الاختلاف الفكري بين العقل والحرية

مشاهدات

 




ابراهيم المحجوب

يقوم الانسان في حياته اليومية باللجوء الى تحكمات العقل وما ينتج عنه من توصيات وافعال احيانا نراها

لا ارادية ولكنها في حقيقة الامر هي نتاجات عقلية من تصرف الانسان نفسه فلاوجود لكلمة لا ارادة الا عندما نفقد الارادة نهائياً وعندها تصبح كل احاسيسنا غير قابلة لتقبل الايعازات العقلية... لقد منحنا الله سلاحين احدهما  العقل الذي نفكر به قبل اتخاذ اي قرار ولولحظة بسيطة وعلينا باستخدام عقولنا قبل التخطيط لكل الاهداف ومتى ما كان التأمل والتريث بدون عجالة فان القرار سوف يكون اكثر صواباً اذا توفرت له البيئة الملائمة...

والاخر هو الحرية التي نستطيع من خلالها البحث عن الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف من خلال التخطيط لعدة اهداف وفي النتيجة اختيار المناسب والصحيح منها وهنا لابد لنا وهذا يعتبر اهم شيء في مفهوم الحرية هو اختيار الهدف من قبل الشخص نفسه وان يكون ايماننا المطلق بان

الهدف هو هدفنا ونحاول بكل الوسائل  أن لا نسمح لغيرنا أن يتحكم في اتخاذ القرار لان كل العواقب سوف يتحملها الشخص وحده وسوف يكون اشبه كثيرا بالإنسان الأعمى الذي ينفذ أهداف غيره دوما سواء عن دراية او بدون دراية

وان لا تكون للعفوية اي دافع أحيانا في تنفيذ القرار بالوصول الى تحقيق الهدف..

ان اي قرار نتخذه اليوم بعيداً عن استخدام العقل وبعيداً عن حرية الاختيار سوف تكون له عواقب وخيمة وربما تبقى آثاره السلبية مدى الحياة واحيانا ابعد من ذلك حيث تبقى تبعاته الى الاجيال القادمة واصبح الكثير من الاشخاص يعاني اليوم من تبعات لم تكون بإرادته او ربما ليس هو من اتخذ القرار او اتخذ تنفيذ الهدف فيها ولذلك نجد ان وسائل العلم الحديث حددت شخصية الانسان من خلال كل عمل يقوم به سواء كان نتاج علمي او ثقافي يقدمه للمجتمع واعتبرت ان العائلة وتبعاتها هي مجرد عامل مساعد في ذلك لان الشخص الذي اراد تحقيق اهداف معينه واتخذ القرارات بشأنها هو بعيد جدا عن افكار تلك العائلة او تلك المجموعة من الاصدقاء وان ما يقدمه هو شأن خاص به وليس بالضرورة ان ينعكس على غيره سواء كان من باب ايجابي او جانب سلبي..

ان منطق العقل لدى الانسان في اتخاذ اي قرار يحتاج الى السكوت احيانا او ترك تحقيق ذلك الهدف بعد ان وجدنا انه بعيد عن ارض الواقع وان التطور الفكري للإنسان وما يحصل اليوم من تطور ثقافي وعلمي وتكنولوجي لا يمكن ان تتقبله العقول التي سبقتنا كونهم كانوا يتصورونه عمل خارج ارادة الانسان ولكنه في الحقيقة اصبح واقع ملموس من صنع العقل البشري واصبح  اللامستحيل في الكثير من الامور شيء طبيعي ويتقبله بني البشر على اعتبار انه نتاج علمي حتى وان كان بعض الاحيان هو اوهام او طموحات مستقبليه  ان الواقع اليوم يفرض علينا ان نضع انفسنا بين خيارين الخيار الاول  استخدام العقل للتخطيط ثم الحرية لتحقيق الهدف او ان يكون العكس وهذا سوف ندفع ثمنه على اعتباره جانب مظلم في حياه الانسان فلا حرية بدون عقل لأنها سوف تكون حرية زائفة ولامعنى لوجودها...

إرسال تعليق

0 تعليقات