ما وراء التطبيع

مشاهدات



بقلم / ابراهيم الدهش


بين فترة وأخرى يظهر مصطلح تتناقله الأوساط الإعلامية والصحفية وخاصة الوسط السياسي ومن هم يعملون تحت هذا المضمار  , البعض من يتحدث به دون أن يكون ملماً في معناه واخر من يعرف معناها جيدا ولكن يسوقه في مجال ابعد وأشمل ، الغاية من ذلك هو الميل لكفة تاركاً الكفة الأخرى ، 

ومن بين تلك .. مصطلح التطبيع 

فهو عادة يعمل في سياق العلاقة بين متناقضين ، و أغلب الأحيان يستخدم عند الاحتلال ، على سبيل المثال والرافضين لوجوده ، وهو يعني جعل العلاقة بينهما طبيعية ، في الوقت الذي تحول فيه أسباب جوهرية دون فعل ذلك .

وعليه ، فإن التطبيع يعتبر عملا خارج سياق المعقول أو العرف أو المنطق ، ولو لم يكن الأمر كذلك لما سمي الفعل تطبيعاً !! وما يستلزم وجود التطبيع هو التكافؤ بين الطرفين حتى يأخذ دلالته الصحيحة . إذ إنه فعل ثنائي الاتجاه يقوم على التكافؤ والتبادلية ،

 بينما يؤدي التطبيع الذي تنفذه أي جهة عربية أو فلسطينية دورا يسدي الخدمات في اتجاه واحد فقط ، وهو الاحتلال الإسرائيلي . 

وبطبيعة الحال فإن هذا التحليل وفي ضوء دلالتي التطبيع المشار إليهما ، وان ما تم من تطبيع بين بعض من الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي ؟ هو إشهار لعلاقات قائمة بالفعل خلف الكواليس ، أو ما كان يتم في الغرف المغلقة ومن تحت الطاولة سابقاً ، وبإشهار هذا المصطلح أو توقيع اتفاقية التطبيع  لنفس الغرض فما هو إلا تسليط الأضواء الكاشفة أمام المليء والاشهار العلني بتمتين العلاقة , وبعناوين قد تختلف عن المضمون .. وهذا بالتأكيد يوفر أفضل الظروف لبقاء الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته وحتى اليوم .

فلو تعمقنا أكثر في الموقع الذي تشغله إسرائيل وبصراحة تامة فهي علاقة بين العبد وسيده فكيف أن تصبح في ليلة وضحاها علاقة بين سيد و سيد ..أو بين رئيس و مرؤوس وتصبح بين الرؤساء . وهذا هو الواقع لا نتغافل عنه . لذلك فإن مصطلح التطبيع لا يعبر البتة عن واقع الحال ، بل يخفي خلفه جملة من الدلالات والحقائق الصارخة ، 

ولم تكن المخاوف من تبعات التطبيع فلقد تعودنا من البعض أن يكونوا رقيق في سوق نجاسة إسرائيل ..

إرسال تعليق

0 تعليقات