بين التربية البيتية والتربية الدراسية...أضعنا جيل كامل

مشاهدات


 

 ابراهيم المحجوب

مع اختلاف طرق التعايش بهذه الحياة ومع التطور الذي حصل في اغلب المجتمعات في العالم ومن ضمنها مجتمعنا العراقي الذي يعيش بين واقعين الواقع الحضري المدني والواقع الريفي الفلاحي والذي ما زال متمسكا بعاداته وتقاليده حتى اثناء انتقال ابناءه  الى العيش في المدينة مع العلم ان الارياف اليوم تعتبر مدن متكاملة من كل جوانب الحياة فالحضارة المدنية قد وصلت اليوم الى ابعد نقطة ريفية موجودة في خارطة العراق واصبحت القرى الريفية التي كانت بالأمس القريب محرومة من كافة الخدمات تعيش اليوم بأسواقها الشامخة وطرقها المعبدة ووسائل النقل الحديثة اضافه الى كل وسائل الاتصالات الاخرى والتي من خلالها اصبح ابن الريف بإمكانه التحدث مع اي شخص في دول العالم وهو يجلس داخل الحقل الزراعي الذي يملكه...

ولكننا وعودة على موضوعنا وما يجب ان يتحمله اليوم كافة الاسر من ناحية التربية لأبنائهم ومن منظور الحرص الشديد على كل التصرفات لهؤلاء الابناء فمن الواجب المتابعة الشديدة وان  يكون هناك عقاب وثواب في كل الاحوال حتى لا تتشتت العائلة او تدفع ثمنا لخطأ ربما يعتبر في بدايته بسيط ولكنه مع مرور الوقت سوف يكبر ويصل الى مشاكل ربما معقدة لا يمكن ايجاد حلول لها...

ان مفهوم الاسرة اليوم مع الاسف اختلف فيه كل الموازين التي كانت تتبعها أُسرنا الكريمة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وان اغلب العوائل اليوم يعلقون كل مشاكلهم على شماعة التربية المدرسية وربما اغلبهم لا يعرف من هم اصدقاء ابنه المدلل... وكل ما يعرفه هو فشله في المدرسة والذي يعلل الاب ان اسبابه هو في فشل التعليم وليس في فشل ابنه.. وهذا منظور خاطئ جدا فاليوم جميعنا يعرف ان المدرسة وكل ما تقدمه في التربية المدرسية هي جزء مهم من حياة الطالب ولكنها لا تعادل سوى جزء واحد من ثلاث اجزاء من حياة الطالب العامة ويتحمل النسب والاجزاء الباقية الأخرى الاهل والطالب نفسه وبنسب متساوية بينهم....

ان المدرسة اليوم اصبح واجبها تقديم التعليم فقط ولا علاقة لها بالتربية واصبحت غير مسؤولة عن تقديم اي نصيحة للطالب وذلك للأسباب المعروفة لدينا جميعا اولها مهابة المعلم الذي كانت تدعمه وتؤيده كل عوائلنا الكريمة واصبح اليوم الطالب لا يخاف او يخجل امام المعلم عندما ينطق اي كلام بذيء لا يليق به... وتجد الهيئة التدريسية يعقدون بين فترة واخرى اجتماعات مدرسية لأولياء الامور ولكن اغلب هؤلاء الاولياء لا يحضر هذه الاجتماعات بل وربما يعتبرها مسألة روتينية لا اكثر وعندما يحصل في نهاية السنه على نتيجة ابنه الراسب يتفاجأ بها  ويوجه اللوم دوما الى المدرسة او الى تغيير المناهج الدراسية مع العلم ان الواقع يتطلب تطوير هذه  المناهج الدراسية  حتى  نواكب حركة النهضة العلمية في العصر الحديث...

ان المعلمين هم انفسهم الذين علمونا الحروف الابجدية وان الاختلاف الموجود واضح ففي ذلك الزمان كان هنالك جيل مطيع يخاف  ويستحي من الكثير من الامور وكانت هيبة المعلم هي من تدخل الحروف الى عقول الطلاب  والجميع يخاف ويحترم  المعلم اكثر من خوفه من الاهل ومازلنا جميعاً نعيش في ذكرهم الطيب...

 ان ما اريد ان اوصل اليه في هذه المقالة هو الواجب الذي يقع على مسؤولية الاهل فإما ترك ابنهم يواجه قرارات ادارة المدرسة وجميعها تصب في مصلحته وتعتبر رسم لمستقبله. او مساعدة المعلم في ايجاد النصح لابنهم الذي تعود على تقديم الحجج الواهية لأهله دوماً..... اننا جميعا مطالبون امام الله قبل كل شيء بأن نحافظ على رعيتنا.. ونتابع تربيتهم فنحن من يتحمل كل العواقب المستقبلية لهم..

ومن اجل انشاء جيل صالح لقيادة الحياة لابد ان تكون هناك مصداقية بين افراد الاسرة وعلى الامهات تحمل المسؤولية بالابتعاد عن اخفاء اي معلومة تخص حياة ابنها

وان تكون شخصية الاب قوية جدا ويكون هو صاحب القرار وهي صاحبة المشورة....

اللهم اصلح رعيتنا ووفقهم لما تحبه وترضاه..

إرسال تعليق

0 تعليقات