سعد الدغمان
قد لايفهم البعض معنى المصطلح، و البعض الأخر يقول وما تلك المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع، ولماذا يتحملها ، طالما أن هناك جهات هي معنية بتحمل المسؤولية تجاهه ، كالحكومة مثلاً، أو بعض المنظمات التي يسمونها (منظمات المجتمع المدني)، وهذه في بلداننا كذبة كبيرة، إن لم تكن مصدراً لنهب ثروات المجتمع أو التجسس أو حتى التأمر عليه، (وجهة نظر) لا اتهم أحداً بشيء.
المسؤولية التي نطلق عليها كما في عنوان المقال، والتي تقع على عاتق المجتمع كبيرة ، إن لم يعيها فالمجتمع ( جاهل)، يعني غير متعلم وليس بالمعنى المتعارف عليه، والجاهل (أمي) من الأمية ، ولست أعني بهذا المصطلح الحاجة الوالدة " أم رعد"، والتي هجرت من دارها، نتيجة عدم تحمل المجتمع لمسؤوليته، وسعى بجهل وراء تعاليم تصدرها جهات (جاهلة، أمية) أكثر من جهل الأشخاص الذين يتبعوها.
المسؤولية المجتمعية تختصر في ( التكاتف)، في ( التعاون) في ( محبة الأخر)، في ( التعايش السلمي) ، في كل ما يرضي الله، بصورة شفافة بعيداً عن النظريات والفلسفة والتعريفات التي يضعها الشرق والغرب لهذا المسمى أو المصطلح.
المسؤولية المجتمعية ( حب لأخيك ماتحب لنفسك)، التي أرسى لها محمد النبي العربي الصادق الآمين عليه الصلاة والسلام قبل 1442 عام، المسؤولية المجتمعية ماجاء في مأثور سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ،(لاتتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى عليكم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم).
المسؤولية المجتمعية تعني أن يكون دور مؤسسات الإعلام في تشكيل وتنمية مسؤولية المجتمع، وأن تكون فاعلة وأكثر اهتماماً بموضوع بناء الهوية الوطنية، وتحمل المسؤولية تجاه الأفراد عبر منهج يحافظ على القيم والموروث، لا أن نعلي عبر وسائل هذا الإعلام ( قديمه والجديد) قيم التفرقة والحقد والانتقام ، وطرح مواضيع وإبراز دور مؤسسات منحت ال" شرعية " التي لا تستحقها، فعاثت خراباً لتمزق نسيج المجتمع، فضاعت معها مفاهيم المسؤولية المجتمعية.
المسؤولية المجتمعية ضرورة ملحة للبناء، وليس تعميم مفردات هدامة تأتي على كل ماهو صالح ، نافع، مفيد لبناء المفاهيم الوطنية، وإعلاء شأن الوطن والمواطن،هي مفتاح الرقي عبر التسامح والتعاضد والوحدة والألفة.المسؤولية المجتمعية طريق للتآزر وليس الفرقة، هي عملية توحيد الصفوف والسعي للبناء ، وهذه تحتاج نوايا صادقة، تنبذ الطوائف والمسميات الأخرى الساعية لتفرقة المجتمع لأغراض في نفوس اصحابها ،ولا شأن ل( يعقوب) بهذا الانحطاط ( حاشاه). المسؤولية المجتمعية جوهر الإنسانية ، وجوهر الوطن، من لايستشعرها لايمكنه أن يخدم المجتمع ، أو يسعى للبناء.
ومن يأكل "عندك" ثم يمدح غيرك ، لاعلاقة له بالوطن، فمن أين تأتيه الوطنية أو المسؤولية تجاهك أو تجاه الوطن، ومن حارب مع العدو في تلك التي مضت ، من المستحيل أن يكون لك عوناً أو يدير لك شأنا، أو يرقى في تعامله ليخدمك مهما قُدم له الدعم من جهات دينية أو سياسية محلية ، أقليمية أو دولية ، هو فاقد لكل معنى خلقي ، ومن الخلق تتسامى الإنسانية، وذاك لايملكها ، فكيف يقدم لك خدمة أو للوطن.
المسؤولية المجتمعية هوية، لايملكها من اعلى طائفة، أو سلك دروب الخيانة، أو مد يده ليسرق قوت اليتامى، أو من سعى ليروج لقتل، أو يهدم القيم، أو يخالف تعاليم الله عز وجل.
المسؤولية المجتمعية ، بكل بساطة تعني ( الوطن).
0 تعليقات