الاسلام بين التطرف والاعتدال

مشاهدات


 

ابراهيم المحجوب


كل الشرائع السماوية التي نزلت على الارض تدعو الى الالفة والمحبة.. وبناء قانون كيفية تنظيم الانسان لحياته  وبالتقويم الاحسن الذي خلقه له الله... ولا تقرأ مفردات أوايات وتراتيل اي شريعة سماوية الا وتجد معها توصيات تنادي بالأخلاق الرفيعة لهذا الكائن الحي الذي يدير كل ما هو موجود في هذه الكرة الارضية بنعمة العقل التي منحها له ربه.. وبما ان الاسلام يعتبر هو آخر شريعة فلابد ان يحمل معه جميع معالي ومفهومات وقيم الشرائع السابقة ولابد ان يعتبر القرآن الكريم هو اخر كتاب سماوي نزل من السماء يحمل بين آياته التفاصيل الدقيقة لصفات بني البشر وكان التسامح هو اول فصول نشر هذه الدعوة السماوية على الأرض...ان مفهوم اسم الاسلام مشتق من كلمة السلام او روح الطمأنينة وان مفردة التسامح هي داخل فطرة كل انسان خالي من الاحقاد والشوائب.. وعليه فان كل من يدعي بان الشرائع  السماوية مخالفة لذلك المفهوم الانساني فانه يقع في مطبات يجهلها تماما او تفاسير لا تمت للواقع بصلة وانما هي امور نتخذها احياناً لأنفسنا لنقع في مطبات المجاملات والنقاش الاصم الابكم.....
ان الاعتدال في كل الاديان السماوية  كانت غايته الاولى والاخيرة اصلاح النفس المريضة وابعادها عن الجانبين المادي من حيث حب الشهوات والتكبر والمعنوي الذي يرتبط بكل  قرارات الانسان الاخرى...
ولا شك أن دين الإسلام هو  دين تسامح واعتدال وهو وسطي المناهج لأنه دين حق بنيت في كل مراحل انتشاره العدالة.. وانه دين رحمة يساعد الانسان من العيش بهذا الكون بطمأنينة  وراحة تامة وانه دين محبة وإخاء يستطيع التعايش مع الجميع ونستشهد بقوله تعالى:((وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدا))
هنا تأتي الوسطية بالعمل وليس بتسلسل الارقام او مقاييس الزمن... وهذا هو الاثبات القاطع بان الاعتدال هو المعنى الحقيقي بمفهوم الامة الوسطية وان كل ما نسمعه اليوم من هنا وهناك من تطرف او تعصب من اشخاص معينين اعتبروا ان مجيء الدين الاسلامي الحنيف بكافة نصوصه السماوية الغاية منها معاقبة الانسان وليس لتنظيم حياته ومنعه من تكرار الاخطاء التي يقع فيها كل مرة..
ان الاعتدال اليوم هو ان تقدم كل ما تستطيع من عمل او فعل سواء كان حكمة يتعلمها الناس اوتفسير صحيح لمفهوم معين تجاه من يعيش معك في وطن واحد واذا وجدت تقبل المجتمع لهذا العمل فبإمكانك نشره على الاخرين من باب الفائدة وتعميم الخير والاستفادة من ما تقدمه  الى ابعد مكان تستطيع الوصول اليها..
لم ولن يكن الاسلام يوماً دين يشجع الجهلاء على استباحة الارض بمفهوم خاطئ وانما شريعة صحيحة تشرح لنا العلاقة بين المخلوق والخالق ونظام لتصحيح مسار الانسانية عن طريق الهداية والنصيحة والتذكير بعواقب الامور والابتعاد عن الانعزال والتشدد الفكري والتطرف بالمفهوم العام بكل اشكاله وانواعه...

إرسال تعليق

0 تعليقات