محمود الجاف
مُذ ان تُدرك وتفهم الحياة تبدأ الاهتمام بالآخرين . المُحيطين بك او الاصدقاء والاقارب ثم اقرانك في الحارة واللعب او المدرسة حتى تصل الى مفترق الطريق الذي وصلنا اليه جميعا وتكتشف انك كنت واهماً وعلى خطأ . نعم كلنا كنا واهمون الا المغفل الذي عشق الخرافة والخيال وارتضى لنفسه ان يكون إمعة واداة سيكتب على شهادة وفاته عاش ومات عبدا لغير الله . فالاهتمام والعناية يجب ان تكون لأنفسنا اولا ثم الاخرين وليس العكس كما علمتنا الافلام والمسلسلات او ما غرسه في عقولنا السياسيين حتى نهرول الى الموت بسعادة من اجل ان تكبر كروشهم ومؤخرات اولادهم ويُزينُ اذرع نسائهم الذهب والماس ونترك ذريتنا حفاة عراة ... لقد فهمنا التضحية والايثار خطأً فأعطينا كل شيء من اجل لاشيء . ارواحنا من اجل التافهين واعمارنا من اجل الكذابين وقلوبنا من اجل من احبوا المال والجاه او المناصب . ثم تبين اننا مخدوعون ولكن . كيف نعيد الزمان ؟
احببتها حتى افنيت عمرك او أحبتهُ حتى ذاب عقلها وروحها وجسدها من اجله وفيه ثم ماذا ؟ تخلى عنك وانت في بحر متلاطم الامواج مُدعياً انه لايجيد السباحة . حتى لم يصرخ ان قلبي في البحر انجدوه . ولم ارى دموع عينيه او لوعته عليَّ ولا اشارات يديه وهو يرى اليأس يُقلبني كالقشة في مهب الريح . وعندما عجز البشر تدخل القدر . كأنهُ يريد ان يقول انك اعطيت عمرك لغيري ونسيتني ولكنني اليوم لن انساك . حتى تُصبح على يقين الا حقيقة سواي ... كثيرة هي الامثلة لو تجولتم الان في عالم الذاكرة او حولكم سترون صورها او آثارها او مخلفاتها في وجوه المحيطين بكم . اكثر الناس هم ضحايا الحُب والعاطفة والطيبة والصدق . امٌ خُدعت او اب . او اخٌ او اخت او صديق كان يظنه السند وقت الضيق ولكنهُ تركهُ على قارعة الطريق .
كل ذلك لأنك تَركت ( انت ) وركزت ( عليهم ) هاتان الكلمتان هُما المُشكلة وفيهما الحل .
صف الان اي شخص تراه ؟
النتيجة في مُنتهى الروعة والنجاح .
لكن ماذا لو اردت منك ان تتحدث لي عنك او تخبرني من وما انت ؟
علموا اولادكم عن قيمة ومقياس كل فرد واهميتهم وما هو الايثار الحقيقي وكيف وما هي الاولويات وما حقوقنا وواجباتنا واهميتها وكيف نتصرف مع النفس والاخرين وما الذي يمكن ان نعطيه او نأخذه وكيف وكم ومتى ولماذا ؟ متى ننسحب ومتى نتقدم ونضحي وعلى من ومن اجل ماذا ؟. ماذا يعني الوطن والعم والخال والاخ الكبير او الاخت والاقارب او رجل الدين او السياسة او المسؤول او رب العمل او المدرس والاستاذ والصديق . هل نحن ملكا لهؤلاء ام ماذا ؟ ما هي حدودنا وحدودهم ؟ لا احد علمهم ذلك حتى عبدوهم حد الضياع واصبحوا في حياتهم آلهة وباتوا لا يعرفون اي قانون عليهم تنفيذه وايهم يعصونه ؟
كل شيء مقدس الا الله . رغم ان كل شيء يهرب منا الا هو . الوحيد الذي يسمعنا حين يصم الاخرين آذانهُم ويرانا عندما تعمى العيون ويُدركنا يوم لامدرك الا هو ...
اجلس مع نفسك . معك انت فقط . وابحث فيك عن الاخطاء وصوِّبها وعن الإيجابيات وطورها وحدد لك قانونا تمشي عليه واهدافا تصل اليها . عجل فان الدنيا تمضي سريعا . ويوم تقف امام المرآة وتكتشف ان العمر قد مضى لن ينفعك الندم ولن تتمكن من تحقيق احلامك . آن الاوان لتصحوا وتُرتِب رفوف قلبك وتُقيِّد مَشاعرك ولاتطلقها الا على من يستحق وبالكمية والكيف التي تراها مناسبة . عليك الاهتمام بك . انت فقط . فالسعادة مسرحية نحن من يكتب فصولها وعلينا ان نزيل كل الشوائب التي تختبأ بين الحروف ونمضي الى القمة ونحن نملأ قلوبنا بالأمل والاصرار ...
0 تعليقات