المختار الثقفي ... حي على القصاص

مشاهدات



علي النصير



( الحمد الله الذي ادرك لي ثأري من اعدائي وجزى الله المختار خيرا )  السلام


هو المختار بن ابي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقده بن غيره بن عوف بن ثقيف الثقفي . الاسم التعريفي يكفي لنعرف من هو هذا الاسد الثائر لقصاص قاتلي سيد شباب اهل الجنة ، وكيف قام بالثوره الشهيره الناطقة التي كانت بلسما باردا لجروح انصار محمد وال محمد الاطهار ، فكان المختار كثير الصيام شكرا لله بسبب قتله لقتلة الامام الحسين ع ، فهو خير البطولة والشجاعة والبسالة فرفع راية الثأر الخاصة بشعار يا لثارات الحسين هذا الشعار الذي ارعب كل من شارك في سفك دماء ال رسول الله ص طالبا بثأر دماء الحسين ع واهله واصحابه من زمرة بني امية في الرابع عشر من ربيع الاول سنه 66 هـ ، وقد تمكن من ثورته الكبيره ان يقص القصاص على اشهر شخصيات وقادة بني امية كـ حرملة بن كاهل الاسدي ، شمر بن ذي الجوشن ، خولي بن يزيد ، عمر بن سعد ، عبيد الله بن زياد الذي اقبل من الشام بجيشه الى العراق فأرسل اليه المختار ابراهيم بن الاشتر ليقتله في الموصل .




والد المختار كان صحابي استشهد في معركة الجسر في فتح العراق عندما كان قائدا لجيش المسلمين ، فقام بكفالة المختار عمه سعيد بن مسعود الثقفي الذي كان واليا على الكوفة ، يضاف لشجاعة المختار ايضا انه كان شديد الفطرة والذكاء وخبير بأمور الحرب والسياسة فكان يعلم بأنه سيأخذ بثار الحسين ع واهلة وذلك مما ادى الى خوف السلطات الاموية فقامت بالقاء القبض علية وزجه بسجن عبيد الله بن زياد في الكوفة وقت معركة الطف ، سبحان الله شاء القدر الالهي ان يقابل المختار في السجن بميثم التمار ذلك العبد الصالح فقال للمختار ( انك تفلت وتخرج طالبا لثائر دم الحسين ع فتقتل هذا الجبار الذي نحن في   سجنه وتطأ بقدمك هذه على جبهته وخديه ) .


للمختار عقل وافر وجواب حاضر ونفس ابيه بالسخاء وفطرة تدرك الاشياء بفراستها وحدس مصيب وسيف في الحروب مجيب فكان مقداما باسلا كالاسد ، فكان مواليا لاهل البيت ففتح بابه للشيعه المناصرين للحسين ع فتحول منزله ليكون مقرا لاخذ البيعة للامام الحسين ع فأستدعاه عبيد الله بن زياد الى مقر الاماره وعنفه في اعطاء البيعه للامام الحسين ع فضرب عين المختار بالسكين وزجه بالسجن وعندما انتهت معركة الطف توسط للمختار زوج اخته عبد الله بن عمر عند يزيد بن معاوية فأرسل يزيد رسالة الى عبيد الله يطلب منه الافراج عنه .

ابرز ماقيل عن المختار الثقفي عن اهل البيت عليهم السلام ..

* روي عن الاصبغ بن نباته قال : رأيت المختار وهو صغيرا جالس على فخذ امير المؤمنين ع وهو يمسح على رأسه ويقول : يا كيس يا كيس ، فسمي كيسان واليه عزي الكيسانيه .

*  قال الامام الباقر ع : لا تسبوا المختار فأنه قتل قتلتنا وطلب ثأرنا وزوج اراملنا وقسم فينا المال على العسرة .

* قال الامام السجاد ع : الحمد الله الذي ادرك لي ثأري من اعدائي وجزى الله المختار خيرا

* قال الامام الصادق ع : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث الينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين ع .


ابرز اقوال المختار الثقفي

* لا حول ولا قوة ألا بالله .. هذه الدنيا بكل جمالها وعضمتها سوف تنتهي يوما ما ، والشمس والنجوم ايضا سوف ينطفئ نورها والجبال الشاهقة بكل هيبتها وشموخها سوف تصبح دكا وستغور البحار وهذه الغابات الجميلة ستصبح خضرتها كأنها حمم البراكين عندها سيصبح الانسان كالنملة التي غمرها الطوفان يبحث عن مأمن له يركض ويركض باحثا يريد جنة المأوى فلا يرى ألا جسرا بينه وبين جنة ربه وهذا الجسر يمنعه من الوصول الى هذه الجنة ، انه جسر يتسع تاره ويضيق اخرى اننا نراه ملتويا تاره وتارة اخرى شديد الانزلاق انه العمري شديد الانزلاق ، اعلمو ان اعمالنا في هذه الدنيا هي التي يوم القيامة تمد هذا الجسر امامنا فتجعلة مستويا او ملتويا ، اما جسر حكام الجور فسوف يكون ادق من الشعره ويزداد انزلاقا لحضته بعد لحضة في ذلك اليوم جوارحنا تشهد على اعمالنا خيرا كانت ام شرا ولا شيئ اشد من الظلم هولا .


