باقات شذر وأزاهير

مشاهدات

 


وداد فرحان- سدني

 

 عندما تورق الأشجار، وتتفتح البراعم، ويفوح عطر القداح وتبتسم الأزاهير بألوانها التي تسرق النظر، فان ربيع عيدها قد بدأ.

تنحني السنابل تبجيلا لها. غصنا تداعبه النسائم، يتمايل بحنان لكنه لا ينكسر.

المرأة هي الحب في زمن الكراهية، وهي الابتسامة في شدة الحزن، والصبر في أوقات العذابات.

وللنهوض بها نجفف فيض دموع أساها، ونزيل الألم الذي يعتصر قلبها المرهف، وهي تصارع رياح التعصب، وتعيش الحرمان في بلدان أغرقها الخالق بالخيرات.

لنهبّ من أجلها، ونجتهد للارتقاء بها، ونمنحها ما تستحق من أوسمة الشرف، ونطرز أمكنتها بزخرف الحب والجمال.  

المرأة حصن المجتمع ومقياس تقدمه، وتبقى رغم نعومتها سندانا تتكسر عليه طوعا عاتيات الزمان.

واليوم نقف إجلالا، ونرسم قبلة التقدير على فنار جبين المرأة النازحة التي أثقلت همومها، مخاوف الظلام والقهر تحت وطأة الإرهاب، وننحني لمن ودعت أحبتها المنحورين على قارعة التشدد والتعصب والاختلاف وفي ساحات الحرية.

 لنحيي المرأة الرافضة لشعارات الإحباط والتهميش والعادات البالية، وهي تهتف للسلام، للعدالة، للتنوع الحضاري والتعدد الثقافي وحرية العبادات.

 لنهتف من على منصتها، نعم لمكافحة العنصرية، نعم للعلم والمعرفة وثورة التكنلوجيا التي أظهرت أقبية الدكتاتوريات وقصمت ظهر الجبابرة، نعم للمشاركة في الوطن والانتماء اليه، نعم لحرية الفكر وتقبل الاخر المختلف.  

وتبقى المرأة شمعة تذوب لتنير نياسم الحياة، تهدهد للوطن كي يغفو على أنين نايها الحزين، فقد طاله الظلم والقهر والاستبداد. باقات شذر وأزاهير لكل نساء الأرض، مزدانة بالأمل وأمنيات الوصول الى المنشود، معطرة بعبير الحب، أملا بهبوب نسمة أمل تبتسم لقادم أفضل.

إرسال تعليق

0 تعليقات