العراق بين الصراع الإقليمى والدولى

مشاهدات




بقلم / هويدا دويدار 


إن هموم العالم العربى كثيرة حيث المعاناة التى تتعرض لها شعوب المنطقة العربية بكافة كل يوم مما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات التى يصبح من أهمها 

متى ستنتهى تلك المرحلة ؟

وخاصة أننا أصبحنا على شفا الهاوية من كثرة الصراعات والضغوط على أجساد أوطان تئن 

ولكن ماذا يمكن أن نصنع وليس هناك ما بأيدينا ونحن الذين نصر على البقاء متسلحين بإيماننا الوطنى أملين الحصول على العدالة والمساواة 

فمنذ مغادرة القوات الأمريكية الأراضى العراقية بدأ ما كان متوقعا من صراعات مذهبية وطائفية وهذا ما يؤكده الواقع حتى الأن 

ولكن تلك الصراعات ماهى إلا مصالح شخصية وبسط للنفوذالإجتماعى  والاستئثار بالسلطة وجباية الأموال 

ولم ينطوى على مصلحة الوطن أبداً فهو ضد مصلحة المواطن العراقى وضد مستقبله فالمحرك الأساسى هو السيطرة الطائفية وانعدام الثقة بين جميع الأطراف والعجز عن إدارة الحوار على طاولة المفاوضات لحل المشكلات والإتفاق على خطوط عريضة للإلتزام بها 

فسياسة الحكم الفردى وإقصاء الآخر وتهميش باقى الأطراف فهو أمر سيعقبه فشل ذريع إذ لابد من وضع تحالف حكومى سليما معافى لأن الأوضاع الحالية لم تكن على المستوى المطلوب مما أدى إلى زيادة معاناة المواطن العراقى المستمرة وزيادة الشعور بالإقصاء من المسؤلية وزيادة الرغبة للبحث عن سبل التواجد 

وإثبات السيطرة بشتى الطرق الممكنة مما أدى إلى زيادة التوترات وكثيرا انفلات أمنى وتكوين ميليشيا وأحزاب بعيدا عن المواطنة والمصلحة العامة 

لذلك وجد الإرهاب بابا مفتوحا على مصراعيه وأرضا خصبة بسبب الانقسامات والفتن الطائفية والميول الفكرية 

بسبب تعامل العديد من القوى  السياسية الداخلية حيث وجدها تستجيب وتتفاعل مع التدخلات إعتقادا من تلك القوى أنها تستطيع السيطرة على الوضع من خلاله والخاسر الوحيد فى تلك المعادلة هو الشعب حين لا يسود الاستقرار 

والمتابع للوضع العراقى يعلم تمام المعرفة أن الامر لا يخلو من التدخلات الخارجية التى ساهمت بشكل كبير فى ذيادة التوتر الداخلى وأن القوى المحلية لم تكن على المستوى المطلوب حيث تساهم بشكل أو بأخر فى طلب التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر 

فقد أصبح الأمر مؤلم 

لذلك لابد من بحث سبل لدعم القدرات للقوات العراقية وضرورة تجفيف منابع الارهاب وترسيخ سيادة الدولة 

فالأوضاع تتطلب فهما وإدراكا للموقف الذى تمر به الدولة وطبيعة المخاطر التى تحيط بها حيث يشكل الأمن القومى العراقى مطلبا ملحا بدرجة عالية فالعراق مسيرتها حافلة بالمشاركات فى القضايا الكبيرة فى المنطقة حيث يلعب دوراًمميزاًفالجغرافيا منحت العراق دور إقليمى مميز حيث العلاقات السياسية والدولية فكلما تصاعدت قيمتها تصاعدت المكانة السياسية 

والحال أن العراق فى مأزق كبير حيث ان أى حكومة عراقية لابد أن تجمع جميع الطوائف على طاولة المفاوضات لتشكيل الحكومة 

ونظرا للإختلاف فى الميول والانتماءات فيمكن أن يكون للبعض إرتباطات سياسية ودولية تجعلها تحصل على موارد ودعم خارجى خارج نطاق التمويل الذاتى 

والأمر الثانى التحديات الخارجية من الدول المحيطة وتدهور الحالة الأمنية فى المنطقة العربية ووجود بعض الأزمات المحورية فى الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن وخطط التقسيم التى كانت معدة للشرق الأوسط ومحاولة تحقيقها بمحاولات مستميتة 

مما أدى إلى بروز الصراعات الإقليمية ومد النفوذ داخل قطعة الشطرنج وتشجيع النزاعات والدعوات الإنفصالية 

فهو الدور الصهيونى الذى يسعى إلى تسعير النزعة  المذهبية حتى يتمكن من ضبط إيقاع المنطقة والسيطرة على على ثرواتها ومقدراتها فهو أول المؤيدين لإنفصال كردستان العراق ويؤيد بصورة أو بأخرى الغلبة الطائفية فهناك مستفيد من الحركات المسلحة 


لذلك لابد من تحرك النخبة المستنيرة وتسخير كافة الوسائل المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الإجتماعى ولابد من صحوة  لنشر الوعى للبعد عن الانقسامات والنعرات الطائفية والتحزب والإقصاء لأى فصيل 

تحقيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا )

وفرض سيادة الدولة ووقف التدخلات الخارجية وضم الجميع تحت لواء المواطنة وضرورة استمرار الحوار لحل المشكلات وفقاً لدستور يحكم الجميع ويكفل عدالة الدولة لكل أبناء الشعب العراقى وتكوين رؤية مستقبلية كاملة لحلول طويلة الأمد بدون توصيف أو تجزئ أو إشارة إلى أى انتماءات سابقة فالدعوة هنا للتخلى عن الشخصنة والنظر للعراق كوطن واحد يضم شعب عزيز إستطاع تخطى الكثير من المحن ويستطيع فى ظل وحدة واحدة  فنحن نزرع ليجنى الأبناء

إرسال تعليق

0 تعليقات