المونديال ولعنة (الميم)

مشاهدات

 






باسم ابوطبيخ
باحث في العلاقات الدولية

مفهوم العلاقات الدولية عن تأثير الثقافة في العلاقات الدولية وهذا التصور يجب ان يكون في الحسبان عند كل المهتمين وخاصة وزارات الخارجية للدول ومستشاريهم وكيفية توظيف وترسيخ اي علاقة مع اي دولة دون المساس لمشاعر الشعوب وقوانينها وعدم تجاوز ما يسمى بالخطوط الحمراء او خرق الخصوصية وتجاهلها بحجج لاتتطابق مع العادات والتقاليد التي تختلف من دولة الى اخرى.

دأبت قطر وبذلت الكثير للحصول على اقامة المونديال على جغرافيتها وفعلا مانشاهده اليوم هو لاول مرة يقام هذا التجمع العالمي في الشرق الاوسط واختيار بعد القرعة وتجاوز عقبات شروط الفيفا،لاننسى ان قطر بلد صغير جدا في المساحة والتعداد السكاني وعادة ماتسمى قطر ب"قناة الجزيرة "وان المليارت التي انفقت على ملاعب المونديال هي لوحدها بمثابة تحدي كبير رغم ان قطر من الناحية العملية لاتحتاج الى هكذا ملاعب بعد نهاية البطولة؛
كانت بريطانيا احد المنافسين بعد مونديال موسكو وسعت جاهدة في الحصول على فرصة اقامة المونديال بأراضيها لكن دولة قطر كانت صاحبة الحظ الاوفر وما نعيشة اليوم هو جهود وعزيمة دولة قطر لسنوات لتثبت المستحيل بإصرارها على النجاح المبهر الذي باغت العالم باسره ليكون مفخرة لكل العرب رغم خسارة فريقها وخروجه من المسابقة..لكن هذا ليس هو المهم لاننا نحتاج الكثير والكثير لتطوير المواهب المحلية لنكون بمستوى المنافسة.

المثلية الجنسية وشعارها الذي جعل الشماته من قبل الاعلام الغربي وخاصة بريطانيا كونها المنافس والغريم التاريخي وان تسخير الميديا للنيل من دولة قطر الفتية..ذلك بعدما رفض القطريون استقبال شعار المثلية (مجتمع الميم)وان بداية السرد في هذا المقال هو عن خصوصية كل دولة وثقافاتها واكيد اصحاب الشعار يعلمون ان القانون القطري يجرم هذه الممارسات بالحبس لمدة عام وثلاثة اشهر..لكن عدم الاحترام والنظرة المتعالية جعلت يتمادون رغم معرفتهم بالقانون وهنا ليس القانون فقط انما الاسلام وحكمه على هذه الممارسات كون قطر دول اسلامية وغالبيتها مسلمة وهذا من حقها الطبيعي ولاتستطيع اي دولة او منظمة فرض اجندتها على دولة قطر .

قد يستغرب البعض ان تأثير دولة قطر في الاقتصاد البريطاني كبير جدا جدا لدرجة ان قطر لو فكرت بسحب استثماراها التي تقدر بمقدار ٤٠ مليار وكذلك فهي تمتلك صندوق سيادي يبلغ حجم الودائع فيه بقيمة ٤٥٠ مليار دولار وهذا لوحده قادر ان يشل الاقتصاد ويسحق القيمة النقدية للمملكة المتحدة؛
وان هذه الاستثمارات موزعة بين ٢٠٪؜من مطار هيثرو الدولي لندن وملكية اسواق هارود الشهيرة و١٥٪؜من اسواق سانزبري..يعني عزيزي القارئ لو ان قطر ذهبت الى سحب الودائع والاستثمارات فسوف تخلق ازمة اقتصادية حرجة وستتفاقم فيها البطالة،لكن تصريحات عمدة لندن صديق خان بسحب اعلانات مترو لندن التابعة لقطر كونها تقف بالضد من حقوق مجتمع الميم؛

حاولت قدر الامكان الابتعاد عن الجانب السياسي لكن كما تعرفون ان المستديرة ملطخة بلباس السياسة ودهاليزها وان مشاهيرها دائما مستهدفون من الساسة لنقل افكارهم..ولانستطيع ابعاد اي نشاط من لعنة السياسة وعرابيها؛ لدى قطر ملفات سياسية كبرى قامت بصنع الحلول والازمات فيها على حد سواء؛وسابقا اشتركت في حل ازمة دارفور..ولبنان..والازمة السورية وتداعيات التوتر مع الجار السعودي واخر انجاز هو استيعاب طالبان وتمهيد الانسحاب الامريكي بسلاسة رغم صعوبة الساحة الافغانية..ولاننسى ان وجود اكبر قاعدة امريكية في العالم داخل الاراضي القطرية "العديد "
وهذا يعطينا مؤشر ان استقرار قطر من المسلمات لكونها تمتلك الحماية من العم سام،لكن تناقضات السياسة ومتغيراتها دائما تكون المصحلة هي العامل الاساسي في العلاقات الدولية ولهذا السبب قامت قطر باستدعاء تركيا لحمايتها من احتمالية الاجتياح السعودي..رغم معرفتنا ان اي بلد توجد فيه القواعد الامريكية لايسمح بالعدوان بل حتى الانقلابات لاتكون ناجحة دون التشاور مع الامريكي..
ويذكرنا هذا عندما سافر الامير الاب الى سويسرا قام الابن بأعلان حكمه ومباشرة كانت تبريكات الرئيس الامريكي بل كلنتون بمثابة قبول للفعلة وتمريرها.

لكرة القدم هفوات كبيرة من العنصرية وعدم قبول لاعبين من دول غير معترفة بالكيان الصهيوني وذلك بسيطرة اللوبيات على قرارات الفيفا وخاصة في الجانب السياسي وعادة مانسمع ان بعض الاندية تتعاقد مع اللاعب ولم يتم منحه تأشيرة الدخول كما حصل مع اللاعب العراقي نشأت اكرم الذي تعاقد مع نادي مانجستر ستي وغير ذلك…
ودائما ما نسمع بعدم قبول المواجهة الرياضية مع اي لاعب ينتمي الى الكيان الصهيوني وهذا يعني لا هروب من السياسة في المعترك الرياضي.واخيرا عدم قبول ختم تأشيرة الدخول لمنتخب كوستريكا في الحدود العراقية سببه سياسي وهو قرارات ترامب من حذر دخول امريكا لمن يمتلك تأشيرة الدخول لعدة دول منها العراق.
ولاننسى ان منافسات كرة القدم ودهاليزها الغامضة ورغم كثرة المتنافسين بالنتيجة هناك فريق واحد فقط يحقق النصر .





















إرسال تعليق

0 تعليقات