العلم والقرآن الكريم

مشاهدات

 




الباشا صادق سعدون  البهادلي

(وقل ربي زدني علما) دعى الإسلام إلى العلم والسعي لتحصيله حيث كانت أول ايه قرانيه هبط بها الوحي جبرائيل على الرسول محمد صل الله عليه واله وسلم هي (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) من سورة العلق وهناك الكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على العلم وطلبه مهما بعدت المسافات نعم ان العلم نور ولاقيمه للانسان الا اذا حرص على اكتساب العلم والمعرفة  حتى ينقشع الظلام المصاحب لهذا الجهل ويحل محله نور العلم ومن هنا كان لابد أن يحرص كل انسان للحصول على العلم قدر الامكان لكي يرتفع شأنه ويكون قادرا على مواكبة العالم من حوله ومدركا لكافة التحديات التي تحيط به وقادرة على مواجهتها بقوه. كم يرفع العلم أشخاصا إلى رتب ويخفض الجهل اشرافا بلا ادب حيث إن العلم هو الوسيلة الاساسيه التي يمكن من خلالها أن يرفع الانسان من قدره وقيمته في المجتمع فضلا عن انه وسيلة هامه من أجل إدراك المفهوم الصحيح للدين الاسلامي وفهم العلوم الدينيه الاسلاميه ولا يوجد تعارض بين الدين والإسلام كما ذكر في القران الكريم من الآيات القرآنية عن العلم الذي ارتبط بالقرآن حيث قال سبحانه و تعالى((يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم  درجات والله بما تعلمون خبير))مجامله ١١  وقال أيضا في محكم كتابه((ولقد أتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )) ١٥ النمل .ان الله تعالى ورسوله قد أمروا المسلمين بأهمية تحصيل العلم النافع ويشمل العلوم الدينيه والعلوم الدنويه وقد ساهم تحصيل العلم على مر العصور على تطوير الانسان وتنمية مجتمعه وظهور العديد من التقنيات والوسائل الحديثه التي ذللت الصعاب بل أصبح الحصول على اي علم امرأ سهلا من خلال دور العلوم المجانيه والمواقع التعليميه.حيث وردت العديد من الآيات القرآنية التي أكدت على أهمية العلم وعظيم ثواب طالب العلم عند الله تعالى مثل"حيث قال سبحانه و تعالى في محكم كتابه الكريم(انما يخشى الله من عباده العلماء أن الله عزيز غفور )فاطر ٢٨ .العلم هو ركيزه من ركائز الإيمان بالله تعالى وكلما ازداد المسلم علما ازداد إيمانه ولقد بين الله سبحانه وتعالى فضل العلم في القران في آيات كثيره (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما لا اله الا هو العزيز)ال عمران ١٨ وبين الله العليم الحكيم أن العلم سبب في رفع الدرجات فقال سبحانه و تعالى(يا أيها الذين آمنوا قيل لكم تفسحوا في المجالس فاسفحوا يفسح  الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعلمون خبيرا )..فإن أشرف سبيل للعلم هو معرفة الله ومعرفة كيفية عبادته سبحانه وذلك باتباع ما امر الله سبحانه وتجنب ما نهى عنه سبحانه الكريم واتباع ما امر به الرسول الكريم وما نهى عنه الرسول صل الله عليه واله وسلم. حيث قال الرسول الكريم في حديثه الشريف صل الله عليه واله وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما ،سهل الله له طريقا إلى الجنه وان الملائكه لتضع اجنحتها رضاءا لطالب العلم ،وأن طالب العلم يستغفر له من في السماء  والأرض حتى الحيتان في الماء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر  الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر) ان العلم يستوجب الاخلاص وتجنب الرياء والمفاخره أمام الناس فالقصد من طلب العلم هو عبادة الله والعمل به وتبليغه للغير دون طلب للشهره او بحث عنها .حيث قال رسول الله صلى الله عليه واله
