الكهرباء والسمكة الملوثة

مشاهدات



سحبان فيصل محجوب 


قبل سنة احتلال العراق ٢٠٠٣ كانت مائدة السمك المشوي (المسگوف) في إحدى الدعوات الرسمية سبباً في إيقاع عقوبات قاسية بالعديد من المعنيين المسؤولين عن توليد الطاقة الكهربائية في إحدى المواقع داخل العاصمة بغداد، حصل هذا عندما اكتشف أحد المدعوين إلى هذه المائدة رائحة نفطية علقت بأنفه أثناء تناوله لقطعة من السمك المقدم له في الدعوة، على اثر ذلك بدأ التحري عن سبب ذلك فبدأت رحلة التحقق من مطبخ السمك حتى انتهت عند حافة نهر دجلة القريبة من أحد مواقع محطات توليد الطاقة الكهربائية العاملة .

اكتشف الفريق المكلف بالتحري مواد نفطية كانت قد تسربت من أحد خزانات الوقود في محطة التوليد الى مجرى مياه النهر، لم تجد دفوعات وزارة الصناعة والمعادن كلها نفعاً حيث كان قطاع الكهرباء يتبعها، آنذاك، والتي قدمها ممثل هذه الوزارة أمام رئيس اللجنة المركزية للبيئة (وزير الصحة) وأعضائها (ممثلي العديد من الوزارات التي لها علاقة بجوانب البيئة والمحافظة عليها) فقد عدّت هذه الحالة خرقاً خطيراً لشروط البيئة الآمنة .

على إثر ذلك كانت التوصية بمعاقبة المسؤولين عن حدوث هذا التسرب في هذه المحطة مع تنظيم زيارات متوالية من قبل فرق المراقبة، استمرت هذه الفرق في مداهماتها الفجائية لمواقع محطات التوليد المحاذية لمجرى الانهار في عموم العراق الى سنة الاحتلال ٢٠٠٣، كرست المحطات اهتماماتها لضمان عدم تسرب أية مواد ملوثة من مواقعها ومعالجة ما يسبب ذلك بالوسائل المناسبة.

مهندس استشاري

إرسال تعليق

0 تعليقات