليات مشتركة من الميليشيات الولائية والفرقة الخاصة واجبها مكافحة المتظاهرين فالمجيء بقائد عسكري معلوم الولاء سبق وان حول الكلية العسكرية الى بؤرة طائفية وادخل طبخ القدور في الكلية كمراسيم سنوية في عاشوراء وابتدع ترديد القسم للتخرج في الأضرحه وعليه ما عليه من تاريخ مؤسف في الفساد ليس صدفة ، ومن يحمي سفارة ايران من البديهي ان يكون مختوماً بالشمع الأحمر للولاية هذه الفرقة هي العدو المواجه الأول للمتظاهرين ويجب ان يكونوا اكثر وعياً لمجابهة هذا التهديد وتفويت الفرصة امامها سواء كان بالأستفزاز والاثارة او بالمخادعة والتضليل كذريعة لزهق الأرواح وكما صرح قبل أيام احد اقطاب العملية السياسية ( ليس هناك طرف ثالث ، هناك قوات حكومية تصدت لمثيري الشغب ) ، التظاهرات السابقة كانت مسلحه بعنصر المباغته وكان ذلك احد عوامل قوتها اما المظاهرات القادمة فهي معلومة المكان والزمان والحجم وقد اعدت لها الخطط للمواجهه من قبل فريق تخطيط عراقي إيراني مشترك وبمزاوجة ميدانية بين التجربتين الإيرانية واللبنانية في التصدي للمتظاهرين .


خلاصة القول ان الثورة يجب ان تكون موحدة الهدف وتمضي متماسكة وان تحدد الأهداف من الثورة وتحدد العدو وتصمم خطط مواجهته حتى النصر .


إرسال تعليق

0 تعليقات