اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الاربعاء، ان العراق يحتاج منا أن نتحلى بقيم الرسول الأعظم(ص) لنتمكن من عبور الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
جاء ذلك خلال احتفالية اقامها الوقف السني بمناسبة المولد النبوي الشريف.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي الكرام
أتشرّف بالمشاركة في هذه الاحتفالية الكريمة، رافعا لشعبنا وأمتنا والإنسانية أسمى التبريكات، بمولد مبعث الهدى ورحمة العالمين ومنار المؤمنين، سيد الخلق رسول الله محمد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
إن هذه المناسبة الطاهرة تعيدنا الى جذرنا العميق القوي المتماسك كأمّة مَنَّ الله عليها بنعمة الإسلام، فشيّدت حضارة عظيمة من قيم المثابرة والبناء والوحدة والتكاتف بين الناس.
رسول الإنسانية عليه أفضل الصلاة والسلام، كان مشعل نور في وسط ظلام دام دهوراً طويلة، عقل وحكمة وصبر وإرادة نقلت ملايين البشر من الجهل الى النور، ومن القسوة الى الرحمة، ومن الظلم الى العدل، ومن الفوضى وطغيان أصحاب المصالح والعصبيات الضيّقة الى النظام المتمحور حول قيمة الإنسان وحريته.
هذه المناسبة تذكرّنا أن رجلاً مفرداً يتيماً مضطهداً تمكن، بعد الإيمان والثقة بالله، من صنع أمة كاملة تفتخر أنها تحمل اسمه، بدأت بالصبر على الجور والعوز وقلة الحيلة، وكرّست التآخي والتضامن بين الناس، وانتشرت في قلوب المؤمنين عبر الزمن، من خلال قيم الصدق والعمل والمحبة والتسامح.
نحن اليوم أحوج مانكون الى تلك القيم الإنسانية التي أرساها رسول الإسلام، القيم البعيدة كل البعد عن التطرف الذي لا ينتمي الى الإسلام، بل حاول أصحاب النفوس الضعيفة الأغراض إقحامه عليه.
العراق، أيها الأخوة، يحتاج منا أن نتحلى بهذه القيم العالية، لنتمكن معاً من عبور الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن ننتصر لتلك القيم بدل العودة الى جهل التطرف وتغوّل من يريد أن يفرض مصالحه وطغيانه على العراقيين بأسماء متعددة، ولن يحدث ذلك مادمنا نعمل على بناء دولة قوية وعادلة لاتفرّق بين أبنائها بسبب دين أو مذهب أو قومية، كلنا عراقيون، ولاتخضع للمتطرفين من داعش أو العصابات الإجرامية من أي دين أو مذهب أو قومية.
شعبنا يستحق بعد كل المعاناة والتضحيات التي مرّ بها وواجبنا أن نمنح الشعب استحقاقه في الحياة الحرة الكريمة.
معا سنضمد الجراح ونعتمد على إمكانات العراق وطاقات شعبنا الكبيرة، لنصنع الأمل ونصنع المستقبل .
الإسلام هو دعوة الى الأمل، بدأت برجل واحد وانتشرت الى الإنسانية جمعاء.
قال تعالى:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
أجدد التهاني لكم أخوتي، ولكل عوائلنا الكريمة ولكل الإنسانية".
0 تعليقات