علمتني السلفية

مشاهدات



عبد المنعم إسماعيل 


"الثبات والمراجعات"


من لم يدرك استشراف من كَتَبَ واقعنا المعاصر قبل ثلاث  عقود من الزمن كاملة وقبل كل شيء من لم يحسن فهم العلاقة بين السنن كما بينها القرآن الكريم والسنة النبوية وكتابات ابن القيم في مدارج السالكين وابن خلدون ثم أسس من وهم القفز على السنن دروباً وإن شئت قلت سراباً عاش ملازماً للتخبط والتيه حتى ينتبه.

لن يكون الباطل حقاً في يوم من الأيام ولن يكون الإستعجال علاجاً فعالاً لباطل مترسخ في النفوس.

التغيير الهادئ البطيء الأكيد المفعول أفضل من الآليات التي ظاهرها وَهْم التمكين لشبه الحق فيكون المآل إعادة إنتاج يقين الباطل المخالف.

عاى مدى التاريخ  كانت الألسن الحداد سيوفاً بتارة في عِرْضِ العلماء والدعاة المصلحين فعجز الطائفيون عن فهم مرادهم ونجحوا تمام النجاح في مهمة اسقاطهم من عيون أتباعهم الغوغاء وأنصارهم من الدهماء

بمرور الزمن تعود بوصلة القوم الى مكانها الصحيح فلا تجد إلا حتمية العودة للحلول التي قالها من جعلوهم خصوماً قبل الأزمة وقبل التضحيات ولكن هل يذهب الكبر والهوى بصاحبه الى نصرٍ أو نجاة أبداً ؟!!!

المسلم العاقل لا يشمت ابداً بل يعتبر ويعيد ترتيب خريطة مفاهيمه بمرور الزمن فلا يجعل الباطل حقاً ولا الحق باطلاً ولكن يدرك آليات المدافعة لشر لا يأتي بِشَرّيَن هكذا الأمر اذا صلحت النوايا.

لن نجعل من الجماهير حراساً لأهوائنا.

سوف نتراجع بعز قبل ان نبكي على ضحايا لمجرد توالي الكربلائيات .

لن نكون سبباً في كارثة للفرد والوطن والأمة أبدا .

سوف نجعل من فهم التاريخ أداة لاصلاح الواقع وسوف نستشرف المستقبل حتى لا نكون فريسة سهلة على موائد المخالفين لنا.

صحبة الغلو شؤم وهجر العلماء لؤم وملازمة الكذب عار والرهان على الوهم خيبة وحسرة متوالية النتائج وفي النهاية لم ولن تجاملنا السنن الربانية.


 "أدب الثبات والتنوع" 


نحن لاننتظر أن نرى العصمة في العَالِم او الشيخ او الداعية أو المصلح بين الناس.

لكن لن ندافع عن خطأ ظهر الإجماع على كونه خلل.

رغم ضعفنا ندرك تمام الإدراك أن طلب الكمال في الزمان الغير كامل والعقول المصاحبة للخلل درب من المستحيل بل تسديد ومقاربة.

إشعال الحروب الكلامية على النقير والقطمير من قضايا الخلاف مفتاح لاستعجال التبع من أوسع أبوابه.

نحن نعلم أنه من مواقف الخلل تتكون الخبرات المتراكمة ومنها تتكون الرؤية الاستشرافية للمستقبل شرط التحرر من احادية الرؤية والاستسلام للقيادة الطائفية التي تجعل الجماهير بين يديها كالميت بين يدي المغسل.

الإلتزام  بالقرارات الخاطئة يُعَدْ حراسة  لحقوق الملكية الفكرية التي يتعامل بها القادة الطائفيين

مع أتباعهم الغرقى في تيه الطائفية واستغراق مرفوض عند أهل العقل والحكمة.

نحن نحب العَالِم او المذهب او ال ٠٠٠٠٠٠٠لكن محبتنا للحق أقوى وأحب الى قلوبنا منه ونرد على خطأ لكن لاننسى مفردات الحق الموجودة معه.

حين نستشرف المستقبل في قضية أو قضايا معتمدين على سعة التنوع في الرؤية فلا نحجر واسعاً ولا نختذل الإيمان في من وافقنا خاصة في منعطفات المتغيرات السياسية القابلة للتغير تبعاً للمعطيات او الفرص والتهديدات بالمصطلح الإداري المعروف الذي يجهله  البعض فيطعن لسطحية فكره ويسب لسوء تربيته.

..

إرسال تعليق

0 تعليقات