إيران قدمت أرواح الشيعة في العالم العربي مجانا لأمريكا وإسرائيل؟

مشاهدات




بقلم: الكاتب والباحث السياسي

الدكتور: أنمار نزار الدروبي...


الحق يقال أن  نظام الملالي في إيران قد أجاد فن التمثيل وكان بارعا في فهم سيكولوجية جزء لابأس به من المجتمع  الشيعي والتعامل مع مزاجه العام، حيث استطاع أن يوظف هذا الفن سياسيا، بعد أن نقله من خشبة المسرح في طهران الى أرض الواقع العربي بسيناريوهات طائفية اقتبست من الدستور الإيراني مادة مهمة جدا وهي قضية (تصدير الثورة الإيرانية). هذا ما يحصل في استراتيجيات عهد الملالي الذي يتفق معه  بعض الزعماء والقيادات وكذلك بعض رجال الدين، بيد أن هؤلاء جميعا  يتقنون أداء أدوارهم البهلوانية ومسخ من الحاشية تتقن التبجيل، إضافة لجماهير تصفق بحرارة لهذه المسرحية.

الذي يجب أن يفهمه القاريء العربي وحتى لايلهث وراء الأخبار الكاذبة والأجندات الرخيصة هو "أن ملالي إيران قد سخروا الشيعة ليفدون أمريكا وإسرائيل بأرواحهم وخاصة بسيناريو داعش الهوليودي".

 ويهتفون بكوميديا تحرير القدس لكي يشقوا صفوف العرب، ويضغطون عليهم إلى حد أن كثير من الأنظمة العربية راحت تتسابق لشراء  السلاح بمئات المليارات من الولايات المتحدة، مع أن كل المعطيات والدلائل على الأرض أثبتت بأن  العالم لم يشهد  أي تهديد إيراني ضد المصالح الأمريكية إلى ساعة كتابة هذا المقال، بل أن النظام السياسي في طهران هو من يحمي المصالح الأمريكية والإسرائيلية وتحديدا القواعد الأمريكية في المنطقة. كل هذا يقال بوضوح تحت الستار وبكامل الصراحة وتعقد عليه الصفقات وتبني استراتيجيات لمرحلة قادمة، لأن الأمريكان لايجدون حليف استراتيجي لهم أفضل من نظام طهران.

ومنذ وصول الخميني عراب السياسية الأمريكية وصاحب أيديولوجية تصدير ما يسمى (الثورة الإسلامية) إلى كرسي الحكم في طهران، والسياسة العالمية بفرعها العلاقات الدولية تشهد حالة من الجدلية الكاذبة في  التهديد والوعيد بين صقور البيت الأبيض وملالي طهران، ولكنها في الحقيقة عبارة عن ( سجال تكتيكي) لايتجاوز ضجيج  المعارك الكلامية.. تلك المعارك  التي لاتزال حبيسة ضمن دائرة الإعلام فقط، بينما الضربات الحقيقية الموجعة والمدمرة كانت ومازالت ضد الدول العربية. وبعد عام 2003 بدأت إيران سياسة تصدير ثورتها فعليا على الأرض وبدعم أمريكي لزعزعة استقرار المنطقة، فتارة تكون قضية  الشيعة والدفاع عن مظلومية الشيعة بالنسبة لحكام طهران بمثابة حصان طروادة للتدخل في الدول العربية، حيث زجت بشيعة المنطقة في حروب مع أبناء جلدتهم مثل حزب الله في لبنان وسوريا والحوثيين في اليمن والميليشيات الولائية في العراق، ومن ثم فقد قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب العربي من جميع الطوائف والمذاهب والقوميات، وسيستمر الدم العربي ينزف خدمة للقومية الفارسية. وتارة تكون قضية القاعدة وداعش والجماعات الراديكالية الأخرى هي الضوء الأخضر للدفع بشباب الشيعة للقتال فداء للحليف الاستراتيجي الأمريكي.

ونتيجة لهذه المسرحية التراجيدية فقد حكمت علينا إيران بالشقاء الأبدي، وأن تبتلي شعوبنا بفايروس تصدير الثورة الإيرانية، بعد أن نجح صانع القرار السياسي في إيران ( خامنئي ) من تحنيط ودفن كل عروبي أصيل في تابوت ولاية الفقيه المرصع بالطائفية، وبالتالي فهم تمكنوا من تدمير مفهوم المواطنة لدى شريحة كبيرة ونقل الإنتماء إلى جغرافية الطائفة بدلا من الأرض. وبذلك تكون إيران قد نجحت في تنفيذ الخطة الماسونية.


إرسال تعليق

0 تعليقات