حين يمضي العمر ولا تأتي بنت السلطان ..

مشاهدات



فـرح تركـي ناصـر 


نقيض فارس الأحلام ..

فالرجال  أيضاً مواصفات  قد تكون نفسية أقرب إليها من الجمالية ..

للرجال أيضا سنوات تضيع وهو ينتظر بنت السلطان أو الأميرة في خلقها وتصرفها اللذان يتخوف من كونهما لا يتناسبان مع تقاليد عائلته أو مع طبيعته وشخصيته ..

بات

حلم السعادة مع شريكة حياة هو شيء بعيد المنال من زاوية النظر لأي شاب وهو يصدم كل يوم بفشل قصص حب قد يكون سببها أي من الطرفين ..

أو حالات انفصال وهدم لأسر بأعداد تبدو كبيرة حسبما تنشره من إحصائيات محاكم العراق شهرياً ..

حيث صار  المطلوب زوجة مثل أمي ..

كاملة المواصفات  من جمال وادب وشهادة وأستقلال مالي والشرط الأهم أن تتقبل الرجل كما هو ..

بل وتتحمل جميع عيوبه دون أن تتشكى من ذلك ..

فضلاً عن تقبل مزاجيات عائلته من والديه وأخواته وأخوته .. وأن لا تتذمر .. وتكون مطيعة ولطيفة ..

متناسياً الفوارق الهائلة ما بين العصر الذي ولدت فيه أمه والعصر الذي نشأت فيه فتاته المنشودة .. متوزعة على جميع نواحي ومفردات الحياة ..

ترى ..

لما بات الرجل يتذمر من تطور عقلية المراة وصلابتها ووقوفها في وجهه او في وجة كل من يريد النيل منها ؟!......

نحن  في عام ٢٠٢٠ ..

وحيث كلما تتطور الحياة فإنها تتعقد أكثر ... 

والدتك يا عزيزي التي تولدها من قبل خمسون عاماً من القرن الماضي نزولا الى الثمانيات 

كانت قد ولدت في زمن كانت فيه النساء أساطير في الصبر والقوة والتجلد ..

تنجز جنباً لجنب مع الرجل الكثير من الأعمال الشاقة قياساً بالوقت الحالي وما أحتواه من تطور في الكثير من الأجهزة و المعدات ..

ولكن توقف عزيزي الرجل لنكن منصفين  ما الذي تقدمه انت لزوجة تظن انه تفضيلا لها ونقله نوعية من بيت والدها إلى بيتك ؟!..

انت لا تعمل في الارض ولا تمتهن اي مهنة صعبة ..

فالوظائف والاعمال المدنية وتوسع التجارة الالكترونية جعلت من مصادر الدخل لا تتطلب اكثر من ضغطة زر ..

دون تغافل الوضع الراهن من صعوبات في إيجاد العمل ..

مما يدفع أكثر الزوجات إلى الإضطرار إلى أبتياع مصوغاتهن الذهبية من مهرهن أول الزواج .....

الارتكاز والتوازن بين المادية وبين الامور المعنوية قد فقد ولا اسعى إلى ذكر اي عينات سلبية سواءاً  كان رجلا او امراة ..

لكنها كانت سببا في غياب الامان والثقة والتخوف من ان يمر بتجربة فاشلة مثل فلان من الناس او فلانة ..

وكذلك تدخلات الاهل وفرض ارائهم ..

 قبل وبعد الزواج اننا نجد اخوة او اخوات يحشون ادمغة الاخ او الاخت بتخمينات قد يكون بريء منها الشريك وتعكس سلبا على سعادتهم الزوجية ..

 من اين تأت بشريكة لا تسمع لام او اخت او صديقة ؟!..

 إنسان يتعامل بعفوية ..

لن يتركه احد لإن خوف المحيطين به من غدر محتوم قد لا يكون له وجود في النية أصلا ..

الاسرة العراقية التي مرت بشتى الظروف وذاقت الويلات ..

مرت بتغيرات ديمغرافية وفكرية وعقائدية جعلت من الطرفان يجدان الشريك المناسب والحب والزواج بصعوبة ..

الزواج السعيد  وقدوم بنت السلطان أصبح شبه وهم ..

الظرف الأقتصادي الصعب ومتطلبات وأحلام الفتاة لعله يقف واحداً كأول الأسباب في الفشل الذي نراه اليوم في العلاقات الزوجية ..

كل هذا وغيره من الأسباب التي باتت معلومة للجميع يتطلب تنظيفاً للأفكار ..

وتلك هي مسؤولية المجتمع ••


إرسال تعليق

0 تعليقات