الاخلاق جوهر الانسان

مشاهدات

 




الباشا صادق سعدون البهادلي

ان أساس تقدم الحياة وازدهار الأوطان الجوانب الصالحه والفضائل الساميه التي دعت إليها الأديان والكتب السماوية على ضرورة الالتزام بالصفاة الحميده والقيم النبيله التي تعزز وجود البشريه في هذه الحياة . وان جوهر الانسان العميق أساسه انسانيته التي تعكس الصفاة التي تميزه عن غيره من المخلوقات من قدرته على الحب والرحمه والتعاطف وإبداء المشاعر .حيث يختلف مستوى رقي فكر الانسان وتقديره لاهمية جوهره من شخص إلى اخر أن االجوهر يحدد شخصية الإنسان  في الحياة وطريقة تعامله مع الناس  ومدى انضباطه والتزامه بالقيم والمبادئ الاخلاقيه حيث يكون الانسان متدينا لابد من أن تحكم الأخلاق سلوكه مع ربه بأن يحسن أخلاقه مع ربه ولايبدل إحسانه بالاساءه ،وعطاءه بالتقصير ،وإن يحسن أخلاقه مع نفسه فلا يسئ إليها في دنياه واخرها وان يكون خيرا للناس جميعا من يلتقي معهم ومن يختلف وهذا لا يعني أن يتنكر الانسان لعقيدته أو لعباداته وان لا يبالي بها فهي لها موقعها الأساسي لكن عليه أن يعتبر أنها لا تؤدي دورها الا عندما يتعززالبناء الأخلاقي للانسان القائم بها فلا خير لصلاة أو صيام أو حج او اي أعمال عباديه أخرى أن لم تنعكس خيرا على سلوك الانسان وعندما أراد الله أن يصف النبي الاكرم صل الله عليه واله وسلم لم يصفه بحسبه أو نسبه حيث خاطبه القرآن الكريم(وانك لعلى خلق عظيم)ان الأخلاق هي جوهر الانسان وهي مقياس تقيمه وهو القائل صل الله عليه واله وسلم(انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق )  ولهذا كللت العبادات بالأخلاق فما من عباده يتقرب بها الإنسان إلى الله الا وهي مصحوبة بحسن الخلق وزينت بها المعاملات فما من معاملة بين الناس الا وقد جاء بها الحث على حسن الخلق فالقرآن الكريم هو مصدر الأخلاق الاسلاميه الاول في جمع مكارم الأخلاق خير جمع ونظمها خير تنظيم والتطبيق العملي للاخلاق الاسلاميه أخلاق الرسول فسار به خير سير وقام به خير قيام لذلك حثنا الله سبحانه و تعالى على الاقتداء بالرسول والحذو حذوه في كريم اخلاقه ومحاسن الآداب  فقال سبحانه وتعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )احزاب ٢١ كي يبقى صل الله عليه واله وسلم  النموذج  الاكمل والمثل الأعلى لكل مسلم .وان الأخلاق هي مجموعه مايفرضه الفرد على نفسه من داخله وان كان مصدر هذه الأخلاق خارجيا جاء به الوحي من مصدر علوي ولكنك  اذا امنت بذلك واقتنعت أصبح ذاتيا في نفسك به إلى الخير وترتدع عن الشر ولايكون هذا السلوك مراعاة لمجرد سعادتك او منافعك فقط لأنه يصبح لون من الانانيه ولكن مراعاة حقوق الآخرين ومصالحهم أيضا لتبقى أمينا على معاني الانسانيه وان الأعمال الاخلاقيه هي من جوهر العباده ولكن وجود الجوهر الإنساني والأخلاقي متعلق بقدرة فاعله وخالقه تبارك وتقدس اسمه وتعالى فأما تجويد جوهره مفوض إلى الانسان  وهو معلق بارادته ينبغي أن نعرف أنفسنا ماهي ولاي شئ علينا أن نبدأ بالعلاج  الفاصل الوافي الشافي من خلال تطبيق حقيقي للقرآن والسنه المشرفه وفهمها فهما دقيقا صحيحا جيدا ليكون المسلم في المجتمع إنسانا حقيقيا بمعنى الكلمة يجب علينا مراعاة الله في كل تصرفاتنا حيث يؤكد علماء الدين الأجلاء أن اي تطور بشري لابد له من اعمده يقام عليها فإن هوت تلك الاعمدة هوى الانسان معها واضمحلت كل قيمه أن الأخلاق هي عنوان كبير للانسان تقع تحتها معطيات عديده منها الصدق والتعاون بين البشر والمودة والحب بين أفراد المجتمع بعيدا عن الحقد فالمسلم كالبنيان المرصوص أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى هذا ماأخبرنا به الصادق الأمين رسول الله صل الله عليه واله وسلم حيث قال سبحانه و تعالى في محكم كتابه الكريم(لقد جاءكم رسول من أنفسكم  عزيزعليه  ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم) ١٢٨ التوبه أن هذه الايه الكريمه تعني حسن قيمة الرحمه والرأفه وفي السنه النبويه يقول رسولنا الكريم(ان من خياركم احسنكم أخلاقا وما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامه من حسن الخلق والله ليبغض الفاحش البذيء)علينا أن نعلم يقين أن الدين معامله والمعامله لابد أن تكون حسنه بالخلق والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ..وفي الختام أن الشياكه في اللبس جميله لكن الشياكه في الأخلاق والسلوك ومعاملة الناس بالطيب اجمل لا ينفك الأصيل عن اصالته حتى لو حاولت الدنيا كلها دفعه نحو الدناءه فاصله يرده فالإنسان لايختار لونه اوشكله أو اصله لكن يختار سلوكه وأفعاله مهما كان محيطك لا تقدم الا الحسنى لا تقدم الا حقيقتك فلا يوجد في العالم من هو مخطئ دائما فإن سليم القلب يؤتمن حتى في عداوته ومرضى القلوب لايؤتمنون حتى في صداقتهم نعم كلما ارتفع المصباح اتسع نطاق اضاءته وانت كذلك كلما ارتفعت باخلاقك وبتواضعك وبتفكير قدراتك اتسع نطاق عطائك  وتأثيرك الايجابي في الحياة نسأل الله يحفظ الجميع من كل مكروه  ويرشدنا لما فيه خيرا لنا ولكم .....


إرسال تعليق

0 تعليقات