نضال ايليا
تنتشر في الوقت الحاضر ظاهرة التدخين بكافة انواعها بين الفتيات في سن المراهقة ومن مراحل المتوسطة والثانوية وحتى الشابات ذات العمر الغض، ولا يوجد مكان خالي من هذه الظاهرة غير المحببة والتي اتخذت منأى آخر تحولت الى حالة من الادمان والتباهي والفخر بها.
تعتبر بعض الفتيات أن ظاهرة التدخين مساواة مع الشباب الذكور ومنافسة وتقليد لما يفعلونه، أو الشعور بالتمرد على القيم والعادات، أو القوة وأثبات الوجود وابراز شخصيتها بالتقليد لبعض النساء المشهورات كشخصية فنية أو سياسية أو اجتماعية .
ومع ظهور عصر العولمة والتكنلوجيا الحديثة ووجود الفضائيات والانترنيت، ومنح الثقة من قبل الاهل للفتيات دون قيود ونصائح لممارسة الحرية بصورة صحيحة ومنح الحرية المطلقة وعدم متابعة الاهل لابنائهم وخاصة من هم في سن المراهقة وتشجيعهم على تناول الاركيلة في المقاهي والمطاعم والنوادي باعتباره نوع من التحضر والحياة العصرية متغاضين عن نتائجها المستقبلية والسلبية واضرارها، أو التهاون والاهمال في تربية الابناء لانشغال الوالدين بأمور الحياة، كما أن معاشرة الفتيات لأصدقاء السوء أثر بالغ لانتشار الظاهرة والتباهي بها أو ما تسميه البعض ( برستيج) الوقت الحاضر، كما أن الضغوطات النفسية في البيت أو العمل أو التعرض لأزمة عاطفية، اضافة للظروف الصعبة والتي يمر بها البلد ونتيجة الانتقال من مكان لآخر والاختلاط مع ناس تختلف اخلاقهم وعاداتهم عن مجتمعاتنا .
كل هذه الاسباب تخلق جو مساعد وفرصة لممارسة عادة التدخين بأنواعها للفتيات دون الوعي بمضار التدخين وتأثيراته السلبية على الحالة النفسية والبدنية بعيداً عن مراقبة الأهل والمؤسسات التربوية، أو قد تكون بعض الاحيان تشجيع من الاهل والمقربين ودفعهم للتدخين وبالاخص تدخين الاركيلة وهذا خطأ فادح يرتكب بحقهم يؤدي الى هلاكهم وضياع مستقبلهم .
أن ممارسة عادة التدخين موجودة في دول العالم، فقد ذكرت احصائيات أن نسبة التدخين في أحدى المدارس 27% بين طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية، بينما بلغت نسبة المدخنات بين الجامعات 16% فيما 30% يدخنون لمجرد التقليد والتباهي، وقد بلغت نسبة التدخين بين طلبة المدارس نسب كبيرة من طلاب المدارس الثانوية بينما تقابلها 11.9 % نسبة التدخين لدى طالبات نفس المرحلة.
لذا يجب أن تعي الفتيات المدخنات بما ينتظرهم من خطر محدق نتيجة تدخينهم للسجائر والاركيلة يؤدي الاضرار بصحتهم وبهتان انوثتهم، فالانوثة اشراقة لوجهك الجميل والذي سيغيب بين سحاب من الدخان والسموم وبالتالي سيؤثر على لون شفاهك ونظارة وجهكي والتي بمرور الزمن ستتحول الى بشرة باهتة تظهر عليها التجاعيد مبكراً .
بالاضافة لاضرار اخرى يسببها التدخين الا وهي سرطان الرئة والحنجرة والامراض القلبية المختلفة وارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب أكثر من المعتاد وزيادة نسبة الكلسترول في الدم، وللفم نصيب من اضرار التدخين كالرائحة الكريهة المنبعثة من الفم بسبب تسوس الاسنان والتهاب اللثة، وتعرض الفم لسرطان الشفة واللسان، كما يصيب الجسم النحول والتعب لتأثير التدخين على الاعصاب والجهاز العصبي ويؤدي بالتالي الى اضعاف الذاكرة، ويؤثر التدخين حسب ما ذكره احد الاخصائيين بضعف الجهاز التناسلي لدى المراة المدخنة وقد يكون سبب في عدم الحمل والانجاب أو تأخره ، وقد يصاب جنين المراة الحامل المدخنة بالتشوهات الخلقية وتقل مناعته لمقاومة الامراض .
لذا يجب على الوالدان وخاصة الامهات مراقبة فتياتهن وعدم تركهن يتصرفن بحرية مطلقة، وعلى الأم التقرب من ابنتها والاصغاء لمشاكلها لتتمكن من حلها قبل استفحالها بمشاكل اكبر تؤدي بها الى الهاوية، وأن تكون لها صمام الأمان الذي يحميها من المؤثرات الخارجية.
وعلى الفتيات الابتعاد عن آفة التدخين التي تفقدها نضارتها وانوثتها وتسبب لها الامراض المزمنة، بالاضافة لنظرة الشباب السلبية للفتاة المدخنة ونعتها بالمسترجلة وفاقدة الانوثة، كذلك ابتعاد زميلاتها في الدراسة والمجتمع بسبب رائحتها غير المقبولة نتيجة امتلاء جسمها وملابسها بدخان الذي يغلفها من جميع النواحي.
فاحذري ايتها الشابة المفعمة بالحيوية وابتعدي عن التدخين بانواعه لأنه آفة تفتك بك مستقبلاً وتبعدك عن المجتمع، فاستبدلي التدخين بما ينفعك واشغلي وقتكي بالنشاطات الرياضية والتي تعيد النضارة لبشرتك والحيوية لجسدك، حاول المشاركة في النشاطات الاجتماعية والترفيهية مع زميلاتك في الدراسة أو خارجها والذين يتميزون بالاخلاق العالية، اشغلي وقتكي بقراءة الكتب المختلفة والقصص، او مارسي الاعمال التي تدر عليك بالربح والمنفعة وستجعلك بالتاكيد انسانة سعيدة، وبهذا ستنظفين جسمك من آثار التدخين ومخاطره وتنعمين بحياة جميلة وتستنشقين هواء نظيف لا يعلوه سحب الدخان الخانق، والتي ستؤثر على حياتك المستقبلية، ولاتحاولي تقليد الغير بما هو ضار بل بما هو نافع، ولا تجعلي من الظروف المحيطة والتأثيرات النفسية سبب في تدمير حياتك بالتوجه لعدوى التدخين .
0 تعليقات