الدكتور مهند العزاوي*
تتحدد اليوم هوية الرئيس الأمريكي لأربع سنوات مقبلة ، بعد ان صوت أكثر من 98 مليون ناخب صوتوا مبكرا من اصل 230 مليون ناخب؛ يحق له التصويت في 50 ولاية أمريكية ، وتشير الأرقام الأولية للتصويت المبكر الى تفاعل كبير من قبل الناخبين الأمريكيين مع الحملات الانتخابية ، بالرغم من مخاوف الإصابات بفايروس كورونا ، وكذلك شهدنا الاستقطاب والتنافس الشديد بين انصار الحزبيين الديمقراطيين والجمهوريين خلال الحملات الانتخابية للمرشحين ، وبالرغم من ارتفاع اسهم جو بادين نسبيا عن دونالد ترامب في استطلاعات الراي ، الا ان الرئيس الحالي دونالد ترامب لا تزال نسبة فوزه بالرئاسة واردة حتى ان تظهر نتائج التصويت .
حسم البطاقة الرئاسية
نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقليص ارقام البطالة خلال فترة رئاسته حتى شهر فبراير 2020 بنسية 4،5 اقل عن الرقم الذي حققه سلفه أوباما، ورغم من انتقاده على التعامل مع جائحة كورونا ، وتلك نقطة حيوية استخدمها بايدن بقوة في حملاته الانتخابية ضد ترامب ، الا ان حيوية ترامب وحضوره المباشر امام ناخبيه ، وحرفية فريقه الانتخابي، قد قلصت الفارق الشعبي بينهما ، لأنه رفع معدلات الوظائف في الأشهر السبع الأخيرة ، وخلق ترامب وظائف جديدة ، مما يعزز موقعه الانتخابي كإنجاز اقتصادي يحسب له في ظل الجائحة ، لاسيما ان القطاعات النفطية والسيارات والعمال جميعها تؤيد ترامب ، وتميل القاعدة العمالية الى ترامب ، عكس القيادة العمالية الممثلة بالنقابات التي تميل الى بايدن ، وكل ما ذكرناه يتعلق بالتصويت الشعبي ، لان حسم البطاقة الرئاسية يتم من قبل المجمع الانتخابي، ويحتاج المرشح للفوز بـ 270 صوتا من أصل 538 هي مجموع أصوات المجمع الانتخابي.
الولايات المتأرجحة عاملا حاسما
تشكل أصوات الولايات المتأرجحة عاملا حاسما في خطف بطاقة الرئاسة ، وأشار موقع “The Hill”، إلى أن بايدن يتصدر في جميع الاستطلاعات الستة للناخبين بولاية ميشيغان، والتي صدرت نهاية الأسبوع ، وتتخطى نتيجته 50% في أربعة منها، كما يتقدم بايدن في جميع الاستطلاعات الخمسة للناخبين في ولاية ويسكونسن، بهوامش تتراوح بين 3 إلى إحدى 11 نقطة، ويتقدم أيضا في خمسة من ست استطلاعات رأي للناخبين في ولاية بنسلفانيا التي صدرت في اليومين الماضيين، بهوامش من 4 إلى 7 نقاط، ويتقدم أيضا ثلاثة من أربعة استطلاعات رأي للناخبين في ولاية أريزونا، وفي أربعة من ستة استطلاعات رأي في فلوريدا، وهما ولايتان جوهريتان لترامب في مسيرته نحو ولاية ثانية ، والاستثناء الوحيد هو استطلاع أجراه InsiderAdvantage ويتقدم فيه ترامب بنقطتين.
احتمالية الفوز
اذ من الصعب التكهن من هو الفائز بالبطاقة الرئاسية حتى ان تظهر نتائج التصويت ، ولو عدنا بالذاكرة الى انتخابات 2016 كانت استطلاعات الراي ترجح تقدم هيلاري كلينتون على ترامب ، وبالأخير فاز ترامب بتصويت المجمع الانتخابي رغم تفوق كلينتون بالتصويت الشعبي.
اذن هزيمة ترامب ليست محسومة بأي حال من الأحول، على ضوء استطلاعات الراي المبينة نتائجها أعلاه ، وقد نشرتها المواقع الامريكية وتداولتها مواقع التواصل وروجت لها وسائل الاعلام الداعمة لـ بايدن ، ومن الواضح أنه جائحة كورونا قد افقدت ترامب عدد من الانجازات المثبتة له رقميا قبيل الهجوم الفايروسي على العالم ، فضلا عن الانتقادات التي وجهت له حول طريقة التعامل مع الفايروس ، وارتفاع ارقام الوفيات والمصابين ، وما خلفته من أزمات اقتصادية ، اكيد ان وضع ترامب الآن لم يكن افضل مما كان عليه قبل أربع سنوات، ولكن هناك عوامل إضافية أخرى تسهم في ترجيح كفة الرئيس قد تكون عامل مساعد لفوزه .
الترقب العراقي
تترقب الأوسط السياسية والشعبية هوية الرئيس الفائز بالبطاقة الرئاسية للولايات المتحدة 2020، ويعول الفريق الأول ( الوسط السياسي) على فوز جو بايدن نظرا لضمان توجهاته مع ايران ، والتطلع لرفع العقوبات الامريكية عنها مما يدعم وجود النظام السياسي الحالي حسب تصوراتهم، وتفعيل مسار أوباما الذي منح ايران دور فوق الإقليمي ، وقد وترجمته ايران الى إرساء نطاق الحماية القطرواقليمية بثلاث أنطقة تحميها 360 درجة وتمكنها من الهيمنة الإقليمية ، فضلا عن التأثير الفعال في اوربا واسيا وافريقيا وأميركا الجنوبية
ويرى الفريق الثاني ( الوسط الشعبي) ان استمرار ترامب في الرئاسة الامريكية لأربع سنوات ، سيعزز من سياسة اطلاق الزناد ضد ايران ، ويفرض اطواق إضافية من الخنق الاقتصادي ، وربما يخضع ايران الى الطاولة ،ويحدد دورها الإقليمي
وجميع تلك التصورات تندرج ضمن سياق الامنيات ، لان السياسة الامريكية تمتاز بثبات نسبي ، والمتغيرات تحدث في التكتيك وليس في الاستراتيجية ، وبكل الأحوال لم تشهد المناظرات للمرشحين أي محور يخص السياسة الخارجية سواء متعلق بالعراق او بالشرق الأوسط
وترجح دراسة لمركز صقر للدراسات جرى اعدادها من 28 صفحة بان الوضع في العراق سيبقى على ماهو عليه في حال فوز دونالد ترامب ، مع تعاظم الأزمات السياسية والاقتصادية في ظل سياسة الناي بالنفس الامريكية ، واحتمالية حدوث تطورات شعبية قد تطيح بالحكومة ، وفي حال فوز المرشح جو بايدن ، فمن المحتمل ان يدعم جهوده في تقسيم العراق، لاسيما انه صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث أقاليم سنية شيعية كردية .، ويدعم دور إيراني فاعل في العراق والمنطقة حسب النهج السابق ، اذن ننتظر هوية الرئيس الأمريكي 2020
*رئيس مركز صقر للدراسات
0 تعليقات