وسلم في حديثه(من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يعرف به وجوه الناس اليه ادخله الله  النار) وفي حديث آخر للرسول ( طلب العلم فريضه على كل مسلم)حيث قارن امير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بين العلم والمال قائلا لصاحبه كميل (( ياكميل العلم خير من المال العلم يحرسك وانت تحرس المال ) وبين أهل بيت العصمه عليهم السلام ثوابا كبير لسالك طريق العلم فاخبرنا نبينا الاعظم عليه السلام ان طالب العلم كالصائم نهاره والقائم ليله،تظله ملائكة الله، وبورك له في معيشته  وتستغفر له الأرض ويكون من عتقاء الله من النار ومن اصحاب مواطن الكرامه في الجنه .فعن رسول الله ص ((من احب ان ينظر إلى عتقاء الله من النار ،فلينظر إلى المتعلمين فو الذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلى باب العالم المعلم الا كتب الله له بكل قدم عبادة سنه وبنى الله له بكل قدم مدينه في الجنه ويمشي على الأرض وهي تستغفر له ويمسي ويصبح  مغفورا وتشهد الملائكه انه من عتقاء الله من النار ))  فإذا جاء الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجه واحده في الجنه عنه صريحا نبي الإسلام صل الله عليه واله وسلم في قصته المعروفه حينما دخل المسجد فاذا بجماعة قد طافوا برجل فقال ما هذا؟فقيل علامه فقال مالعلامه فقالوا اعلم الناس بانساب العرب ووقائعها وايام الجاهليه والاشعار العربيه فقال صل الله عليه واله وسلم ذاك علم لا يضر من جهله ولاينفع من علمه ثم قال عليه الصلاة والسلام انما العلم ثلاثه
(أية محكمه، وفريضه عادله ،وسنة قائمه وماخلاهن فهو فضل )وايضا روي عن النبي روحي له الفداء قال قيدوا العلم :  قيل وماتقييده ؟ قال كتابته وقال (ص) (ان المؤمن اذا مات وترك ورقه واحده عليها علم كانت تلك الورقه سترا له فيما بينه وبين النار وأعطاه الله تعالى بكل حرف مدينه اوسع من الدنيا ومافيها) ..وان المذاكره في العلم تسبيح وعن الامام الباقر عليه السلام قال ( يرحم الله عبدا أحيى العلم ،فقيل وما أحيائه؟ قال ان يذاكر به أهل الدين والورع ) حيث ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم( من جلس عند العالم ساعة ناداه الملك جلست إلى عبدي وعزتي وجلالي   لاسكننك الجنه ولا ابالي)  ومارواه النبي أيضا سئل عن حق العلم فأجاب صل الله عليه واله وسلم(الإنصات له قيل له ثم مه؟ قال الاستماع قيل له ثم مه قال الحفظ له  قيل ثم مه قال ثم العمل به قيل له ثم مه قال ثم نشره  .نعم ان حقوق العلم على الإنسان المتعلم أن يطبقها هي الإنصات والاستماع والحفظ والعمل والنشر .وطلب العلم ضروره لتهذيب النفس والهدايه للعلم هو شرط أساسي لبلوغ المقامات الانسانيه الشامخة والكمالات المعنويه الرفيعه والسعادة الابديه الخالصه لله  وبالدرجه الأولى هي تخلية النفس من الصفات والاخلاق السلبيه والرذيله والتحلي بالأخلاق  الحسنه والفاضله حيث قال الإمام السجاد عليه السلام(لو علم الناس ما في العلم لطلبوه بسفك المهج وبخوض اللجج ولقد أوحى الله إلى دانيال إن امقت عبادي عندي الجاهل المستخف بالعلم) وفي الختام نسأل الله أن يعلمنا والمسلمين من علمه العظيم وان يرزقنا العمل لما علمنا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ابي القاسم محمد وال محمد وصحبه اجمعين ومن اتبعه إلى يوم الدين.


إرسال تعليق

0 تعليقات