المرأة وصراع الأزمات

مشاهدات



سحر صلاح الخزاعي



تجتاح الدول العديد من الأزمات خصوصا تلك الأزمات الناتجة من الحروب وبشكل تلقائي تتوزع تأثيرات تلك الحروب على تشكيلات المجتمع وبشكل متفاوت مثلما تتوزع الأدوار من اجل تجاوز تلك المراحل الحرجة في حياة الشعوب.

تلقي الحروب التي تنشب بين الدول او المشاكل الأمنية داخليا نتيجة الاضطرابات او مايمكن تسميته بالحروب الداخلية على جميع افراد المجتمع فبينما تكون حصة الرجال مهمات قتالية فإن المرأة تتحمل وزرا مضاعفا يتمثل بمسؤولياتها في إدارة شؤون الأسر والأطفال وهنا تقع الحياة بأحمالها و اثقالاها على كاهل المرأة والتي تجد نفسها متفردة بمهام كبيرة واعباء اقتصادية تتطلب الكثير من الصبر والعمل لتجاوزها والخروج من تلك الأزمات بأقل الخسائر الأجتماعية.

هنا لايقتصر دور المرأة على منع التفكك الأسري والذي يمكن ان يكون هو نتاج غياب سلطة الأب وخصوصا في المجتمعات الشرقية بل يلاحظ انها ستتحمل اعباء اكثر تتعلق بمنظومة اقتصادية تحتاج الى عمل كبير .

ومن هنا تتصاعد عند المرأة هواجس الخوف من المستقبل خصوصا إذا مافقدت المرأة زوجها نتيجة تلك الحروب لتجد نفسها أمام مهمات تحتاج الى تهيئة فكرية ونفسية وإجتماعية وأقتصادية وتربوية وهذه المهمات تزداد صعوبة في الممارسة في المجتمعات الشرقية المنغلقة على نفسها والتي تجد في حدود امكانيات المرأة لاتتجاوز حدود المربية المنزلية.

هذا الوضع يخلق صراعا نفسيا محتدما ويلقي باعبائه على طبيعة المرأة وتكوينها ونفسيتها وهي تواجه مجتمعا متناقضا بين النظرة والسلوك .

لذلك نجد إن ضحايا الحروب أو اضطرابات يزدادون يوما بعد اخر في هذه المجتمعات وأكثرهم تأثيرا هي المرأة التي تجد نفسها وجها لوجه أمام تحديات جسام قل نظيرها.

هذه المؤثرات يمكن ان تنتح لنا امرأة مضطربة تفقد قدرتها ان تكون عنصرا منتجا حقيقيا ورغم كل ذلك اثبتت التجارب إن المرأة بشكل عام لديها طاقة غير محدودة لتحمل تلك التبعات ولتجاوز تلك الأزمات وربما لديها القدرة على ادارة وتجاوز تلك الأزمات اكثر من الرجال رغم محدودية مساحة الحلول أمامها.

لكن كل تلك القدرات لايمنع من وقوعها ضحية لأضطرابات نفسية هي نتاج تعقيدات الحروب مما يستوجب وجود تنظيمات تخص شؤون المرأة تعمل بشكل دائب من اجل مساعدة النساء لتجاوز مايحصل من ازمات في مجتمعاتهن 

وتلك مسؤولية الدولة أولا فالسياسة الخاطئة المتخبطة التي تخلق الصراعات والحروب عليها تقع مسؤولية معالجة سلبياتها ونتائجها الكارثية للمحافظة على الأطار الصحيح للمجتمع.

إرسال تعليق

0 تعليقات