المخدرات والوعي المجتمعي

مشاهدات

 




نهاد الحديثي

في السنوات الأخيرة، بات العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار المخدرات ومتعاطيها وساهمت بمحاصرة شبكات توريدها

كان العراق ومازال ويظل مستهدفا في شبابه وثروته البشرية، وتبقى جهود «الجمارك» ووزارة الداخلية بإداراتها، خاصة المديرية العامة لمكافحة المخدرات حائط صد قوي، بما تملكه من عقول وأجهزة حديثة؛ لضبط شحنات المخدرات التي تدخل عبر المنافذ المختلفة بطرق إخفاء «شيطانية» يصعب الكشف عنها، ولكنها –بفضل الله– قادرة على كشفها، رغم وسائل الإخفاء المتطورة, إننا جميعاً أمام أحد أخطر التحديات التي تواجه أمة في شبابها المستهدف من قوى الشر الخارجية وضعاف النفوس من المواطنين؛ طمعاً في كسب زائل مصيره إلى الزوال والقصاص, أضحى إعلان أجهزة الأمن العراقية عن تفكيك شبكات المخدرات أمرا شبه يومي، وسط تحذيرات من تفاقم آفة الإدمان، وسط شباب البلاد المتأثرين بسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في حين تركز الحرب ضد المواد الممنوعة، على الشق الأمني، بشكل كبير، دون معالجة المسببات ,, ويرى مراقبون أن تفكيك هذا العدد الكبير من الشبكات يكشف الارتفاع المضطرد في أعداد مدمني المخدرات في البلاد والضالعين في المتاجرة بها، خاصة في صفوف الفئات العمرية الشابة,, وفي مؤشر شديد الخطورة، وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن ان الادمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المئة وسط فئة الشباب،، كما أن النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 في المئة، في المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطاله, كما أكد مجلس القضاء الأعلى، بذل أقصى الجهود في مكافحة جرائم المخدرات, ومتابعة الجهات المختصة لتنفيذ قرار مجلس القضاء الأعلى بإتلاف المواد المخدرة المضبوطة بأسرع وقت ممكن, دعاوى المخدرات كبيرة جدا والخط البياني في تصاعد مستمر حتى اصبحت هذه الدعاوى بحجم دعاوى المشاجرات أو ربما اكثر، وتم القبض على مجاميع مختلفة من عصابات المتاجرة بالمخدرات ومن ضمنهم نساء, سوء الاوضاع الاقتصادية ونسبة البطالة الكبيرة تؤدي الى اقدام الكثير من الاشخاص على تناول المواد المخدرة ظنا منهم انها تنتشلهم من هذا الواقع المؤلم كما ان هناك اسبابا كثيرة اخرى تتعلق بثقافة الشعوب واهداف تخريبية تؤدي بالنتيجة الى تدمير الشعوب وتجعلها مغيبة عن كل معاني الانسانية

ملف المخدرات هو دون مستوى الطموح، كون اغلب المنظمات والجهات الحكومية تعول على مبدأ العقاب وهذا المبدأ وحده غير كاف للقضاء على هذه الآفة الخطرة, ما يؤرقنا جميعاً ضعف برامج التوعية، التي تقتصر دوماً على عبارات لن يكون لها الأثر الفاعل في مواجهة الأخطار، لذا يجب أن تكون لدينا إدارة وبرامج متخصصة في التوعية المجتمعية بدءاً من المدرسة والجامعة، ومروراً بالمساجد وصولاً إلى تجمعات العمال في المصانع والمنشآت، ووسائل الإعلام الحديثة التي يتلقفها الشباب عن طيب خاطر، والانتقال إلى مرحلة المخاطر الصحية والاقتصادية وكشف آثارها، كل ذلك في خط متوازٍ مع تغليظ العقوبات وفرض السيطرة الأمنية والرقابية , بلادنا تعيش تطوراً وانفتاحاً على العالم بكل ما فيه، وهذا بالضرورة يستلزم فكراً جديداً متطوراً لمواجهة تلك المخاطر التي تدمر ثروات الأمة، وما أغلاها من ثروة المتمثلة في عقول أبناء وبنات الوطن، فلتكن دعوة شاملة ليقوم كل فرد ومؤسسة وجهة بمسؤوليته للحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن وثرواته































إرسال تعليق

0 تعليقات