* اما ورب البحار والنخيل والاشجار والمهامة والقفار والملائكة والابرار والمصطفين الاخيار لاقتلن كل جبار بكل لدن وخطار ومهند بتار في جموع الانصار ليسوا بميل الاغمار ، ولا بعزل اشرار حتى اذا اقمت عمود الدين ورايت شعب صدأ المسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين وأدركت بثأر اولاد النبيين لم يكبر علي زوال الدنيا ولم احفل بالموت اذا اتى واذ كان المصير الى دار الجزاء .

* انا عازم على محاربة الرياء لان الرياء يدخل الميدان بلباس الدين والتقوى ، هو عملة ذات وجهين وجه نقش عليه اسم الله والوجه الاخر نقش عليه اسم الشيطان ، عامة الناس يرون وجه الله واهل العلم يرون وجه الشيطان ، هذا الرياء ادمى قلب امامنا علي بن ابي طالب الذي عانى من رياء المنافقين مدعي الزهد والتقوى .... واما بنعمة ربك فحدث .


خاض المختار مع المروانيين مواجهات عنيفة خلال ثمانية عشر شهرا في الشام والزبيريين في الحجاز ووجهاء الكوفة حتى قتل في 14 رمضان سنة 67 هـ ، وقد امر مصعب بن الزبير بقطع رأس المختار ونصبه على جدار مسجد الكوفة حتى ظهر الحجاج بن يوسف فأمر بأنزاله ودفنه ، نرى امتداد الوحشيه الاموية التي مثلت بسبط الرسول والان تفعل مافعله السابقون منهم بقطع رأس الابطال والتمثيل بهم فهو امر بديهي متوقع من الكفره الذين اشتروا حب المال والدنيا على حب حقيقة الرسول ص واهل بيته ، فلم يتوقف مصعب بقطع رأس المختار فقط بل طلب بكف المختار الذي اخذ ثأر ال محمد فقطعت وسمرت بمسمار الى جانب المسجد .

هنا نرا خذلان جديد اخر كما فعل اهل الكوفه عندما خذلوا الامام الحسين ع ومافعلوا بمسلم بن عقيل ، ها هم الان تركوا قائدهم المختار عندما امرهم ان يخرجوا من القصر بعدما طوق جيش مصعب بن الزبير قصر المختار فطلب منهم ان يقاتلوا حتى يقتلوا فنكروا قائدهم فقال لهم مقولته الشهيره التي اصبحت جرس يدق في اذهان الجميع ( اني خارج اليهم لمقاتلتهم حتى اقتل وان قتلوني لم تزدادوا الا ذلا وضعفا وسيتنزلونكم على حكمكم فاذا نزلتم على حكمهم دفع كل رجل منكم الى رجل منهم ممن قتلتم اباه وقريبه فيقتلونكم .

عندما قتل المختار وبقي من بقي من اصحابه في القصر وكانوا سته الاف مقاتل، فقال لهم بجير بن عبد الله المسلي ( قد اشار لكم صاحبكم بالرأي لو قبلتموا ياقوم ، انكم ان نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم ، فأخرجوا سيوفكم وقاتلوا حتى تموتوا كراما ) ، لكنهم رفضوا ايضا فالتزموا القصر واستسلموا للزبير وجيشه متوهمين بخلافة وعيشه افضل الا انهم ذبحوا جميعهم سته الاف مقاتل في ساعه واحده كالاغنام . 

هكذا انتهت هذه الثوره المباركه التي كانت بلسم جروح اهل البيت ومحبيهم اجمعين ولكنها اكيد لم تنتهي للأبد فهناك ابطال على نهج المختار رافعين شعار يالثارات الحسين فحرارة دم الحسين ع لازالت جمرا ملتهبا في قلوب عشاقه طالبين انتصار الحق ضد الطلغيان كما فعل الثقفي بثورته التي خلدها التاريخ ، فشكرا ياتاريخ لانك صنعت بطلا عربي كان ولازال اسمه يتردد في افواه المؤمنين فالسلام على الحسين والسلام على الحق والسلام على ثورة القصاص والسلام على المختار ... وحي على القصاص ..


  







إرسال تعليق

0 تعليقات