لعبة المظاهرات الخطرة

مشاهدات



عبد الحميد الصائح


فوجيء العالم أجمع بأن جميع العراقيين حكّاما ومحكومين، ضحايا وجلادين يقفون مع مظاهرات تشرين في الذكرى الأولى لانطلاقتها !! ، وتصدرت أخبارها وصور شهدائها التلفزيون الرسمي والصحافة والبيانات الحكومية .

وعلى الرغم من أن أية حالة عراقية لم تعد مفاجئة في ضوء الطرائف السياسية التي اعتادها الرأي العام الداخلي والخارجي، الا أن مايحصل من التفاف على التظاهرات العراقية المطالبة بالتغيير والاصلاح ومكافحة الفساد وعزل الفاسدين والفاشلين وانهاء توغل التدخل الخارجي في القرار السياسي والامني والاقتصادي العراقي، يشكل خطورة لايعرف المناورون حجمها ، فالحكومة متمثلة برئيسها يكرم شهداء التظاهرات الذين اعتبرهم زملاؤه في كتل سياسية محددة بالمندسين والجوكريةاشارة الى كونها مظاهرات مدفوعة من الخارجورؤساء الكتل المتهمة بالفساد يصدرون بيانات يحيون فيها ثورة تشرين !! وحملة احتفالية لتاسيس أحزاب وجماعات للدخول في انتخابات البلاد المبكرة تحمل عناوين تشرين ومطالبها !! وهي أحزاب معروف من أسسها وماهي أهدافها ، فضلا عن اللغة الفوقية التي تحدث بها حتى داعمو التظاهرات، بنصائح الشباب، تظاهروا وانضبطوا !! ، أنتم على حق ولكن تصرفكم غير لائق !! انتم أخطأتم بان سمحتم للمغرضين اختراق صفوفكم !! شهداؤكم مسؤول عنهم رئيس المخابرات الذي أصبح رئيسا للوزراء ويدعي الوقوف معكم !! وغيرها من التعابير والجمل الاستفزازية التي تهون ما قام به هؤلاء الشباب من أجل اصلاح حال جيلهم وبلادهم ، ليخرجوهم بالنتيجة بلا هدف ولا انجاز ولاجدوى من حماسهم ودمائهم ، لعبة خطرة فعلا ، تريد القول صراحة أن العراق ساحة لصراع بين طرفين ، المال والدم . المال وما يمثله من قوة وسلاح ونفوذ، والدم ومايمثله الضحايا وهم متظاهرو تشرين الذين طوّقهم أتباع الجماعات المسلحة وانتموا اليهم وتحركوا مثلما يتحركون وقالوا كما يقولون رغم اختلاف الغرض. واذا كانت اغراض واهداف من يركب موجة المظاهرات هو ابقاء ماهو كائن على ماهو عليه ، فان الهدف التشريني الوطني  هو تغيير ما هو كائن ، وهذا مالم تستطع حكومة الكاظمي  انجازه ، والسبب أنه لم يختر طريقا صريحا لمواجة الفاسدين سوى البالونات الاعلامية  واسلوب ضربات الجزاء الرياضية الاعلامية حتى الآن ، ولم يختر طريقا متوازنا بتفعيل الجانب التنموي من تفعيل الصناعات الوطنية واستثمار الكفاءات في بناء البلد عبر هذه الشركات المحلية ، في بلد ثلاثة ارباع ارضه فارغة ولااستثمارمحليا فيه. بمعنى ان الكاظمي بدعمه للتظاهرات دون تحقيق اهدافها وكانه يقول ، المظاهرات غير مفيدة في التغيير فاذا هي احتفال نحتفل معكم ، واذا هي مطالب انتظروا الى ابد الابدين ، ليضع الناس المحتجة على الاوضاع امام خيار تفعيل الدم ضد السياسة والمال ، وهو ماينذر بعواقب وخيمة. حين وقف رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي في اول مؤتمر صحفي لمخاطبة المتظاهرين ووعدهم بالتعاون مع الحكومة لتفعيل الاستثمار المحلي والانتخابات المبكرة وتشغيل الخريجين واعادة النظر بالرواتب الفلكية التي تهدر من الدولة ومراجعة الميزانية الوطنية ، كان يفترض التعاون بين الجميع لانجاز ذلك ، لا استغلال الزمن للاطاحة بكل الامال التي عقدها المتفائلون من المتظاهرين لصالح المتشائمين منهم الذين زادت حجتهم الان في أن الثورة الشعبية هي الطريق الوحيد للتغيير ، وان السؤال لماذا استبدل عبد المهدي بمصطفى الكاظمي يبقى بلا اجابة .

إرسال تعليق

0 تعليقات